أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو حرص بلاده على أمن اقليم كردستان العراق الشمالي وقال إن إستقرار بلاده من إستقرار العراق واعدًا بدعمه في مواجهة أزمة النازحين.. فيما أشار بارزاني إلى امكانية ارسال قوات جديدة من البيشمركة إلى مدينة كوباني السورية الكردية لمساعدة سكانها على التصدي لتنظيم داعش.


لندن: بحث رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وبارزاني في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق اليوم الجمعة الاوضاع الأمنية في الاقليم والعراق ومتطلبات مواجهة الإرهاب والخطر الذي يشكله تنظيم داعش "داعش" على المنطقة ودولها وخاصة تركيا والعراق.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع بارزاني فقد أكد أوغلو إن بلاده تبذل قصارى جهدها لضمان أمن وسلامة إقليم كردستان لان أمن الاقليم مسألة حيوية بالنسبة لها وان الاستقرار في العراق يعتبر استقراراً لتركيا.

وأشار إلى أن تركيا ستقدم المساعدات للعراق في مجال دعم النازحين الذين وصل عددهم إلى حوالي المليوني شخص معظمهم اتخذ من اراضي الاقليم ملاذا لهم. ووصف زيارته إلى بغداد امس ومباحثاته مع كبار المسؤولين العراقيين بالموفقة.. وقال "نأمل بان تكون هذه الأجواء الايجابية مسيطرة على العلاقات بين البلدين".

وأضاف أن هجوم داعش أدى إلى نزوح مليوني شخص من العراق وسوريا إلى تركيا مؤكداً أن "بلاده ستقدم المساعدات للعراق في مجال دعم النازحين وسيستمر تقديم المساعدة في هذا المجال مستقبلا".

وحول إرسال قوات البيشمركة إلى كوباني عبر تركيا قال أوغلو ان "ارسال قوات البيشمركة إلى كوباني هو نتيجة هذا التعاون بيننا لان العراق جار لنا ومن ضمنه هناك اقليم ويجب ان نواجه كل المواضيع بالتعاون ومن الان وصاعدًا أن اقتضت الحاجة إلى التعاون في اي مكان سوف نتعاون معا".

واشاد أوغلو بارتفاع وتيرة التبادل التجاري بين العراق وتركيا وأوضح ان حجم هذا التبادل بلغ 12 مليار دولار منها ثمانية مليارات مع اقليم كردستان مؤكدا ان بلاده تعمل على توسيع التجارة مع العراق. وأوضح أوغلو ان الملف النفطي حساس جداً وانه بحث الامر مع العبادي وبارزاني وأشار إلى أنّه اذا تم التوصل إلى اتفاق سيستفيد الجميع منه مؤكدا دعم وتركيا لاي اتفاق يوفر الطاقة.

من جانبه قال بارزاني أن الوضع الميداني في المواجهة مع "داعش" هو الذي يقرر إرسال المزيد من قوات البيشمركة للقتال ضده في كوباني "عين العرب" السورية الكردية.

وأشار إلى أنّ حكومته ارسلت عدداً من عناصر البيشمركة لمساندة المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب في خوض المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي في المدينة. وأشار إلى أنّه ناقش مع أوغلو سير الحرب ضد الإرهاب والتنسيق المطلوب لمواجهة الإرهاب. وأعتبر بارزاني ان الحكومة العراقية الجديدة من شأنها خلق أجواء ايجابية وعلاقات قوية مع تركيا.

وفي وقت سابق اليوم بدأ رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو زيارة إلى اقليم كردستان العراق الشمالي حيث تصدرت قضية التعاون المشترك للتصدي لتنظيم داعش محادثاته مع المسؤولين الأكراد وخاصة عبر الحدود المشتركة بين الاقليم والاراضي التركي ومايمكن ان تقدمه أنقرة لأربيل في المجالين الأمني والعسكري للتصدي لمحاولات التنظيم التمدد إلى مناطق ودول اخرى والتنسيق بينهما لمواجهة الإرهاب بشكل عام حيث شهدت أربيل قبل يومين تفجيرًا إنتحاريًا بسيارة مفخخة يستغلها انتحاري حاول اقتحام مبنى المحافظة اعلن بعدها "داعش" مسؤوليته عن التفجير.

الاستثمارات والنفط في صلب المحادثات

كما تناولت المباحثات التركية الكردية استثمارات الشركات التركية في الاقليم حيث توجد هناك المئات من الشركات التي تساهم في الاعمار وبناء النبى التحتية. وإضافة إلى ذلك فأن المباحثات تطرقت إلى تصدير نفط اقليم كردستان عبر الموانئ التركية خاصة بعد الاتفاق الاخير بين بغداد وأربيل على تصدير نفط الاقليم لحساب بغداد والذي بدأت كميات منه تصدر عبر ميناء جيهان التركي بداية الاسبوع الحالي.

ويرافق داود أوغلو خلال الزيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان والمستشار في الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو ووزير الداخلية أفكان آلا ووزير الثقافة والسياحة عمر جليك ووزير الجمارك والتجارة نور الدين جانكلي ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي.

وتأتي زيارة أوغلو لاقليم كردستان في ختام مباحثا واسعة أجراها في بغداد امس مع الرؤساء الثلاثة للجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري إضافة إلى عدد من قادة القوى السياسية تم خلالها الاتفاق على تعاون عسكري وأمني واستخباراتي ضد تنظيم داعش "داعش" وأكدا العمل على تفعيل مجلس التعاون الوزاري الاعلى بينهما وعقده في أنقرة نهاية الشهر المقبل بحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وأكد العبادي وأوغلو خلال مؤتمر صحافي في بغداد العمل سوية لمواجهة تنظيم داعش عسكريا وأمنيا واستخباريا وتفعيل الاتفاقات السابقة بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والتجارة والزراعة والثقافة. واعتبر مراقبون زيارة أوغلو إلى بغداد خطوة متقدمة استهدفت طي صفحة العلاقات الثنائية المتوترة منذ ثلاثة اعوام إضافة إلى تصفير المشكلات بين البلدين.

فقد شهدت العلاقات العراقية التركية خلال السنوات الاخيرة من رئاسة نوري المالكي للحكومة السابقة توترًا بعد اتهامه لأنقرة بالتدخل في الشؤون الداخلية بالإضافة إلى معارضته الاتفاق التركي مع اقليم كردستان في انشاء ومد انبوب للنفط وبيع خام الاقليم في الاسواق العالمية بمعزل عن بغداد ما عدته "تهريبا للنفط ومخالفا للدستور العراقي" وهددت بمقاضاة المشترين.

كما كان الرئيس اردوغان قد اتهم الحكومة العراقية بالتصرف على أساس طائفي الامر الذي دفع المالكي إلى الرد عليه داعيا اياه إلى الكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة وطالبه بالاهتمام بمعالجة مشكلات بلاده.

ومما زاد التوتر في علاقات البلدين موقف الحكومة التركية من الصراع في سوريا ودعمها للثورة ضد النظام فيها ورفضها تسليم طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي سابقا المحكوم بالإعدام غيابيا في بلاده بتهمة الإرهاب.

كما احتجت بغداد رسميا في آب (أغسطس) عام 2012 على زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى كركوك بشمال العراق من دون إبلاغ السلطة العراقية المركزية. كما استبعدت حكومة بغداد الشركة الوطنية التركية للنفط والغاز (تباو) من عقد لاستكشاف النفط في الجنوب العراقي اواخر ذلك العام.