فجر تنظيم "داعش" اليوم مجمع سجن بادوش العراقي الشمالي، واقتاد معتقليه إلى جهات مجهولة. وأشارت مصادر أمنية إلى أنّه قد تم ترحيل قسم منهم إلى داخل مدينة الموصل والقسم الآخر إلى سوريا.


لندن: قالت مصادر أمنية عراقية إن مسلحي تنظيم داعش قاموا بإحاطة السجن الذي يقع على بعد 40 كم غرب مدينة الموصل الشمالية، التي يحتلها التنظيم منذ العاشر من حزيران (يونيو) الماضي، بعبوات ناسفة فجرته ودمرت ابراجه للمراقبة، حيث كان التنظيم هاجم السجن وقتل حراسه ومجموعة من النزلاء الشيعة والمسيحيين والايزيديين. ثم استخدم التنظيم السجن بعد ذلك لايداع المئات من معتقليه من عناصر الجيش والشرطة والمدنيين الذين القى القبض عليهم ثم قام بعد ذلك بإعدام العشرات منهم.
&
وأشارت إلى أن "داعش" كان يحتفظ بمئات السجناء الأسرى من ضباط الجيش والشرطة، إضافة إلى مدنيين داخل "بادوش"، إلا أنه قام بنقلهم إلى داخل مدينة الموصل قبل تفجير السجن، فيما تشير معلومات أخرى إلى أنه نقل قسماً منهم إلى سوريا.

ويعتقد أن لتفجير داعش لسجن ونقل سجنائه علاقة بتقدم القوات العراقية وبينها الكردية إلى مناطق قريبة من الموصل والاستعدادات العسكرية لدخولها وطرد مقاتلي التنظيم منها بعد 6 اشهر من سيطرتهم عليها.

ثالث أكبر سجون العراق

ويعتبر سجن بادوش ثالث أكبر سجون العراق، وكان هرب منه أكثر من 3 آلاف سجين بعد اقتحامه من قبل التنظيم في حزيران الماضي وفرض سيطرته عليه ونقل معتقليه اليه.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لمراقبة حقوق الانسان قد كشفت في 30 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي أن مسلحي التنظيم نفذوا على نحو ممنهج عمليات إعدام حوالي 670 نزيلاً بسجن بادوش استنادًا إلى روايات ناجين حيث كان معظم الضحايا من الشيعة.

وأشارت المنظمة إلى أنّه بعد استيلاء "داعش"على سجن بادوش قرب الموصل (375 كم شمال بغداد) قام مسلحوه بفصل النزلاء السنة عن الشيعة، ثم أجبروا الرجال الشيعة على الركوع بطول حافة وادٍ قريب، وأطلقوا عليهم النار من بنادق هجومية وأسلحة آلية، بحسب ما أكد 15 سجيناً شيعياً ممن نجوا من المذبحة موضحين أن المسلحين قاموا كذلك بقتل عدد من النزلاء الأكراد والإيزيديين.

روايات مروعة لناجين

وقالت ليتا تايلر، باحثة أولى بقسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في المنظمة، "إن التفاصيل المروعة للمذبحة الجماعية لنزلاء السجن بيد التنظيم تجعل من إنكار عربدة تلك الجماعة المتطرفة أمراً مستحيلاً وينبغي أن يدين الناس في أنحاء العالم، من أي عرق أو معتقد، هذه الجرائم المروعة وأن يمارسوا الضغط على الحكومة العراقية والمجتمع الدولي لتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة". وشدد على أنّ عمليات الإعدام الميداني الجماعية هذه ترقى إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وأشارت المنظمة إلى أنّه في تفاصيل الحادث، فإن مقاتلي داعش قاموا باقتحام سجن بادوش يوم استيلائهم على الموصل في العاشر من حزيران الماضي ثاني كبريات المدن العراقية، والواقعة على بعد 10 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من السجن. ثم ساق المسلحون 1500 نزيل في شاحنات، وقادوهم إلى بقعة صحراوية منعزلة على بعد كيلومترين من السجن، على ما قال الناجون. وكان النزلاء يقضون عقوبات على طيف من الجرائم، تتراوح بين القتل والاعتداء وحتى الجرائم الخالية من العنف.

نقل سجناء إلى الصحراء

&وقام مقاتلو داعش باقتياد السجناء الذين زعموا أنهم سنة أو مسيحيون لمدة 4 ساعات إلى بقعة صحراوية أخرى، كما قال رجل سني كان ضمن المجموعة لـ هيومن رايتس ووتش. وقد عجز الرجل عن تحديد مكان البقعة، لكنه قال إن بعض أفراد المجموعة كانوا يعتقدون أنها بمحافظة الأنبار العراقية، بينما ظن آخرون أنها قد تكون في سوريا.

وقال الشاهد إن مقاتلي التنظيم أخذوا بين 50 و 100 رجل من تلك المجموعة في الليلة الأولى، بزعم أنهم شيعة ينتحلون الانتماء إلى السنة. وقال إنهم لم يعودوا، وبعد 3 أيام قاد مقاتلو التنظيم البقية عائدين بهم إلى الموصل وهناك أطلقوا سراحهم، كما قال.

يذكر أن سجن بادوش المركزي هو سجن شديد التحصين وثاني أكبر سجن في العراق بعد سجن أبو غريب بضواحي بغداد الغربية. ويقع قرب بلدة بادوش الواقعة غرب الموصل وقد بدأ بناء السجن عام 1979 وانتهى عام 1986 على مساحة تقدر بأكثر من كيلومترين مربعين تقريبًا.

أما تسمية السجن فكانت تسميته الرسمية عام 1982 دار إصلاح الكبار في الموصل، وبعد عام 2003 تم تبديل الإسم إلى المجمع الإقليمي الإصلاحي في الموصل، ثم تغيّر إلى سجن الموصل المركزي عام 2011.. وأخيرًا استقر الإسم على سجن بادوش المركزي عام 2012.
&