أثار رفع أنصار جماعة الإخوان المسلمين الرايات السوداء، والهتاف لـ"داعش" أثناء تظاهراتهم في القاهرة أمس الجمعة، الكثير من الجدل، وأسقط الجماعة التي تدّعي السلمية إلى هوة العنف السحيقة، وطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الجماعة تحوّلت إلى الدعوة لممارسة العنف علانية.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال خبراء في شؤون الإرهاب إن جماعات الإسلام السياسي جميعها تتبنى فكراً واحداً، هو التكفير واعتبار الأنظمة العربية العدو القريب، الذي يجب مقاتلته والقضاء عليه قبل إسرائيل أو أميركا.
&
قوة في وحدتنا
رفع أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين رايات تنظيم "داعش"، وهتفوا له في حي المطرية الشعبي "أووه داعش"، أثناء تظاهرات نظموها أمس عقب صلاة الجمعة ضمن فعاليات دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب، تحت شعار "قوة في وحدتنا".
وطرح رفع الإخوان راية داعش، والهتاف للتنظيم، علامات استفهام كبرى حول اتجاه الجماعة إلى تبني أفكاره العنيفة في مواجهة الدولة المصرية، لا سيما بعد تصنيف الحكومة لها كجماعة إرهابية في نهاية العام الماضي.
وتشير المعلومات إلى تحول قطاع عريض من شباب جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي الرافض لعزل الرئيس السابق محمد مرسي إلى تبني العنف، والقيام بعمليات إرهابية بحق ضباط الشرطة، من إحراق سياراتهم الخاصة أو &المعدات وسيارات الشرطة، أو صنع عبوات ناسفة بدائية وتفجيرها في مواقع حيوية مثل مترو الأنفاق أو بالقرب من مقار الشرطة.
&
أسماء متعدّدة وجذور واحدة
تعددت الأسماء، لكن الأصل واحد، جماعات الإسلام السياسي جميعها لها جذور واحدة، وهي جماعة الإخوان المسلمين، وقال اللواء فؤاد حسين، مدير إدارة مكافحة الإرهاب الدولي في المخابرات الحربية سابقاً، إن الأسماء المتعددة للجماعات الإرهابية لا تعني أنها منفصلة فكرياً وأيديولوجياً، مشيرا إلى أنها جميعاً تسير على نهج واحد، وتتبنى الأفكار ذاتها.
وأضاف لـ"إيلاف" أن داعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة والتوحيد والجهاد وأنصار بيت المقدس، جميعها مسميات لجماعة واحدة هي جماعة الإخوان، موضحاً أن هذه الجماعات خرجت من تحت عباءة الإخوان، التي حاولت خداع المصريين والعالم لسنوات عديدة من أجل الوصول إلى السلطة. ولفت إلى أن الإخوان عادت مرة أخرى إلى مكانها الأصلي مع جماعات العنف السياسي وليس الإسلام السياسي. على حد قوله.
&
إبقاء اسرائيل بأمان
ونبّه إلى أن هذه الجماعات تنتهج التكفير أسلوباً لمواجهة المجتمعات العربية والإسلامية والأنظمة السياسية، وتنتهج العنف واراقة الدماء أسلوباً للوصول إلى الحكم وتفتيت الدول العربية واسقاطها، وأشار إلى أن الهدف النهائي هو إبقاء إسرائيل في أمان، وتحقيق مصالح أميركا في الهيمنة على المنطقة.
وجدد فؤاد دعوته إلى التعامل بـ"ضرب النار" مع المتظاهرين في مصر، مشيراً إلى ثبوت أنهم ليسوا متظاهرين سلميين، كما كانوا يزعمون، بل يحرّضون ويمارسون العنف ضد المجتمع.
&
إجرام بحق الاسلام
