رأت بريطانيا أن التوصّل إلى اتفاق ما زال ممكناً قبل موعد 24 تشرين الثاني (نوفمبر) إذا قبلت إيران وضع قيود جدية على برنامجها النووي.&

نصر المجالي: مع اقتراب يوم الاثنين وهو الموعد النهائي لبلورة اتفاق على الملفّ النووي الإيراني، قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية البريطانية فرح دخل الله إن "التوصل إلى اتفاق ما زال ممكناً لكنه يبدو صعباً للغاية".&
وأوضحت المتحدثة أن"“على إيران أن تقبل وضع قيود جدية على برنامجها النووي، خصوصاً لجهة إجراء تخفيض كبير في قدرتها على تخصيب اليورانيوم. وبدون ذلك من الصعب أن نرى كيف يمكن لاتفاق مع إيران أن يعطي العالم ثقة أكبر بنواياها النووية".&
&
وأشارت دخل الله إلى أن التوصل إلى اتفاق بين مجموعة الدول الست الكبرى وإيران في شأن البرنامج النووي الإيراني يصبّ في مصلحة الجميع، معتبرةً أنها الطريقة الأفضل لضمان أن طهران لن تتمكن ولن يكون في مقدورها الحصول على سلاح نووي. وأعربت عن اعتقادها بأن"إبرام اتّفاق نهائي يزيل مخاوفنا ويلبّي احتياجات إيران، ما زال ممكنا".
&
محادثات صعبة&
ووصفت المتحدّثة المفاوضات مع إيران بأنها "صعبة للغاية، والقضايا معقّدة والمخاطر عالية". لكنها رأت أن النجاح يتطلّب مرونة وواقعية وإرادة سياسية من الجانبين، ويتطلّب على وجه الخصوص من إيران الموافقة على تقليص قدرتها النووية "وهذا هو السبيل الوحيد الذي من شأنه أن يتيح للعالم أن يكون على ثقة من أن البرنامج الإيراني النووي هو لأغراضٍ سلمية حصرا".
وعن أهمية التوصّل إلى اتفاق نووي شامل، ذكّرت دخل الله بما قاله رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أنه سيكون إنجازاً كبيراً قد يمهد الطريق لحقبة جديدة من التواصل بين إيران والمجتمع الدولي. ومن الأهمية بمكان اغتنام هذه الفرصة لضمان التوصّل إلى تسوية شاملة.
&
أما بالنسبة للعقوبات الدولية فأشارت إلى أنه مطروح أمام ايران عرض لرفع كافة العقوبات بمقابل الإجراءات التي تتّخذها، علماً أن تخفيفها بشكل كبير لجلب فوائد اقتصادية كبيرة لإيران هو متاح في وقت مبكر إذا اتّخذت الخطوات اللازمة لمعالجة المخاوف الدولية.
&
دور وكالة الطاقة&
وعن دور الوكالة الدولية للطاقة الذرّية بعد الرابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) أوضحت المتحدّثة باسم الخارجية البريطانية أنه في إطار اتّفاق شامل سيكون للوكالة دور مهم تضطلع به لجهة التحقق من التدابير المتعلقة بالبرنامج النووي ، كما فعلت وفق "خطة العمل المشتركة".&
وقالت إنه سواء تمّ التوصل إلى اتفاق يوم 24 نوفمبر أو لا، فستواصل الوكالة أعمال التفتيش الروتينية في إيران. فـ"طهران ترتبط باتفاق ضمانات شاملة &مع الوكالة التي سيستمر مفتّشوها بمتابعة التحقيقات للتأكد من التقارير الإيرانية عن جدول المواد والأنشطة النووية المعلنة من جانبها".
وفي الختام، أكّدت المتحدثة البريطانية أن خطة العمل المشتركة والمفاوضات النووية الشاملة تركّز فقط على القضايا النووية ولا تعالج القضايا الإقليمية. ولكنها لم تخفِ القلق البريطاني من النشاط الإيراني في المنطقة و"لا تزال هناك مجالات عدّة في السياسة الخارجية الإيرانية نختلف فيها بشدة مع طهران، ولا سيما الدعم الإيراني المستمر لنظام بشّار الأسد ومساندتها المستمرة لجماعات مسلّحة في المنطقة".&
&