&
&
في حين أعلن القائد الجديد للقيادة المركزية للقوات البرية في حلف الأطلسي "الناتو"، الجنرال جون نيكلسون، أن الحلف لا يدرس فرض "منطقة حظر جوي" في شمال سوريا ، تبدو مبادرات الحل السياسي اليوم أكثر إلحاحًا نظرًا للأوضاع الانسانية الصعبة للسوريين ولعدم تواجد نية تحرك دولي تصعيدي تجاه نظام الأسد.

&
ينوي تيار التغيير الوطني السوري المعارض، والذي قدم مبادرة للحل السياسي الى الاخضر الابراهيمي المبعوث الأممي السابق، احياء مبادرة جديدة يقدمها الى الموفد الاممي الجديد ستيفان دي ميستورا الذي قدم بدوره افكارًا للحل علقت عليها المعارضة السورية .
&
وأشار تيار التغيير الوطني في المبادرة المطولة الجديدة ، التي حصلت " ايلاف " على نسخة منها، الى وجوب اعلان المعارضة موقفًا واضحًا من المجموعات المسلحة "الجهادية" خاصة تنظيمات "داعش" وجبهة النصرة واعلان موقف واضح لا لبس فيه ضد الارهاب.
&
وتضمنت المبادرة الكثير من التفاصيل الدقيقة عبر آلية للحل السياسي، وقال تيار التغيير إنه " منذ اندلاع الثورة السورية ، كانت مطالبها سياسية وطنية جامعة، ونتيجة لرد فعل النظام الإجرامي، تحولت الى دوامة دموية من العنف والعنف المضاد، نسفت كل ركائز النظام، ولكنها أغرقت الشعب السوري في بحر من الدم "..
وأشار التيار الى أنه "في الطور الأول، راهن الوطنيون على اسقاط النظام بالمظاهرات السلمية، ثم راهنوا على اسقاطه بالسلاح، ثم على اسقاطه بدعم ما يسمى (أصدقاء الشعب السوري )، ثم بالمفاوضات عبر جنيف 1 وجنيف2 ".
ولفت الى" طرح العديد من المبادرات التي هدفت بالدرجة الأولى إلى ايقاف القتل ، واطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين ، كهدف نهائي أو مرحلي ، وهوجموا بشراسة وكيلت لهم الاتهامات بالتخلي عن ثوابت الثورة ، وأولى أولويّاتها وهو إسقاط النظام ".
وأضاف التيار "حاول المجتمع الدولي إنهاء الصراع في سوريا ، ولكن تلك المحاولات غلبت عليها صبغة الصراع المضمر بين تلك الأحلاف والأقطاب ...إلى أن وصلوا الى النتيجة ذاتها التي وصل اليها معظم الشعب السوري ، وهي أنه لابد من ايقاف القتل أولاً "..
&
وقال التيار "فيما تشاركت كل المبادرات السابقة بكونها كانت تبحث عن حلول بالجملة ، تأتي مبادرة دي ميستورا آخر رسل العالم الى سوريا ، بالحل بالتجزئة ، فهو يعرض الحل على مراحل ، تبنى كل مرحلة على مدى نجاح سابقتها ، بداية بإيقاف القتال والقتل ، وعلى جزء من سوريا مبدئيًاً ، ويقترح أن يكون حلب" .
وأضاف التيار &أنه "مع أن وصفة دي ميستورا تحتاج للتوضيح ، وللضمانات ، إلا أنها الوحيدة إلى الآن الأكثر واقعية ، والأكثر قابلية للتطبيق ، ولو طبّقت بالفعل بحدها الأدنى ، أي ( تجميد ) القتال في حلب ، الأمر الذي يستدعي في حال نجاحها ، تطبيق التجربة في مناطق أخرى من سوريا ، وصولاً لتشمل كامل الاراضي السورية التي تشهد نزاعاً مدمّراً يسعى فيه أكثر من طرف للسيطرة على مناطق أوسع ، هذا النزاع الذي حوّل سوريا إلى جزر منفصلة ، وفكرة التجميد ستجعلها ( مبدئياً ) ستبقيها جُزراً ولكن متّصلة" .
واعتبر تيار التغيير أن "تجميد القتال ، هو ما سيُسكت صوت السلاح ، وسيُفسح المجال لصوت العقل .. وطالما لم تنجح الحلول ( بالجملة ) ".
