عبرت مرجعية المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيد علي السيستاني عن الالم والمرارة من انتشار الفساد في البلاد وغياب أي خطط تنموية تنقذ الإقتصاد من الانهيار ودعت المسؤولين إلى محاربة الفساد بجميع الوسائل لمنع إنهيار الدولة واكدت ضرورة عدم الاعتماد على النفط وحده لتغطية الحاجات المالية وطالبت القوات الأمنية ومتطوعي الحشد الشعبي بمراعاة حقوق الانسان وعدم التعدي على ارواح وأموال الأبرياء.

لندن: قال معتمد المرجع السيستاني السيد أحمد الصافي خطيب جمعة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) في خطبة اليوم ان المرجعية تشعر بالالم والمرارة لانتشار الفساد المالي في مرافق الدولة وغياب أي خطط تنموية وأقتصادية فاعلة.

وقال إنه لذلك يجب العمل على ايجاد حلول جذرية لهذا الفساد المالي لانه يشكل آفة تنخر في جسم الدولة وتعيق اي تقدم. وأشار إلى أنّ تفشي هذه الظاهرة يستدعي ان تكون هناك معالجات حقيقية سواء في القرارات او القوانين او اختيار الاشخاص في المواقع الحساسة.

وشدد بالقول "نشعر بالالم والمرارة ازاء ما يحصل في بعض المؤسسات من استشراء الفساد". وطالب المسؤولين في جميع المواقع بلا استثناء بمحاربة الفساد ومكافحته وتكريس الطاقات الاعلامية والثقافية لبيان مخاطر هذه الآفة وسبل معالجتها.

عدم الاعتماد على النفط وحده

وأشار الصافي إلى أنّ هناك عوامل عديدة من شأنها ان تجعل العراق في حالة أفضل مما هو عليه الان نظرًا لتنوع ثرواته وكثرتها ووفرة مياهه.. منوهًا بأنّ الظروف المعقدة التي مرّت بها البلاد حالت دون استثمار تلك الثروات بالطريقة التي تحقق العيش الرغيد والحياة الكريمة للمواطن. وعبر عن الاسف لعدم وجود أي خطط اقتصادية او تنموية واضحة المعالم تتماشى مع امكانات البلد الهائلة.

وحذر من الاعتماد الكلي على ثروة واحدة وهي النفط في تغطية الحاجات المالية والاقتصادية للعراق خصوصا مع وجود مجالات اخرى كالسياحة والزراعة التي اوضح انها من الممكن ان تكون رافدا للاقتصاد العراقي من خلال المشاريع العملاقة. وأشار إلى أنّ هناك مسؤولية وطنية تقع على عاتق القادة تتمثل في تطوير القطاع الصناعي والنهوض به وعدم إهمال الصناعات الموجودة حاليا.

وعبر عن الاسف للتأخير الكبير في اقرار الموازنة العامة لهذه السنة وقال إن هذا يدعو للاستغراب والاسف مؤكدا أهمية عدم تكرار ذلك مستقبلا وان تكون هناك خطط واضحة لاعدادها واقرارها والبدء بتنفيذها لما لذلك من علاقة مباشرة بمصالح المواطنين.

وأشار إلى أن "الجهات الرقابية متعددة في البلاد لكنّ هناك بطئاً في عملها بالمتابعة والتقييم لمؤسسات الدولة اضافة إلى وجود تلكؤ في إعلان نتائجها سواء كانت سلبية أم ايجابية أو ترك الإعلان نهائياً. وأكد ان استقصاء الفساد المالي والإداري المستشري في مؤسسات الدولة سيُظهر نتائج مخيفة سواء في هدر الأموال أو عدم استغلال الأرض والثروات.

تحذير من المساس بأرواح وأموال المواطنين

وفي ما يخص الجانب الامني اشاد الصافي بالانتصارات الكبيرة التي يحققها في جبهات القتال ابناء القوات المسلحة والحشد الشعبي داعيا إلى عدم تأخير استحقاقاتهم المالية مناشدا القوات الامنية والمدافعين عن البلد إلى عدم الغفلة عن اي موقع او الاطمئنان لهذه المكاسب العسكرية وقال إن آفة النصر الغرور وان العدو قد يحاول العبث بهذه الانتصارات كما يحدث الآن في مناطق معينة في البلاد.

وحذر معتمد المرجعية الشيعية من المساس بحقوق المواطنين او التعدي على اي شخص بريء في ماله ودمه خلال سير العمليات العسكرية. وطالب بالعمل على عدم تأخير استحقاقات القوات المسلحة والحشد الشعبي من الرواتب والمؤن والتسليح.. موضحا انهم يعانون ظروفا صعبة وبحاجة ماسة لذلك.

وكانت المفوضية السامية لحقوق الانسان في الامم المتحدة حذرت الاثنين الماضي خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي في نيويورك لبحث الاوضاع العراقية من ان الانتهاكات التي ترتكبها قوات الامن والميليشيات العراقية التي تدخل المدن لا تقل خطرا عن الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش.

وقال مفوض حقوق الانسان زيد بن رعد أمام المجلس إن بعثة يونامي في العراق تتلقى وبشكل يومي شكاوى عن انتهاكات وممارسات خطيرة يتعرض لها السكان الامنون في المناطق التي يدخل اليها الجيش والمجاميع المسلحة الموالية له وقال إن على الحكومة العراقية ان تنضم وبأسرع وقت إلى المعاهدات المتعلقة بالجرائم وتقديم مرتكبي تلك الانتهاكات إلى القضاء العادل.