اعتبر الدكتور شعبان عبدالعليم عضو المجلس الرئاسي لحزب النور السلفي المصري أن تركيا وقطر والإخوان قد يكونون وراء الدعوة إلى تظاهرة حمل المصاحف المرتقبة يوم 28 الجاري والتي ستدعو إلى إحلال الشريعة بالقوة، نافيًا أن يكون الجيش قد طلب وساطة حزب النور للتفاوض مع "الجهاديين" في سيناء.


أحمد حسن من القاهرة: واجه حزب النور السلفي انتقادات واسعة خلال الفترة الأخيرة، وقد وصل الأمر إلى رفض الأحزاب السياسية مشاركته في تحالفاتها الانتخابية. وأكد الدكتور شعبان عبد العليم، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور السلفي، أن الحزب يتعرّض لحملة مدبّرة من قبل بعض الإعلاميين والقوى السياسية بغرض تشويه صورته قبل الانتخابات البرلمانية.

وأشار في حواره ﻟ"إيلاف" إلى أن الحزب يرفض الدخول في معارك كلامية للرد على حملات التشويش، ويفضّل العمل على أرض الواقع، من خلال الالتصاق بالجماهير. ونفى عضو المجلس الرئاسي طلب القوات المسلحة أي نوع من الوساطة للتفاوض مع الجهاديين السلفيين في سيناء لوقف العنف والعمليات الإرهابية، وللوقوف حول المزيد من المعلومات،&هنا نص الحوار.

• هل طلب الجيش المصري وساطة حزب النور للتفاوض مع الجهادية السلفية في سيناء من أجل وقف العنف والإرهاب؟
&منذ اندلاع العمليات الإرهابية في سيناء، وحزب النور يقوم بعقد لقاءات مع "الجهاديين" السلفيين لتوعيتهم بخطورة الإرهاب وتأثيره على البلاد، كما تم عقد لقاءات توعية مع عدد من شباب البدو للغرض نفسه، وهذا الدور يتم من جانب الحزب بعيدًا عن طلب رسمي من الحكومة أو الجهات الأمنية، ولم تطلب القوات المسلحة أي نوع من الوساطة المباشرة مع "الجهاديين" السلفيين لحثهم على وقف العنف.

• الرأي العام المصري لا يلمس أي دور لحزب النور في مواجهة الإرهاب ومساعدة الدولة. فما تعليقك؟
&هذا غير صحيح، فحزب النور يرفض بشدة استغلال الدين من قبل جماعة الإخوان أو غيرها من الجماعات التكفيرية، بهدف تحقيق مصالح وأغراض سياسية، وقد شارك الحزب في تنظيم عشرات اللقاءات الفكرية والشعبية لتصحيح صورة الدين والرد على إساءة داعش والجماعات المسلحة لصحيح الدين الإسلامي، كما قمنا بتنظيم قوافل دينية للذهاب إلى سيناء لهذا الغرض، وللعلم دور حزب النور مهم في الحرب على الإرهاب في مصر.

• ولكن هناك دعوات سلفية إلى التظاهر يوم 28 الجاري من أجل تطبيق الشريعة والعنف في هذا اليوم!.
&حزب النور ليست له علاقة من قريب أو بعيد بدعوة الجبهة السلفية إلى التظاهر يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر، وقد أدان الحزب هذا الأمر، كما أدان من قبل أي دعوات إلى التظاهر، كونها تهدف إلى إسقاط الدولة، في وقت ندعو فيه إلى الإستقرار، ويجب أن يعلم الشعب المصري أن السلفية يمثلها أكثر من تيار، وليس كل ما يفعله أحدها يرضي الآخرين أو يمثل حزب النور وباقي التيارات السلفية، بدليل أن هناك تيارًا سلفيًا كان رافضًا لحكم الإخوان، ودعا إلى الخروج عليهم، وقد تقف وراء تلك التظاهرات دولة قطر وتركيا والتنظيم الدولي للإخوان الداعمين بشكل أساسي لجماعة الإخوان، والذين يقفون ضد ثورة 30 يونيو من البداية.

• وهل مثل هذا الدعوات الشاذة من التيارات السلفية تؤثر سلبًا على سمعة حزب النور لدى الشارع المصري؟
على المستوى الشعبي لا يحدث شيء، فالشعب لديه ثقة بحزب النور، ويدرك جيدًا أنه يحمل الفكر السلفي الوسطي بعيدًا عن التشدد القائم في بعض التيارات السلفية الأخرى، كما إن الرأي العام يدرك أن حزب النور يؤمن بضرورة استقرار البلاد اقتصاديًا وأمنيًا، وهذا لا يأتي من دون تقديم الدعم الكامل للرئيس والحكومة. أما عن المستوى الإعلامي والسياسي، فالحزب يتعرّض لحملة مدبّرة من قبل الإعلام وبعض السياسيين، بهدف النيل منه قبل الانتخابات البرلمانية، ويوميًا تخرج شائعات كاذبة عن الحزب بهدف التشويش فقط، من بينها إلصاق تهم أخلاقية، قام بفعلها أحد المواطنين في حزب النور، وتهم أخرى بمساندة الإخوان سرًا، وكما قلت حزب النور لا يمثل جميع التيارات السلفية، حتى يتحمل جميع أفعالها وأخطائها.