ووفقاً للشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، فإن الجماعات الإسلامية، بما فيها جماعة الإخوان تتبنى فكر العدو القريب والعدو البعيد. وأوضح لـ"إيلاف" أن تلك الجماعات مثل داعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة والقاعدة، إضافة إلى الإخوان يعتبرون الأنظمة الحاكمة في الدول العربية عدواً قريباً يجب قتاله واسقاطه، ثم التوجه إلى العدو البعيد وهو إسرائيل وأميركا. وأضاف أن هذه الجماعات "مجرمة" في حق الإسلام والمسلمين، منوهاً بأنها أدوات في أيدي أميركا وإسرائيل من أجل تدمير الجيوش العربية وإسقاط الدول العربية. ولفت إلى أن الإخوان لا يختلفون عن داعش فكرياً، مشيراً إلى أنهم أصل العنف في العالم، وجميع المنظمات الإسلامية الإرهابية خرجت من رحمها. ونبّه إلى أن رفع رايات داعش، كان متوقعاً، فالهدف واحد هو التدمير والقتل باسم الإسلام.
&
إرتباط فكري
كمال الهلباوي، القيادي في التنظيم الدولي للإخوان سابقاً، يرى أن جماعة الإخوان ترتبط فكرياً بـ"داعش" وزاد الإرتباط بينهما مؤخراً. وأوضح لـ"إيلاف" أن قيادات الجماعة وقيادات الجماعة الإسلامية، فقدوا عقلهم عندما ثار الشعب المصري ضدهم، وأطلقوا تصريحات يمكن وصفها بـ"الداعشية" قبل ظهور داعش على الساحة.&
وأضاف أنهم حرضوا على&العنف، فقال طارق الزمر عندما خرج المصريون في تظاهرات مطالبة بعزل مرسي قبل 30 (يونيو) حزيران 2013 بأيام "سنسحقهم"، وقال صفوت حجازي "اللي هيرش الرئيس &مرسي بالميه هرشه بالنار" ونسب لمحمد البلتاجي قوله إن الإرهاب في سيناء لن يتوقف إلا مع عودة مرسي. وحمّلهم المسؤولية كاملة عن أعمال العنف الحالية.
ولفت إلى أنه لا يجب الإندهاش من تبني الإخوان أفكار داعش، فبينهما روابط فكرية عميقة.
حزب الغد برئاسة موسى مصطفى موسى، قال إن "جماعة الإخوان الإرهابية تسير على نهج التنظيم الدموي "داعش"، وتعتبر أحد أفرعه في مصر، بدليل رفع أعلامه خلال تظاهراتهم". وأضاف الحزب، الذي أسسه أيمن نور، الهارب في لبنان: "إن الجميع تأكد اليوم أنه لا فرق بين داعش والإخوان كلاهما يسعى للوصول للسلطة بسفك دماء الأبرياء وممارسة العنف والإرهاب بشتى الوسائل". وأضاف في بيان له: "هناك تنسيق كامل بين جماعة الإخوان الإرهابية وجميع التنظيمات الإرهابية".
&
البغدادي كان أحد شباب الجماعة
الإرتباط بين الإخوان وداعش يأتي من الرأس، فالرجل الذي يزعم أنه خليفة المسلمين، أبو بكر البغدادي، كان أحد شباب جماعة الإخوان، حسبما قال الشيخ يوسف القرضاوي في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الإجتماعي.
وهاجر العشرات من أعضاء جماعة الإخوان إلى سوريا أثناء حكم مرسي، وأنضموا إلى تنظيم جبهة النصرة، ثم تحولوا إلى داعش لاحقاً، وشغلوا مواقع قيادية في التنظيم.
"أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب"، مثل شعبي مصري ينطبق على جماعة الإخوان، التي لا تكف عن إعلانها أنها تمارس حقها في المعارضة السياسية بأسلوب سلمي، بينما يتم إلقاء القبض على أعضائها بتهم تتعلق بممارسة العنف أو التحريض عليه.
&
&رابط فيديو القرضاوي:
&
&

&

هتافات داعش

&

&

&