بات غير ممكن التوصل إلى "اتفاق نووي" مع إيران ضمن المهلة التي كانت محددة وتنتهي اليوم الاثنين، فمددت المفاوضات حتى تاريخ أقصاه 6 أشهر ونيف، وبحسب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ستحصل طهران شهريًا على 700 مليون دولار من أرصدتها المجمدة أثناء مواصلة التفاوض مع الدول الكبرى.

&
فيينا: التقت القوى الكبرى وإيران الاثنين في الساعات الأخيرة من مفاوضات شاقة حول "النووي الإيراني"، وفي وقت لم يتم التوصل إلى اتفاق تاريخي، صرّح مصدر غربي أن مفاوضات جديدة ستجري في كانون الأول/ديسمبر حول الملف، ما يعني فشل الدول الكبرى وإيران في التوصل إلى الاتفاق ضمن المهلة المحددة لذلك، والتي تنتهي الاثنين.
&
ولم تنجح ستة ايام من المشاورات المتواصلة في تقليص التباعد في المواقف حول تخصيب اليورانيوم والعقوبات على إيران، وهما البندان الرئيسان في اتفاق يضع حدا لاثني عشر عاما من التوتر الدبلوماسي بين ايران والدول الكبرى.
&
وتنتهي مهلة التفاوض منتصف ليل الاثنين. ويعد كل طرف باستنفادها حتى النهاية املا ببلوغ تسوية سياسية. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "نركز على جهد اخير، جهد كبير صباح (الاثنين). بالتأكيد، اذا لم ننجح في ذلك سنرى كيفية التقدم لاحقا".
&
لقاءات مكثفة
وكثف الوزيران الاميركي جون كيري والايراني محمد جواد ظريف اجتماعاتهما الثنائية وتناولا مختلف السيناريوات حول السبيل الافضل لمواصلة المفاوضات وفق ما نقل مصدر ايراني. وأقرت الولايات المتحدة بدورها بالعمل على فرضية تمديد لا تعرف مدته، علما بان مصدرا ايرانيا تحدث لوكالة فرانس برس عن "ستة اشهر او عام". لكن خيار التمديد ينطوي على مخاطر سياسية للرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني ونظيره الاميركي باراك اوباما. وفي هذا السياق، اشارت المحللة كيلسي دافنبورت لفرانس برس الى ما سمته "المتشددين الذين يريدون تقويض الاتفاق سواء في واشنطن او طهران".
&
ويريد المجتمع الدولي ان تقلص ايران قدراتها النووية لاستبعاد اي جانب عسكري، في حين تطالب طهران بحقها في نشاط نووي مدني شامل وتدعو الى رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
ويتفاوض الجانبان استنادا الى اتفاق مرحلي وقع في جنيف في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 ومدد للمرة الاولى في تموز/يوليو. ويلحظ هذا الاتفاق تجميد قسم من الانشطة النووية لايران مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية.
&
التمديد أهون الشرين
واعتبر المصدر الايراني ان تمديد الاتفاق "سيكون اهون الشرين"، مؤكدا ان الاسوأ سيتمثل في "مناخ من المواجهة مع تصعيد من هذه الجهة وتلك. مثلا، ان يتم الرد على عقوبات جديدة بتطوير للبرنامج النووي". ومساء الاحد، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي عاد الى فيينا للمشاركة في جهود اللحظة الاخيرة "نبذل اقصى جهدنا للتوصل الى اتفاق، ولكن ينبغي ان يكون اتفاقا ايجابيا يسمح بالعمل من اجل السلام".
&
وبعدما التقى جواد ظريف للمرة السادسة واجرى عشرات الاتصالات الهاتفية مع حلفاء الولايات المتحدة، تشاور جون كيري مساء الاحد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي وصل صباحا. ثم كان له عشاء عمل مع نظرائه الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند والالماني فرانك فالتر شتاينماير ومفاوضة الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون. ويصل وزير الخارجية الصيني وانغ يي صباح الاثنين الى فيينا.