• ولكن البعض يعتبر حزب النور جزءًا من جماعة الإخوان وأنه يسعى إلى السيطرة على الحكم؟
من يدّعي ذلك عليه ان&يقرأ الماضي، فحزب النور أول من انتقد حكم الإخوان، وفضح تعيين الجماعة أنصارها في الوظائف الحكومية، كما أكد أكثر من مرة أن طريقة الانفراد بالسلطة سوف تؤدي إلى عزل مرسي، ومشاركة الحزب في مشهد 30 يونيو خير رد على من يدلي بافتراءات كاذبة عليه، الأمر الآخر أن من يهاجمنا الآن نفسه كان يشيد بموقف الحزب من ثورة 30 يونيو.
&
• كيف تفسر الهجوم الأخير من قبل حركة "تمرّد" على الحزب والسعي إلى إسقاطه في الانتخابات البرلمانية؟
أنا لا أجد مبررًا لهذا الهجوم المفاجئ وأسبابه في هذا الوقت تحديدًا ، رغم أن "تمرد" كانت أول من أشاد بالحزب ردًا على موقفه من ثورة يونيو، والمشاركة الإيجابية في مشهد 3 يوليو، ولكننا نؤكد أن هجوم حركة "تمرد" وادعاءاتها على حزب النور لن يؤثر على شعبيته، وعدم قيامنا بالرد على هذا الهجوم يأتي من منطلق أن القيم الأخلاقية لأعضاء وقيادات حزب النور لا تسمح لهم بالرد على ادعاءات كاذبة، غرضها التشويه فقط، والحزب لن ينساق إلى مشاجرة إعلامية، فنحن نفضل دائمًا العمل في الشارع بعيدًا عن الإعلام.

• هل حزب النور خسر كثيرًا من مشاركته في رسم خريطة الطريق لثورة 30 يونيو وعزل مرسي؟
نحن واجهنا متاعب وشائعات كثيرة من وراء هذا الأمر، ولكننا نتحمل، فالتاريخ سوف يرصد أن مشاركة حزب النور أعطت الشرعية الكاملة للثورة، حيث ظهر أمام الجميع في الداخل والخارج أن جميع طوائف الشعب رافضة لحكم الإخوان، وأن الثورة ليست ضد الحكم الإسلامي، بدليل مشاركة حزب النور، ومشاركتنا في مشهد 30 يونيو كانت عن اقتناع تام، بعد تأكد فشل حكم الإخوان، وأن التغيير وقتها كان حتميًا لتفادي حرب أهلية بين أفراد الشعب.

• وهل تشعرون بوجود مخطط لمحو حزب النور من الخريطة السياسية؟
من الواضح وجود مخطط، ولكن لا ندري مصدره، وما يحزننا جميعًا أن يكون رد الجميل للحزب إطلاق الشائعات والأكاذيب بهدف التشويه فقط، لكننا نثق بالشعب المصري، الذي له الرأي الأوحد في تحديد مصير البلاد، وندرك جيدًا معرفته بالدور الكبير الذي نقدمه إلى المواطن على المستوي الدعوي والخدمي، ونؤكد لمن يهاجمنا أننا لا نمثل إرهابًا كما تدعون، بل إن هناك أحزابًا وقوى سياسية تسعى إلى هدم البلاد من وراء نشر أفكارهم الهادمة سرًا، وحزب النور يعمل في العلن، وآراؤه لم تتغير منذ خروجه إلى النور كحزب سياسي.

• ما تعليقكم على رفض الأحزاب والتيارات السياسية التحالف مع حزب النور في الانتخابات المقبلة؟
أولًا نحن أول من أعلنا عن عدم وجود أي نوع من التحالف أو التنسيق بشأن الانتخابات مع الأحزاب إلا بعد إصدار قانون تقسيم الدوائر للوقوف على شكل المنافسة، وبناء على ذلك لم نقم بأي تفاوض مع أي حزب سياسي، حتى يقال إنه رفض حزب النور، الأمر الآخر أن حزب النور يفضل المنافسة في الانتخابات بشكل فردي، كما حدث في الانتخابات الماضية، ولكن ما ينشر يوميًا في وسائل الإعلام عن رفض الأحزاب التحالف مع حزب النور يدخل ضمن حملة التشويه بهدف النيل من ثقة الناخب في الحزب.