وقال" فلنجرّب الحلول ( بالمفرّق ) ، وليس على طريقة النظام بمصالحات الإذعان الكاذبة ، ولا حلول الجملة على مبدأ ( عفا الله عما مضى ) "..
&
شروط
&من جانبه، حدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية شروطًا للموافقة على ما قاله ميستورا، وطالب بثلاث مناطق عازلة في سوريا قال إنه يفترض أن تشملها "خريطة طريق" دي ميستورا الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة المستمرة في البلاد منذ حوالى أربع سنوات.
&
وأكد في بيان أعلنه مؤخرًا أن "المقترحات التي تقدم بها المبعوث الدولي تتناول جانباً من الإجراءات التمهيدية التي يمكن أن تهيّئ لاستئناف عملية سياسية تفضي إلى إقامة حكم انتقالي في سوريا". وأشار إلى أن "خريطة الطريق" لتلك الإجراءات "يجب أن تشمل (...) إقامة مناطق آمنة، شمال خط العرض 35 (المنطقة الشمالية الحدودية مع تركيا)، وجنوب خط العرض 33 (المنطقة الجنوبية الحدودية مع الأردن)، وفي إقليم القلمون (شمال دمشق، حدودية مع لبنان)، على أن يحظر فيها وجود النظام وميليشياته وأي امتداد له".
وذكر أن "خريطة الطريق" يجب أن تشمل أيضاً "فرض حظر للقصف الجوي بأشكاله كافة وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين السوريين وضمان وصول المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية اللازمة للمناطق المحاصرة كافة، والإفراج عن المعتقلين."
&
الاستناد إلى جنيف
وعن اقتراح دي ميستورا "تجميد القتال" في بعض المناطق، لا سيما في مدينة حلب، قال الائتلاف إن "التهدئة الموضعية المقترحة في بعض المناطق يجب أن تستند إلى ما ورد في مبادرة جنيف وقرارات مجلس الأمن ومنها القرار 2165".
فيما رأى برهان غليون عضو الائتلاف الوطني أنه ليس من قبيل المصادفة "أن يختار دي ميستورا مدينة حلب، والتركيز عليها، فبتجميد القتال في حلب يسمح لنظام الأسد الإيراني أن يستجمع قواه من أجل القضاء على معاقل الثوار في الغوطة الشامية، وينظف منطقته من المعارضة نهائياً. هذا أفضل تتويج يمكن أن يحلم به الأسد لسياسة عقد الهدن الكثيرة التي وقعها مع مقاتلي الأحياء والقرى، والتي حيد من خلالها آلاف المقاتلين، وخفف العبء عنه، ليعزز مواقعه في دمشق والوسط والساحل، ويجعل منها دولته الخاصة المعترف بها.
&
واعتبر أن "مشروع دي ميستورا هو طوق النجاة لنظام الأسد المتهاوي والمهدد".
وأكد في مقال له أن مشروع ديمستورا أنه" بعكس ما يشاع تماماً، لا يفتح المشروع أي أفق للحل أو للتسوية أو للمفاوضات، ولا للانتقال السياسي، ولا لحكومة شراكة، حتى من نوع لا وطني، لكنه بتقسيمه سوريا بين المعارضة وداعش والنظام، يلغي الحاجة إلى المفاوضات والتسويات والمطالب الديمقراطية من الأساس، ويمكّن كل طرف من تطبيق النظام الذي يريده في منطقته. وفي الحقيقة، ينهي وجود سوريا نفسها كدولة."
وكان قائد الناتو قال &إن "إقامة منطقة حظر جوي مهمة عالية التكاليف"، مضيفًا أن "هذا ليس أمرًا نبحثه حاليًا في هذا السياق."
&
وطالبت تركيا، في الفترة الأخيرة، بفرض حظر طيران وبمنطقة آمنة على الحدود مع سوريا وذلك لـ "حماية المدنيين"، وايدتها دول بينها فرنسا وبريطانيا، في حين اعتبرت موسكو أن إقامة منطقة عازلة في سوريا مرهون بموافقة مجلس الأمن الدولي.
لكن أعلنت الولايات المتحدة مؤخراً أنها لا تنظر في الوقت الراهن في احتمال فرض منطقة حظر جوي على الحدود بين سوريا وتركيا.
&