نصر المجالي :&أقيل، أم استقال، أم الحالتان معاً، هذا ملخص التساؤلات حول قرار وزير الدفاع الأميركي التخلي عن منصبه، بينما بدأت بورصة الترشيحات تطرح أسماء لخلافة تشاك هاغل.&
وحيث من غير المحتمل تعيين خليفة لهاغل قبل كانون الثاني (يناير) 2015، فإن من بين الأسماء المرشحة لخلافته ميشيل فلورنوي وكيلة وزارة الدفاع السابقة وآشتون كارتر النائب السابق لوزير الدفاع اللذان سبق أن ترددت شائعات بأنهما من المنافسين على منصب هاغل قبل تعيينه، والسناتور جاك ريد الديمقراطي عن رود آيلاند منافس آخر محتمل.
وكان هاغل (68 عاماً) قرر الاستقالة بعد سلسلة من المناقشات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدد من مستشاريه في الاسبوعين الماضيين. وقالت تقارير إن استقالة كبير البنتاغون المنتمي للحزب الجمهوري جاءت تحت وطأة ضغوط في الوقت الذي يواجه فيه أوباما تحديات خطيرة تتعلق بالأمن القومي منها محاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا وتعديل خطط للخروج من أفغانستان.
&
أول تغيير&
وهذا أول تغيير كبير في إدارة أوباما منذ هزيمة حزبه الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس قبل ثلاثة أسابيع، ويتطلع الجمهوريون الذين هيمنوا على مجلس الشيوخ وباتوا يسيطرون الآن على مجلسي الكونغرس لإجراء تغييرات.
وقال مصدر مطلع على الموقف إن هاغل عبر لزملائه في أحاديث خاصة عن إحباطه من استراتيجية الإدارة إزاء العراق وسوريا ومن عدم وجود اي تأثير له على عملية صنع القرار.
وأشار مسؤولون أميركيون علانية إلى أن القرار جاء بالتراضي لكن آخرين قالوا في تصريحات غير رسمية إنه أرغم على الاستقالة. وقال مسؤول مطلع "ما من شك في إنه أقيل".
وعين هاغل قبل أقل من عامين عندما كان أوباما يتحرك باتجاه انهاء الحربين في أفغانستان والعراق وهو التحرك الذي توقف هذا العام مع عودة الولايات المتحدة للقيام بعمليات عسكرية في العراق وزيادة التعاون العسكري مع كابول.
&
قدرات مختلفة&
وإلى ذلك، نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عن مسؤولين قولهم إن "قرار" أوباما إقالة هاغل جاء اعترافا منه بأن التعامل مع التهديد الذي يمثله التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "داعش" يحتاج الى قدرات مختلفة عن تلك التي يتميز بها الوزير "المقال".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز قوله "إن السنتين المقبلتين ستتطلبان تغييرا في الاولويات"، مصرا على ان هاغل لم يُقل من منصبه بل انه توصل الى اتفاق مع الرئيس اوباما بأن الوقت قد حان لتخليه عن المنصب.
وتقول الصحيفة إنه يبدو ان ازاحته ليست الا محاولة من جانب البيت الابيض للبرهنة على انه يستمع لآراء المنتقدين الذين اشاروا الى تخبط الادارة في التعامل مع عدد من التهديدات للامن القومي الأميركي بما فيها انتشار وباء ايبولا والتهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الاسلامية".
وتحول هاغل، الذي مثل ولايته نيبراسكا في مجلس الشيوخ لمدة 12 عاما، ليصبح من اشد المنتقدين للتدخل الأميركي في العراق رغم تصويته سابقا لصالح قرار الغزو.
&
إعادة حسابات
وعلى هذا الصعيد، رأى محرر محرر أخبار اميركا الشمالية (بي بي سي) أن هيغل لم يستقل ولم تتم إقالته من منصبه ولكن الأمرين معا ينطبقان على وضعه. ويقول إن هاغل تم تعيينه في بداية الولاية الثانية لاوباما ليقوم بتنظيم عملية إعادة الجنود الأميركيين من افغانستان واعادة خطط البنتاغون المالية بعد فرض استقطاعات كبيرة عليها.
وبرز في تلك المرحلة تهديد تنظيم "داعش"، وهو ما يتطلب إعادة الحسابات الأميركية بشكل كبير.
ويبدو أن أوباما بحاجة الى نصر عسكري ليرفع من شعبية الحزب الديمقراطي بعد الهزيمة الكبيرة التى مني بها في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ، الأمر الذي ساهم أيضا في قراره تغيير أكبر قيادة عسكرية في البلاد.
&
هاغل وسوريا&
ويشار الى أن لدى هاغل شكوكا حول استراتيجية أوباما تجاه سوريا عبر عنها في مذكرة داخلية من صفحتين كتبها وتم تسريبها هذا الخريف. وحذر هاغل في المذكرة من أن سياسة أوباما معرضة للفشل بسبب عدم وضوح نواياها في ما يتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد.
ولكن الرئيس أوباما أصر على أن بإمكان الولايات المتحدة ملاحقة متشددي تنظيم داعش دون أن تتعامل مع الأسد الذي ترغب واشنطن في رحيله عن السلطة.
وعلى صعيد متصل، قال السناتور جون ماكين الذي بات في طريقه ليصبح رئيسا للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ والتي يجب ان تصدق على وزير الدفاع الجديد انه يأمل أن يرشح أوباما شخصا يتحلى "بقوة الشخصية والحكم الصائب والاستقلالية".
&
تغيير في النهج&
وحسب تقرير لـ (رويترز) دعا ماكين إلى حدوث تغييرات في نهج أوباما في ما يتعلق بالدفاع. ويشار الى ان ماكين من أشد المنتقدين للرئيس شأنه شأن رئيس مجلس النواب جون بينر.
وقال مسؤول رفيع في حكومة أوباما "سيتم تعيين خلف لهاغل سريعا لكن الوزير هاغل سيبقى وزيرا للدفاع حتى يؤكد مجلس الشيوخ الأميركي تعيين من سيخلفه".
وذكرت مصادر في الكونغرس أن من المؤكد عدم حدوث ذلك قبل يناير كانون الثاني عندما يتولى الجمهوريون قيادة مجلس الشيوخ ويتحكمون في عملية إقرار التعيينات.
وقال بينر "هذا التغيير في الافراد يجب ان يكون جزءا من اعادة تفكير على نطاق أكبر لاستراتيجيتا للتصدي للتهديدات التي نواجهها في الخارج خاصة التهديد من تنظيم داعش.
وختم رئيس مجلس النواب في بيان "لا يمكن أن نهزم هذا العدو بدون جهد موسّع ومنسّق ومدروس جيدًا يحظى بتأييد قوي من الشعب الأميركي. لم تستطع هذه الادارة بلوغ ذلك حتى الان".
&