• وهل ترى أن حزب النور قادر على تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات في ظل حملات التشويه؟
نحن قادرون بقوة على حصد عدد كبير من المقاعد، قد يفوق العدد الذي حصلنا عليه في الانتخابات الماضية، نظرًا إلى التواجد القوي للحزب في الشارع، بعيدًا عن الظهور في الإعلام فقط، وللعلم جميع الأحزاب ليست لها أرضية في الشارع المصري، والحديث عن التحالفات الانتخابية وهم كبير، ولن تكون لها نتائج إيجابية في الانتخابات، وسوف تؤكد النتائج ذلك، الأمر الواضح أن الصراع بين الأحزاب على مناصب البرلمان، وخاصة منصب الرئيس، لذلك سوف يظهر المزيد من الخلافات داخل التحالفات مع قرب الانتخابات وبدء الصراع على الكرسي البرلماني.

• ما توقعات حزب النور لشكل تكوين مجلس النواب المقبل وأي فصيل سياسي سوف تكون له الغالبية؟
من الصعب الحديث عن تكوين مجلس النواب في ظل عدم خروج قانون تقسيم الدوائر، وصدور القوائم النهائية للمرشحين، ولكن من الواضح عدم تمكّن حزب سياسي من تحقيق الغالبية، وقد تكون الفرصة الكبرى للتواجد للمستقلين، وسوف يكون من الضروري تشكيل تحالف داخل البرلمان من أجل تشكيل الحكومة وفقًا للدستور الجديد.

• وهل تتوقع تواجدًا قويًا للإخوان وفلول الحزب الوطني؟
هذا ما نخشاه جميعًا، ولكن قد لا يكون هناك تواجد مباشر لجماعة الإخوان، إذ سيرفض الشعب تواجدهم من الأساس في البرلمان، ولكن الخوف من تسلل بعض المحسوبين على الإخوان ونظام مبارك عن طريق القوائم إلى داخل البرلمان، ولكن أعتقد أن الشعب المصري قادر على اختيار الأفضل، ولا أحد وصيًا على اختياراته.

• هل لدى الحزب أزمة في اختيار الأقباط والمرأة في قوائمه الانتخابية؟
نظام القوائم مقيد بوجود نساء وأقباط وعمال وفلاحين، ورغم ذلك ملتزمون بقانون الانتخابات، الذي طالبنا الرئيس أكثر من مرة بضرورة تغييره، نظرًا إلى إمكانية الطعن&في الانتخابات لمخالفة الدستور، حيث إن نسبة 20% القائمة غير دستورية، مما يهدد البرلمان المقبل بالبطلان، والحزب رشح من قبل عمالًا وفلاحين وامرأة، وسوف يتم ترشيح أقباط مستقلين ومعتدلين، لديهم اهتمام بالمواطنة، ولكن لن يتم الإعلان عنهم، لتجنب حدوث أزمة بينهم وبين الكنيسة.

• هل تتوقع صدور حكم قضائي بحل حزب النور لخلفيته الدينية؟
نحن نثق في القضاء المصري، وحزب النور غير مهدّد بالحلّ، لكونه حزبًا سياسيًا، وليس دينيًا، وبرنامج الحزب بعيد كل البعد عن خلط الدين بالسياسة، والحزب يضم في أعضائه جميع القوى السياسية والمدنية والمرأة والشباب، ورغم ذلك نحن متمسكون بأن حزب النور هو حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية، وأسباب حلّ حزب الحرية والعدالة لا تنطبق تمامًا على حزب النور، الذي وقف بجانب المصلحة العليا للدولة، ولو حدث حكم بحلّ الحزب، فسوف نلتزم به، ونعيد تشكيل برنامجه، ولكن وفقًا للمرجعية الدينية أيضًا.

• كيف يرى حزب النور مبادرات التصالح بين الإخوان والدولة؟
الحزب يرحّب بجميع المبادرات لوقف العنف ونزع فتيل الأزمة والاحتقان الموجود في الشارع، شريطة أن تلتزم الجدية والصدق وحقن دماء المصريين والمدنيين الأبرياء، وأية مبادرة تحتاج إرادة سياسية، سواء من الدولة أو جماعة الإخوان المسلمين، شرط أن تنص على وقف التظاهرات أو استخدام العنف، والتصالح لا يكون مع من استخدم السلاح وقتل الأبرياء والجيش والشرطة، فهؤلاء لا بد من محاكمتهم، ولكن التصالح مع من يريد المصلحة العامة للدولة.&
&
• هل يؤيّد حزب النور الدعوات إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية في ظل انشغال الأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب؟
الحزب طالب بسرعة إجراء الانتخابات البرلمانية، لكونها سوف تساعد على تحقيق جزء كبير من استقرار البلاد، والحكومة تعتزم إجراء الانتخابات رغم الصعوبات الأمنية، وتأجيل الانتخابات لن يصبّ في مصلحة الحكومة، بل سوف يستغل من قبل الإخوان في نشر الشائعات والفتن، في ظل وضع سياسي مربك.
&
&
&