&
يحبس المصريون أنفاسهم بسبب دعوات الإسلاميين إلى تنظيم تظاهرات حاشدة الجمعة، ضمن ما يعرف بـ"الثورة الإسلامية" التي قرروا فيها رفع المصاحف. وانتشرت قوات الجيش في شتى أنحاء الجمهورية إلى جانب قوات الشرطة، استعدادًا لتلك التظاهرات.

&القاهرة: يترقب المصريون بحذر شديد التظاهرات التي دعت إليها الجبهة السلفية الجمعة، ضمن ما يعرف بـ"الثورة الإسلامية"، التي قرر فيها المتظاهرون الإسلاميون رفع المصاحف في مواجهة قوات الجيش والشرطة.
&
واتخذت الحكومة حزمة من الإجراءات تحسبًا لإندلاع أعمال عنف واسعة النطاق، فقررت إغلاق المدارس والجامعات ثلاثة أيام من الخميس إلى السبت المقبل. كما أغلقت المؤسسات الحيوية، وقصرت الحضور فيها على أقل عدد ممكن، ومنها التلفزيون المصري، فيما أفرغت البنوك ماكينات الصراف الآلي من الأموال، وشددت الحراسة على مقراتها بمختلف المدن.
&
انتشار أمني كثيف
انتشر الجيش في شتى الميادين والشوارع الرئيسية وأمام المؤسسات الحيوية، ولاسيما ميادين التحرير، رابعة العدوية، رمسيس، عبد المنعم رياض بالقاهرة، ونهضة مصر والجيزة وخاتم المرسلين بالجيزة.
&
وبناء على تعليمات أمنية، قررت هيئة السكة الحديدية إيقاف حركة القطارات بشكل جزئي الجمعة، وأوقفت 4 رحلات لمحافظات الوجه البحري، وثلاث رحلات إلى الوجه القبلي. وإيقاف رحلات خطي القاهرة السويس، وخط القاهرة منوف.
&
وقررت الهيئة منع القطارات القادمة من الصعيد من دخول القاهرة، على أن تتوقف الرحلات في مدينة المنيا. وقررت محافظة القاهرة إغلاق نفق الأزهر بوسط القاهرة حتى الإثنين المقبل.
وتأتي إجراءات السكة الحديدية لمنع تدفق المتظاهرين من الإسلاميين وأنصارهم إلى العاصمة، فالسيطرة عليها أهم أهداف "الثورة الإسلامية".
&
كاميرات مراقبة
قال مصدر أمني لـ"إيلاف" إن مجلس الأمني الوطني قرر رفع درجة الإستعداد والإستنفار في صفوف قوات الجيش والشرطة، مشيرًا إلى أن مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي اللواء أحمد جمال الدين يدير خلية الأزمة، ويتولي التنسيق بين قوات الجيش والشرطة.
&
وأضاف: "قوات الشرطة أنهت انتشارها في مختلف المدن والميادين الحيوية، بالتنسيق مع الجيش، والآلاف من الشرطيين السريين انتشروا في الشوارع لمراقبة الأحداث، وهناك كاميرات مراقبة ستسجل جميع الأحداث في الميادين والشوارع الرئيسية، والقوات لديها تعليمات باستخدام الرصاص الحي في حالة استخدام مثيري الشغب العنف ضد القوات أو المنشآت أو تهديد المواطنين".
&
تحركات ميدانية
قال المتحدث العسكري العميد محمد سمير: "في إطار جهود القوات المسلحة لحماية وتأمين المنشآت والأهداف والمرافق الحيوية بالدولة، والتعاون مع كافة الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية في توفير الأمن والأمان للمواطنين، بدأت عناصر من القوات المسلحة والشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات التدخل السريع في الإنتشار في جميع محافظات الجمهورية لحماية الممتلكات العامة والخاصة وتأمين الطرق والمحاور الرئيسية والمشاركة في ضبط العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون".
&
وأوضح سمير: "في نطاق محافظات المنطقة المركزية العسكرية والجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني، تم دفع وحدات لتأمين المنشآت العامة والأهداف الحيوية وتنظيم دوريات ثابتة ومتحركة تجوب الميادين والشوارع الرئيسية بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية للمساهمة في حفظ الأمن وبث روح الطمأنينة لدى المواطنين، كما انتشرت العناصر الأمنية للشرطة العسكرية من خلال دوريات ثابتة ومتحركة في مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى والجيزة".
&
وختم: "في نطاق المنطقة الشمالية العسكرية تم دفع دوريات أمنية في المحافظات التى تقع في نطاقها، كما قامت المنطقة الغربية العسكرية بدفع الدوريات الثابتة والمتحركة بمدن مطروح وبرانى والسلوم وسيوة".
