بوغوتا: ينطلق الاثنين اسبوع حاسم في عملية السلام في كولومبيا، التي تسعى حكومتها الى التوافق مع القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) حول الافراج عن جنرال واربعة اشخاص اخرين تحتجزهم حركة التمرد الماركسية.

مصيرهم سيكون له انعكاس مباشر حاسم على استئناف المفاوضات، التي علقها الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس مع حركة الفارك، وهي اكبر حركة تمرد في كولومبيا وتعد حوالى ثمانية الاف مقاتل. واعلن الرئيس المتأكد منذ بداية الازمة من نهاية سريعة، انه اعطى "تعليماته" من اجل التوصل الى الافراج عنهم خلال الاسبوع.

ويفترض ان يفرج اولا، الثلاثاء على الارجح، عن الجنديين، اللذين خطفا في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر في ولاية اراوكاهما قرب الحدود مع فنزويلا. ومن هافانا حيث تجري مفاوضات السلام منذ سنتين، اعلن وفد الفارك قبل ذلك انه قد يفرج عن الجنديين "الثلاثاء المقبل" اذا "احترمت الاجراءات بدقة"، في اشارة الى وقف العمليات العسكرية.

اضافة الى الجنديين، تطالب السلطات بالافراج عن الجنرال روبن ألساتي ومرافقيه، احدهما كابورال، وثانيهما مستشارة في الجيش، خطفوا جميعا في 16 تشرين الثاني/نوفمبر في ولاية تشوكو على ساحل المحيط الهادئ. وكان أسر هذا الضابط المحنك، وهو اعلى ضابط تحتجزه حركة التمرد، وراء تفجير هذه الازمة التي تسببت في وقف المفاوضات.

لكن الفارك اخذوا مجددا على الحكومة انها "تعرّض الى الخطر" عملية الافراج عن الجنرال بمواصلتها العمليات العسكرية في تلك المنطقة الصعبة المسالك التي تكثر فيها الغابات والانهار. وندد وفدهم في كوبا "بانزال قوات" وبعملية "قصف" و"تحليق في الاجواء"، وقال انه "طالما لم يتغير هذا الوضع، فان الافراج عن الجنرال ألساتي ورفاقه هذا الاسبوع سيكون غير محتمل".

وردت وزارة الدفاع بانها "لم تنفذ عملية انقاذ"، بل انها "فقط تقوم بمراقبة عسكرية في المنطقة لحماية المواطنين"، موضحة انها لم تحصل حتى الان على معطيات امكان الافراج عن الجنديين. وجرت العادة ان تسلم حركة الفارك الاشخاص المخطوفين الى بعثات انسانية من اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تنتظر فرقها منذ يومين.

وعلق ارييل آفيلا الخبير في مركز "اركو ايريس" المخصص في النزاع الكولومبي بالقول لفرانس برس ان "عملية الافراج ماضية على الطريق السليم على ما يبدو، لكن واضح ان كل تأخير يشكل خطرا مع احتمال وقوع عمليات اخرى". وفي ولاية تشوكو يزداد الوضع تعقيدا، لان حركة تمرد كولومبية اخرى تدعى جيش التحرير الوطني التي تعد 2500 مقاتل، اعلنت وقف حركة السير في المنطقة.

تزامن استعراض القوة الذي تعود جيش التحرير الوطني على القيام به في تلك المنطقة، مع فترة حرجة لانه قد يعرقل عملية الافراج عن الجنرال. وقالت اجهزة الدفاع عن الشعب وهي هيئة مكلفة حقوق الانسان تقوم بالوساطة ان قرار المنع يخص "شركات النقل الجوي والبري والبحري وكذلك المدنيين" ويسري الثلاثاء والاربعاء.

وتعتبر الفارك وجيش التحرير الوطني، وهما حركتان تاسستا خلال الستينيات، آخر حركات تمرد من اقصى اليسار ما زالت تنشط في كولومبيا، حيث اسفر النزاع الداخلي عن سقوط 220 الف قتيل وتهجير 5,3 مليون شخص وفق الارقام الرسمية.
&