أقدمت مجموعة من "المطاعم" المنتشرة في عدد من المدن السعودية على تعليق لوحات إرشادية أمام بوابتها تفيد بعدم إمكانية دخول النساء نهائياً، أو بإلزامها إحضار محرم لتتمكن من الدخول، بسبب حدوث معاكسات تعكر صفو البيع والشراء، بحسب القائمين على تلك المطاعم.


الرياض: (30) امرأة سعودية يمثلن ما نسبته 20% من أعضاء مجلس الشورى.. الحق في الحصول على ترخيص بمزاولة الأنشطة الاقتصادية.. إلغاء شرط الوكالة لسيدات الأعمال.. التحاق أكثر من (30) امرأة بالعمل بوزارة الخارجية.. تجاوز عدد الطالبات المبتعثات في مشروع الملك عبدالله للابتعاث الخارجي في وزارة التعليم العالي لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه عدد الطلاب المبتعثين؛ وإنجازات أخرى - لم يتسع لها الوقت والمساحة لذكرها-، لم تؤثر حتى عامنا الراهن ببعض العقول التي وصفها الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي بالمتحجرة؛ حيث أقدمت مؤخراً مجموعة من "المطاعم" المنتشرة في عدد من المدن السعودية على تعليق لوحات إرشادية أمام بوابتها تفيد بعدم إمكانية دخول النساء نهائياً، أو بإلزامها إحضار محرم لتتمكن من الدخول، بسبب حدوث معاكسات تعكر صفو البيع والشراء، بحسب القائمين على تلك المطاعم.

هاشتاغ عكسي

هذه الظاهرة أشعلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، حيث أطلق مجموعة من المغردين وسماً عبر تويتر بعنوان (#ممنوع_دخول_النساء)، تفاوتت فيه تغريداته ما بين الانتقاد والإشادة، حيث وصف فريق الظاهرة بالعنصرية لما فيها من انتهاك لآدمية المرأة ومثال صارخ على وقوع التمييز بناء على الجنس، فيما علق فريق آخر بأنها "وسيلة مناسبة لدرء المفاسد، لاسيما أن بعض النساء يقمن بتصرفات غريبة ويرفعن أصواتهن لا يحترمن الذوق العام".

إلا أن للتغريدات عصافير تطير لتحط على صفحات أقلام مراسلين يتربصون بها، وهذا ما حدث في هذا الوسم، عندما طارت تغريداته لتتناول صحف غربية الموضوع على صفحاتها بعناوين متعددة، حيث كتبت كل من "ديلي ميل"، و"بي بي نيوز"، و"ذا ويك يو كى"، و"هوف بوست" عن إغلاق المطاعم في وجه السعوديات العازبات، بشكل أوسع. وبررت تلك الصحف الظاهرة بأنه "بسبب ما يعتقده المجتمع بأن النساء ناقصات عقل، حيث يتسبب وجودهن بمفردهن في انتشار حوادث التعارف بين النساء والرجال المتواجدين في المكان".

اجتهاد شخصي

جمعية حقوق الإنسان اعتبرت ما حدث "اجتهادا شخصيا"، وطالبت المطاعم بإزالة اللوحات، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الجمعية خالد الفاخري، إنّ تعليق اللوحات اجتهاد شخصي من ملاك المطاعم، وأن وضعها غير نظامي، مؤكدا أن هناك تعليمات خاصة بالمطاعم تلزمها بوضع قسم خاص بالعائلات من دون اشتراط وجود محرم كمقياس لدخول النساء، لافتاً إلى أن وضع هذه اللوحة يعتبر مخالفة نظامية.

ونقلت صحف سعودية عن مالكي بعض المطاعم، التي وضعت لوحات منع النساء من الدخول، التي انتشرت في بعض المدن السعودية كالرياض والمدينة المنورة أن الدافع من وضعها هو حدوث المعاكسات، ما دفع المطاعم إلى اتخاذ القرار دفعاً للإشكالات، ومن باب&أن درء المفاسد مقدم على جلب المصال، موضحين أن اللوحات يمكن أن تزال إذا ما تمت إزالة ما يعكر صفو البيع والشراء في المطاعم؟.

أين البرهان الشرعي؟

من جهته، قال الباحث الشرعي الدكتور احمد قاسم الغامدي: "لا وجود لبرهان شرعي حول منع المرأة من الدخول لوحدها إلى المرافق العامة وكل ما ينتفع منه الأفراد، طالما تدخل بأدبها واحترامها وحشمتها"، موضحاً في حديثه لـ "ايلاف" انه إن كان هناك إشكالات تحدث فهذه مهمة الجهات الرقابية والأمنية، حيث لا بد أن توفر المطاعم حراس امن يتكفلون باتخاذ الإجراءات اللازمة إذا ما استدعى الأمر ذلك، بدلاً من منع احد أفراد المجتمع سواءً كان ذكراً أم أنثى من الدخول.

وأضاف الدكتور الغامدي: "حتى من الناحية النظامية في ما اعلم ليس هناك نظام للبلديات أو وزارة التجارة يمنح& رخصة للعمل في هذا الإطار ثم تأتي جهة تقيد&أن المطعم لأشخاص دون غيرهم".
وتابع: "ليس من جهة الشرع ولا من جهة النظام؛ فلا يبقى إلا انه اجتهاد من صاحب المطعم، وهذا اجتهاد خاطئ، فيه نوع من العنصرية، فعلى العكس تماما؛ المرأة أحق بالرفق وأحق أن نقدم لها الخدمة سواء لديها محرم أو لا".

ومن شروط الترخيص للمطاعم والمقاهي إذا كانت تتضمن قسماً للعائلات في السعودية، وجود سواتر وحواجز مُتحرِّكة أو ثابتة وهو ما يعرف باسم "البارتشن" ، وذلك بغرض الفصل بين طاولات العائلات في المطاعم والمقاهي& لضمان الخصوصية العائلية والنسائية المطلوبة، وتختلف مستويات البارتشن بحسب المطاعم& ورواده وأيضا بحسب المدينة ، فيما تتفنن مطاعم في تصميم"البارتشن"، فمنها ما توفره مصنوعاً من الزجاج الثلجي الفخم، وأخرى تجعله خشبياً مزركشاً، وثالثة تصنعه من القماش.

&