التمديد لن ينجح
وفي ضغط جديد على ايران، اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان "كل المجتمع الدولي يقف الى جانبه"، وذلك في مقابلة مسجلة مع تلفزيون ايه بي سي بثت الاحد. واعتبرت الخبيرة كيلسي دافنبورت ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان تمديدا للمفاوضات لاشهر عدة "لن يكون له اي فرصة" للنجاح. وفي المقابل، رأت هذه الخبيرة في شؤون حظر الانتشار النووي ان "تمديدا قصيرا لوضع اللمسات الاخيرة على تفاصيل اتفاق" في حال احراز تقدم كاف بحلول مساء الاثنين، هو امر واقعي.
&
وسيؤدي التوصل الى اتفاق الى انعاش الاقتصاد الايراني، خصوصا لدى رفع الحظر الغربي على النفط. وسيمهد ايضا لتطبيع العلاقات بين ايران والغرب وحتى للتعاون حول العراق وسوريا. لكن تمديد المفاوضات قد يرفع اسهم من يعارضون تجاوز الازمة سواء في الغرب او ايران. ويؤيد نواب اميركيون فرض مجموعة جديدة من العقوبات على طهران. وابتداء من كانون الثاني/يناير، سيسيطر المعارضون الجمهوريون لباراك اوباما على الكونغرس، ما يسمح لهم بتضييف هامش المناورة لدى الرئيس الديمقراطي. والفشل في فيينا سيضعف ايضا الرئيس الايراني حسن روحاني الذي يرهن قسما كبيرا من مصداقيته على نجاح هذا الانفتاح على القوى الكبرى.
&
اجتماع مع وزراء خارجية مجموعة 5+1
إلى ذلك بدأ وزراء خارجية دول مجموعة 5+1 وايران الاثنين في فيينا اجتماعًا سعيًا إلى تقريب وجهات نظرهم في اليوم الاخير المقرر للمفاوضات حول الملف النووي الايراني، وفق ما افاد مصدر غربي.
يضم هذا الاجتماع وهو الاول على هذا المستوى في هذه الجولة من المفاوضات، التي بدأت في الاسبوع الماضي، وزراء خارجية الدول الست (الصين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) وايران قبل ساعات من انتهاء المهلة التي كان حددها الطرفان في منتصف الليل للتوصل الى اتفاق.
&
مفاوضات جديدة في ديسمبر
اعلن دبلوماسي غربي الاثنين لوكالة فرانس برس ان المفاوضات بين ايران والدول الكبرى بهدف التوصل الى اتفاق كامل حول البرنامج النووي الايراني ستمدد على الارجح حتى 1 تموز/يوليو 2015.
وقال هذا الدبلوماسي ان القوى الكبرى في مجموعة 5+1 وايران تعتزم التفاوض على "اتفاق سياسي على الارجح بحلول 1 اذار/مارس 2015" ثم "الملحقات" لتسوية كاملة "بحلول 1 تموز/يوليو" المقبل.
وكان الدبلوماسي الغربي الموجود في العاصمة النمساوية قال في وقت سابق&"نظرا إلى التقدم الذي احرز في نهاية الاسبوع، تتجه المفاوضات نحو تمديد مرجح، حيث سيلتقي خبراء ومفاوضون في كانون الاول/ديسمبر في مكان لم يحدد بعد".
&
ويأتي هذا الاعلان في وقت بدأت مجموعة خمسة زائد واحد (الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا والمانيا) مع ايران اول اجتماع لهما على المستوى الوزاري في اطار هذه الجولة من المفاوضات التي بدأت في 18 تشرين الثاني/نوفمبر. ويبدو ان الدول الكبرى الست وايران تتجه نحو تمديد المفاوضات في حال لم يتم التوصل الى اتفاق كامل حول البرنامج النووي الايراني قبل مساء الاثنين، المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق.

لندن: تسديد الأرصدة خلال التفاوض
وأعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند انه "من غير الممكن التوصل الى اتفاق ضمن المهلة" التي تنتهي الاثنين حول الملف النووي الايراني خلال مفاوضات فيينا، وان هذه المهلة مددت حتى 30 حزيران/يونيو 2015. واوضح هاموند ان المفاوضات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والقوى الكبرى ستتواصل بموجب بنود الاتفاق الاولي الذي ابرم في جنيف في تشرين الثاني/نوفمبر 2013.

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الاثنين في فيينا ان ايران ستحصل كل شهر على 700 مليون دولار (564,2 مليون يورو) من ارصدتها المجمدة اثناء مواصلة التفاوض مع الدول الكبرى للتوصل الى اتفاق بشأن برنامجها النووي. والمفاوضات بشأن هذا الاتفاق لم تفض الاثنين الى نتيجة ضمن المهلة المحددة والتي ستمدد بحسب المصادر حتى 30 حزيران/يونيو او الاول من تموز/يوليو 2015.