أدان الأردن واليابان الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وأكدا ضرورة قيام شراكة دولية أقوى في مجال مكافحة هذه الظاهرة، بما في ذلك زيادة تبادل المعلومات والاستخبارات.


نصر المجالي: في بيان ختامي على هامش محادثات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اتفق الجانبان على أن تنظيم (داعش) يشكل تهديدًا خطيرًا للنظام الدولي، وأن الجهود المشتركة للمجتمع الدولي أمر ضروري في مختلف المجالات، بما في ذلك مسألة المقاتلين الأجانب لمواجهة هذا التهديد.

واشار البيان إلى تأييد رئيس الوزراء شينزو آبي وتقديره العالي للجهود التي يبذلها الأردن للتعامل مع تهديد تنظيم داعش، ودور الأردن البارز في مكافحة الفكر المتطرف من خلال مختلف مبادرات الحوار بين أتباع الأديان والمذاهب، مثل رسالة عمان، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام بين الأديان.

من جهته أعرب الملك عبدالله الثاني عن تقديره الكبير لجهود اليابان في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك المساعدة الإنسانية التي تقدمها إلى العراق وسوريا ودول الجوار، وأكد الجانبان عزمهما على&مواصلة التعاون في هذا المجال. والتقى العاهل الأردني، الجمعة، في القصر الإمبراطوري في طوكيو، إمبراطور اليابان أكيهيتو والإمبراطورة ميشيكو، حيث أكد على عمق علاقات الصداقة والتعاون التي تربط البلدين، والحرص المشترك على توطيدها في شتى الميادين.

وكان الملك عبدالله الثاني، الذي تزامنت زيارته مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن واليابان، تحادث مع رئيس الوزراء شينزو آبي حول العلاقات بين&البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

علاقات استراتيجية
وجدد اليابان والأردن، في البيان الختامي التزامهما بالبناء على العلاقات المتميزة بين البلدين، بما في ذلك العلاقات الودية التاريخية بين العائلة الإمبراطورية والعائلة الملكية. كما أكدا من جديد عزمهما على&مواصلة تطوير العلاقة الاستراتيجية بينهما واستمرار التعاون من أجل تعزيز السلام والاستقرار.

وأعرب رئيس الوزراء آبي عن امتنانه لاستمرار دعم الأردن لمطلب العضوية الدائمة لليابان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأعرب عن تقديره لتمثيل الأردن الفعال لكتلة آسيا-المحيط الهادئ في مجلس الأمن الدولي بصفته عضوًا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى العام المقبل.

كما أعرب آبي عن بالغ تقديره لما يقدمه الأردن من مساعدات إنسانية إلى اللاجئين السوريين، وأعلن قرار اليابان تقديم منحة إلى المملكة لتأهيل وتوسعة شبكات المياه في محافظة البلقاء بقيمة 2.238 مليار ين ياباني، ومنح مساعدات اقتصادية للشركات الصغيرة والمتوسطة بقيمة تقارب 200 مليون ين ياباني.

من جهته، أعرب الملك عبدالله الثاني عن شكره لرئيس الوزراء آبي لما تقدمه اليابان من مساعدات إلى الأردن، سواء في الماضي أو الحاضر، بما فيها قرض التنمية بقيمة 12 مليار ين ياباني، والذي حصل عليه الأردن في شهر آذار/مارس من هذا العام، وكذلك على دعم اليابان للاجئين السوريين والبلدان المضيفة، والتي تجاوزت قيمته 400 مليون دولار حتى الآن. وتقدم الأردن بطلب قرض تنمية جديد لعام 2015.

وقال البيان الختامي إنه "تفهمًا للوضع المالي الصعب للأردن، الذي فرضته حالة عدم الاستقرار في المنطقة، واستمرار تدفق اللاجئين السوريين، أكد رئيس الوزراء آبي أن اليابان ستواصل تقديم الدعم للأردن بتعاون وثيق مع المجتمع الدولي كلما كان ذلك ممكنًا". ودعا الجانبان المجتمع الدولي إلى مساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لتجاوز ما سيغدو أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث، مشيرين إلى ما نتج من ذلك من ضغط كبير على البنية التحتية والخدمات وفرص العمل في البلدان المضيفة.

العلاقات الدفاعية
وناقش الجانبان سبل تعزيز التواصل على أرفع المستويات والمشاورات حول السياسات على مستوى وزراء الخارجية وكبار المسؤولين في وزارتي الخارجية في البلدين. وقرر الجانبان أيضًا توسيع العلاقات الدفاعية وزيادة الزيارات بين وزارة الدفاع اليابانية ومسؤولين من القوات المسلحة الأردنية.

وأكد الجانبان أهمية التعاون الثقافي الفعال نظرًا إلى ما يتمتع به البلدان من تراث ثقافي زاخر. وفي هذا الصدد، أعرب الملك عبدالله الثاني عن امتنانه لمساعدات المنحة الثقافية والتي وقعت اتفاقيتها أخيرًا، وتتضمن تشييد متحف البتراء بكلفة 686.2 مليون ين ياباني، قدمتها اليابان هذا العام. ومن المقرر افتتاح المتحف عام 2016.

وأعرب العاهل الأردني عن إعجابه بتجربة الشركات اليابانية وما حققته من تقدم تكنولوجي في مجالات الطاقة النووية والمتجددة. ونظرًا إلى ما يتوقع من زيادة الأنشطة التجارية للشركات اليابانية في الأردن، كما أعرب عن دعم وتشجيع عمل الشركات اليابانية.

