دخلت القوات العراقية اليوم مدعومة بقوات البيشمركة الكردية وتشكيلات الحشد الشعبي من المتطوعين ناحيتي السعدية وجلولاء الاستراتيجيتين شمال شرق بغداد وبدأت بطرد مقاتلي "داعش" منهما.. فيما امر العبادي الطيران الحربي بتكثيف قصفه لمراكز تجمعات التنظيم في الرمادي لافشال محاولاته لاقتحامها.


لندن: نفذت القوات العراقية وقوات البيشمركة والحشد الشعبي عملية عسكرية واسعة من خمسة محاور للسيطرة على ناحيتي السعدية وجلولاء بمحافظة ديالى (65 كم جنوب بغداد) وطرد عناصر داعش منهما، حيث تم اجلاء جميع العائلات منهما قبل البدء بالهجوم.

وتمكنت القوات من السيطرة على أجزاء واسعة من احياء السعدية التي كانت مقراً رئيسياً لداعش وهي تخوض الآن حرب شوارع مع تلك العناصر سبقتها عمليات قصف جوي ومدفعي مكثفة لمناطق تواجدها، حيث قتل عدد كبير منها. كما باشرت القوات بتطهير احياء السعدية وازالة العبوات الناسفة وتفكيك المنازل المفخخة فيها حيث يقود قوات الحشد الشعبي للمتطوعين رئيس منظمة بدر النائب هادي العامري.

وفي ناحية جلولاء بالمحافظة نفسها، اعلن مصدر امني أن قوات مشتركة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي تحاصر حاليًا عناصر داعش داخل الناحية شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى. وقال المصدر إن القوات المشتركة حررت صباح اليوم قريتي ربيعة والزركوش وانها تحاصر عناصر داعش داخل جلولاء، وتستعد لتنفيذ عملية لتحريرها.

وقد تم اليوم الاعلان عن تعطيل الدوام الرسمي في عدد من مناطق محافظة ديالى لاسباب امنية تتعلق بانطلاق عملية تحرير ناحيتي السعدية وجلولاء. يذكر أن محافظة ديالى تعد من المناطق الساخنة التي تشهد العديد من العمليات المسلحة بعد أن كانت مسرحاً لأعمال العنف الطائفي بين عامي 2006و 2008 ، مما أدى إلى مقتل أو تشريد الآلاف من سكانها، وتدمير الجزء الأكبر من بنيتها التحتية.

العبادي يأمر بتكثيف القصف الجوي في الرمادي

أمر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتكثيف القصف الجوي في محافظة الانبار لدعم القوات الامنية والعشائر بالترافق مع هجوم واسع شنه تنظيم داعش على الرمادي،&عاصمة المحافظة.

كما وجه العبادي خلال اجتماع مع وفد من مجلس محافظة الانبار الغربية الليلة الماضية "بتقديم الإسناد الجوي المكثف لمحافظة الأنبار وتسليح ابنائها ودعم وتعزيز القوات المسلحة هناك، وشدد على ضرورة&&
تعاون ابناء المحافظة للدفاع عن مدنهم لطرد عصابات داعش الارهابية"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الليلة الماضية. وأكد العبادي تواصل العمليات العسكرية حتى تطهير المحافظة وتثبيت الاوضاع وبسط الأمن والاستقرار.

وكان التنظيم الذي يسيطر على غالبية اجزاء المحافظة شن الجمعة هجوماً واسعًا على مدينة الرمادي& التي يسيطر على بعض احيائها منذ مطلع العام الحالي، وقام في اليوم نفسه بقتل 23 شخصاً من ابناء عشيرة البو نمرار السنية، في تواصل لسلسلة عمليات قتل جماعي نفذها ضد العشائر التي واجهته وتصدت لمحاولات دخوله الى بعض مناطق الانبار خلال الفترة الماضية.

وتمكن تنظيم داعش مؤخرا من التوسع والسيطرة على غالبية ارجاء المحافظة رغم الضربات الجوية التي ينفذها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة التي ارسلت نحو 50 جنديًا الى احدى قواعد الجيش العراقي في المحافظة لتدريب عناصره وابناء العشائر على قتال داعش.

وامس قال مجلس محافظة الانبار ان الأوضاع& الأمنية الحالية& في الرمادي مستقرة لكنه اشار الى ان هنالك مخاوف من هجمات قد يشنها تنظيم داعش. وقال عضو مجلس محافظة الانبار عذال الفهداوي في تصريح صحافي إن " الوضع الامني في الرمادي في الوقت الحاضر مستقر، لكنّ هناك تخوفاً من تنظيم داعش الذي يحاول تعويض خسائره في بيجي والمناطق الغربية للانبار بالسيطرة على الرمادي وبث انتصارات مزيفة لرفع معنويات مقاتليه".

&يذكر أن مدن الأنبار ومنها الفلوجة والرمادي تشهد توتراً أمنياً خطيراً منذ تسعة أشهر بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين القوات الأمنية والعناصر المسلحة واتساع رقعة الهجمات لتشمل المناطق الغربية بعد اقتحام ساحة اعتصام الرمادي ومحاولة اقتحام الفلوجة، مما اسفر عن اشتباكات مسلحة&&ادت الى&مقتل المئات من المدنيين وإصابة الآلاف من الابرياء اغلبهم من الأطفال والنساء، فيما قتل وأصيب المئات من عناصر الأمن أيضاً.