&
التظاهر بكثافة
في المقابل، دعت الجبهة السلفية أنصارها إلى التظاهر بكثافة في القاهرة بعد صلاة الجمعة على أن يكون الاحتشاد بالمساجد مع صلاة الفجر، وقالت في بيان لها: "صلاة الفجر لن تصاحبها مسيرات أو أي تجمعات أمام المساجد أو رفع لافتات وأنها ستكون احتشادًا في المساجد لاستجلاب نصر الله وفقط واستعدادًا للخروج الكبير بعد صلاة الجمعة من كل مساجد مصر".
&
وأضافت: "المظاهرات لن تقتصر على الجمعة فقط، بل ستمتد، وينبغي أن يكون واضحًا للجميع أن هناك إدارة للحدث ترسم خطواته ومراحله وفق رؤية واضحة تتحرك من خلالها، وبالتالي سيتم تحديد الفعاليات وإعلانها بشكل مسبق، وسقف واضح لأهداف اليوم، باعتباره ليس يومًا للحسم بالضرورة إنما هو طليعة موجة ثورية جديدة مع قابلية هذه الفعاليات للتغيير بمرونة كافية تنسجم مع المتغيرات الميدانية في الشارع الثوري".
&
عدم المخاطرة
ودعت الجبهة النساء إلى عدم المشاركة في المظاهرات، والإكتفاء بالعمل الإعلامي عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو التكبير من شرفات المنازل، وقالت: "في ظلال ما هو مشهود من حشود جرارة لقوات الجيش التي يراد توريطها ضد أبناء الوطن، وفي أجواء الترويجات المشبوهة ﻷجهزة التوجيه المعنوي ووسائل إعلام الانقلاب عن مجازر محتملة جديدة لمواجهة حملة المصاحف وثوار المساجد، فإننا نطلب من جميع حرائر مصر توخي الحرص والحذر وعدم المخاطرة في هذه الظروف الحرجة بالنزول أمام من لا يرعون حرمة ولا يحفظون عرضًا ولا يرجون وقارًا، وإن كان اﻷصل أن النساء كالرجال في واجبهن نحو دينهن ووطنهن"، على حد تعبير الجبهة.
&
وأضافت: "نعلن تكليف جميع أخواتنا وبناتنا بتكوين مجموعات توجيه معنوي ثوري ترد جميع أكاذيب إعلام الانقلاب وتتفق على أداء دعائي وإعلامي موحد وآليات للنشر على شبكة الانترنت مصدره صفحتنا المعبرة عنا على فيسبوك".
وتابعت: "كما نطالبهن بالتكبير والهتاف من شرفات المنازل مشاركة ﻹخوانهم الثوار والتصوير لتوثيق الاحداث وكشف اكاذيب اعداء الوطن من مجرمي الانقلاب".
&
حملة إعتقالات
وشنت قوات الأمن حملة إعتقالات واسعة في صفوف قيادات التيار الإسلامي، فاعتقلت خمسة من قياديي الجبهة السلفية، ووجهت إليهم تهم تتعلق بالتحريض على العنف، والتخطيط لقلب نظام الحكم. وهم: أشرف عبد المنعم، هشام مشالي، محمد حسان، محمد زقزوق، عبد الله أشرف.
&
وقال الخبير الأمني اللواء أشرف عبد المنعم لـ"إيلاف" إن الداعين إلى المظاهرات يهدفون إلى إغراق البلاد في الفوضى، وتحويلها إلى نموذج آخر من ليبيا أو سوريا. ولفت إلى أن قوات الشرطة ألقت القبض على عدة خلايا إرهابية في الأيام الماضية، وكشفت عن وجود خطط وإتصالات مع شخصيات إستخباراتية خارجية لتنفيذ مخطط نشر الفوضى في مصر، وكسر الشرطة، وتكوين ما يصفونه بـ"الشرطة الشعبية".
&
ولفت إلى أن الدولة كلها على استعداد لدحر الدعوات الهدامة، والحفاظ على مكتسبات الشعب المصري.
&
تعج بالطائفية
ووصف حزب التيار الشعبي المصري تحت التأسيس، بزعامة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، التظاهرات بأنها تعج بطائفية وتقسيم للمجتمع.
&
ودعا قوات الأمن المكلفة بالتصدي لأي عنف وأي خروج عن القانون للتعامل بحسم، لكن بحكمة أيضًا وفي إطار القانون، ومن دون المزيد من خطايا القبض العشوائي على أبرياء أو اسالة دماء لم يعد الوطن يحتمل المزيد منها.
&
واعتبر الحزب أن الهدف من التظاهرات "لا تعدو كونها محاولة للالهاء عن متابعة الحكم علي الرئيس المعزول يوم 29 تشرين الثاني (نوفمبر)، في اليوم التالي مباشرة لتلك الدعوات، بل والترهيب من أي ردة فعل سياسية او شعبية تجاه تلك القضية التي صدر فيها حكم الشعب على مبارك في 25 كانون الثاني (يناير) 2011".