ورحّب الجانبان بزيادة التعاون المتبادل بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك مجال الرياضة، ورحّبا بإبرام اتفاق شراكة بين الاتحاد الياباني لكرة القدم والاتحاد الأردني لكرة القدم. وشكر العاهل الأردني، رئيس الوزراء آبي على عزمه تعزيز التبادلات الرياضية الثنائية من خلال برنامج "الرياضة من أجل الغد". وأقرّ الجانبان بأن تمكين المرأة أمر حيوي لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وصحية، وشددا على تعزيز التعاون في هذا الصدد.

السلام والاستقرار
وفي مجال التعاون من أجل السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، أوضح رئيس الوزراء الياباني سياسة "المساهمة الاستباقية من أجل السلام"، والقائمة على مبدأ التعاون الدولي، واستعرض جهود اليابان في هذا الصدد. ورحّب جلالة الملك عبدالله الثاني بمساهمة اليابان في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي، وأعرب عن تأييده لسياسة اليابان الأمنية.

كما عبّر رئيس الوزراء آبي عن تقديره الكبير لدور الأردن المهم البارز ومساهماته لمصلحة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وخاصة عملية السلام. من ناحيته، أشاد الملك الأردني بالدور الياباني الداعم لعملية السلام، وأعرب عن تقديره بشكل خاص لأهمية مبادرة "ممر السلام والازدهار" اليابانية، وناقش الجانبان كيف يمكن لهذه المبادرة أن تعمل على تعزيز السلام في المنطقة. كما أعاد الجانبان التأكيد على التزامهما العمل معًا ومع الشركاء الدوليين الآخرين لتحقيق أهداف هذه المبادرة.

العنف في الشرق الأوسط
وأعرب الطرفان عن قلقهما إزاء تزايد وتيرة العنف في الشرق الأوسط أخيرًا، ودعوا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى العودة إلى المفاوضات من أجل التوصل إلى "حل الدولتين"، بحيث تعيش الدولة الفلسطينية المستقلة في المستقبل جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن، على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ودعا الجانبان إلى وقف الإجراءات الأحادية، التي يمكن أن تزيد من العنف، وتضعف الأمل بالتوصل إلى تسوية سلمية نهائية، بما في ذلك استمرار بناء المستوطنات وأية إجراءات لتغيير الوضع الراهن في القدس والأماكن المقدسة فيها.

كما اتفق الجانبان على أن الإجراءات الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن من خلال استخدام القوة أو الإكراه في المجتمع الدولي ليست مقبولة. وإضافة إلى ذلك، أعاد الطرفان التأكيد على أهمية السلام والاستقرار والتجارة المشروعة من دون عوائق وحرية الملاحة البحرية والجوية في أعالي البحار. وأعرب الجانبان عن قلقهما إزاء الوضع في سوريا، وشددا على أهمية تحسين الوضع الإنساني، وكذلك التوصل إلى حل سياسي على أساس بيان جنيف الصادر في 30 حزيران/يونيو عام 2012.

نزع السلاح النووي
وقال البيان الختامي إن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول البيئة الأمنية الأوسع في شرق آسيا، وأكدا أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا-المحيط الهادئ وفقًا للقانون الدولي.

وأكد الجانبان مجددًا أهمية نزع السلاح النووي، وشرق أوسط خال من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل الأخرى وحظر انتشار هذه الأسلحة، وأعربا عن رغبتهما في مواصلة التعاون في هذا المجال، خصوصًا لإنجاح مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، المزمع عقده عام 2015، مشيرين إلى أهمية أن تشمل هذه المعاهدة الجميع.

كما أعرب الأردن واليابان عن رغبتهما في تعزيز التعاون لإيجاد حل لبرنامج كوريا الشمالية، المستمر لتطوير الأسلحة النووية والصواريخ البالستية. وأكدا أيضًا أهمية حفظ الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية من خلال الوسائل السلمية، ووفقًا لقرارات الأمم المتحدة.

حفظ السلام والبيئة
وأعرب رئيس الوزراء الياباني عن تقديره البالغ لمساهمة الأردن الفاعلة في عمليات حفظ السلام، وفي المقابل عبّر العاهل الأردني عن تقديره الكبير لجهود اليابان المتميزة في هذا المجال.

وأعرب الجانبان عن عزمهما على&تعزيز التعاون في عملية حفظ السلام، بما في ذلك تبادل المدربين بين معهد التدريب على عمليات حفظ السلام في الأردن والمؤسسات ذات الصلة بعمليات حفظ السلام في اليابان. كما عبّر الجانبان عن عزمهما المشترك على العمل بنشاط أكبر لتحقيق نتائج ملموسة في إصلاح مجلس الأمن، بما في ذلك التوسع في كل من فئتي العضوية الدائمة وغير الدائمة في عام 2015.

في مجال التحديات العالمية، مثل تغير المناخ والقضايا البيئية والحد من مخاطر الكوارث، أقر الجانبان بأهمية معالجة التحديات العالمية الملحّة، بما في ذلك وضع جدول أعمال الأجندة الإنمائية إلى ما بعد عام 2015 يتوخى مبدأ الأمن الإنساني والتعاون لصياغة إطار دولي جديد يتم إقراره في مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (COP21)، وأكدا مجددا ضرورة المزيد من التعاون للتعامل مع هذه التحديات.

وفي الأخير، شدّد الجانبان أيضًا على أهمية المشاركة الفعالة والتعاون الوثيق في المؤتمر العالمي الثالث للحد من مخاطر الكوارث، الذي سيعقد في سينداي في اليابان في آذار (مارس) عام 2015.

&