الرياض: كشف وزير الإعلام الإرتيري السابق، على عبده أحمد، أنه أُدخل للسجن لأسابيع بسبب عدم قدرته على حذف مقابلة تلفزيونية للرئيس الإرتيري أسياس أفورقي، كانت قناة الجزيرة الانجليزية قد أجرتها معه، تزامنا مع ذكرى أعياد الاستقلال، حيث طلب أفورقي من وزير إعلامه بحذف المقابلة، وذلك لظهوره فيها بمظهر المتوحش لإجاباته غير المنطقية، بحسب ما نعتت وسائل إعلام غربية المقابلة حينها.

وتأتي اعترافات علي عبده، وزير الإعلام الإرتيري السابق والمتحدث الرسمي باسم دولة ارتريا، ضمن القانون الاسترالي للاعترافات القانونية لعام 1959، حيث يقيم الوزير منذ 2012 كلاجئ سياسي بعد أن هرب من ارتريا اثر تفاقم الخلافات بينه وبين الرئيس افورقي، بحسب ما قال في وثيقة الاعترافات التي تم تسريبها من وزارة الهجرة الاسترالية ونشرتها المواقع الإرتيرية، وحصلت "إيلاف" على نسخة منها.

وقال عبده في اعترافاته،& إن أسياس افورقي استدعاه في مكتبه بعد بث المقابلة، وأبلغه بأن يتصل بقناة الجزيرة الانجليزية لحذف المقابلة، إضافة الى حذف الأخبار التي كتبت عنها، وعندما أوضح الوزير بأنه لا يستطيع ذلك لعدم امتلاكه أي سلطة على تلك الوسائل الإعلامية، وضع افورقي وزير إعلامه في السجن لمدة أسبوعين، قبل أن يطلق سراحه حيث كان مقررا أن يظهر في مناسبة وطنية.

مشاكل وخلافات

وقال الوزير في اعترافاته التي جاءت في 13 صفحة، وتعتبر الأولى لمسئول كبير في دولة تعد من أكثر الدول انغلاقا في العالم، ان خلافاته مع النظام الحاكم تعود إلى العام 2007 ، حيث تركزت حول نقاط متعددة، أبرزها التدخل في الصومال،& وإقحام الشباب في التجنيد الإلزامي، والذي اعتبره الوزير نوعا من العبودية المستحدثة غير المحددة بفترة زمنية معينة، فضلا عن قضية الابتزاز غير المشروع للمواطنين عبر فرض ضريبة شهرية على المغتربين الإرتيريين تقدر بــ 2% من دخلهم البسيط.

كما كشفت اعترافات الوزير، عن وجود زمرة فاسدة داخل الحكومة الإرتيرية من الجنرالات الخارجين عن القانون ومن الضباط المتعاونين والمساعدين لهم، وبعضهم مدرج ضمن قائمة الأمم المتحدة في جرائم الاتجار بالبشر، حيث يعمل هؤلاء في التهريب واستغلال عناصر الخدمة الوطنية كعمال سخرة في مشاريعهم الخاصة دون مراعاة لظروفهم المعدمة، مشيرا إلى أن هذه الزمرة& كونت طبقة جديدة من مراكز القوى& التي إما أن تكون معها أو سيحاربونك.

عسكرة الشعب

وأكد الوزير الهارب،& إن قرار افورقي بتسليح جميع المواطنين بما في ذلك النساء وكبار السن، فيما أطلق عليه بمشروع "الجيش الشعب"& كانت القشة التي قصمت ظهر العلاقة بينه والرئيس، مبينا انه في الوقت الذي انتظر فيه الشعب تسريح عناصر الخدمة الوطنية بعد سنوات طويلة،& صدم الجميع& بهذا القرار .

وأضاف الوزير انه عندما حاول إثناء افورقي عن قراره أعطاه الأخير درسا عن تاريخ العراق وكيف أن صدام سقط لأنه اعتمد على قواته المسلحة فقط ، وقال له يجب أن نحارب بالشعب أيضا.&

وحول هروبه من ارتريا، قال الوزير إن قراره جاء بعد حصوله على معلومات مؤكدة تفيد أن افورقي قد ضاق به ذرعا وانه قد قرر تصفيته جسديا، و أشار عبده إلى انه قام& بمحاولات لتغيير نظام الحكم بمساعدة عدد من السياسيين والعسكريين، كما انه مارس بعض الانفتاح في وزارة الإعلام حيث سمح لبرامج تلفزيونية بالانتقاد المباشر لسياسات الحكومية وهو ما ساهم في إصدار افورقي قرارا بتصفيته جسديا، بحسب الوزير.

تجدر الإشارة، إلى أن هروب وزير الإعلام وتقديمه اللجوء السياسي، هي حلقة من سلسة حلقات هروب شملت سفراء و& وزراء مسوؤلين كبار في الدولة ورياضيين وذلك& في دولة تم تصنيفها في المقعد الأخير حسب تقرير منظمة مراسلون بلا حدود،& واحتلت المرتبة الرابعة في قائمة الدول الفاشلة بسبب تزايد& انتهاكات حقوق الإنسان، و غياب حكم القانون، و فساد النخبة الحاكمة وغياب الشفافية والمحاسبة السياسية.