كل ما قيل عن ذلك الحادث الذي تعرضت له مراهقتان هنديتان في شهر أيار الماضي والاحتجاجات الغاضبة التي ملأت الشوارع بعد انتشار نبأ تعرضهما للاغتصاب الجماعي ثم القتل، هو من نسج الخيال، فالتحقيق يقول إنهما مارستا الجنس ثم انتحرتا خوفاً من العار.


لميس فرحات من بيروت: بعد تداعيات الحادث المأسوي الذي تعرضت له مراهقتان هنديتان في شهر أيار الماضي والاحتجاجات الغاضبة التي ملأت الشوارع بعد انتشار نبأ تعرضهما للاغتصاب الجماعي ثم القتل، توصل مكتب التحقيقات المركزي الى نتيجة صادمة وهي أن الاثنتين مارستا الرذيلة ثم انتحرتا خوفاً من العار!

الصور التي انتشرت للمراهقتين المتدليتين من شجرة مانغو في قرية في ولاية أوتار براديش أثارت الاستنكارات في جميع أنحاء العالم، لكن الشرطة الآن تقول ان الفتاتين لم تعانيا أي شكل من أشكال العنف أو القوة وأنهما انتحرتا خوفاً من غضب العائلة.

منذ البداية، تضاربت الأقوال حول الحادث، حيث صرّح أهالي الفتاتين (14 و 15 عاماً) بأنهما تعرّضتا للاغتصاب والقتل على يد عدد من الرجال في أثناء خروجهما للحمام ليلاً، في حين اتهم البعض العائلة بقتلهما في "جريمة شرف".

لكن بعد التحقيقات الجنائية والنفسية وإجراء فحوصات كشف الكذب على الشهود، كشف مكتب التحقيقات المركزي "CBI" أن الفتاتين لم تتعرضا للاغتصاب بل أقدمتا على الانتحار خوفاً من العار، بعد أن عثر أحد السكان على إحداهن وهي تمارس الجنس مع شاب في الحقل القريب من منزلها.

وفقاً للشرطة، أقدمت الفتاتان على الانتحار خوفاً من العار الذي سيلحق بالعائلة والقصاص أو جريمة الشرف التي ستنفذ في حال اكتشف أمرهما.

واشار التحقيق إلى أن الفتاة الشابة دعت صديقتها ليلة الحادث للذهاب إلى حفل قريب أشبه بمعرض محلي.

لكن أثناء وجودهما هناك، عثر أحد الأقارب على الفتاة وهي "على وشك الانخراط في ممارسة الجنس مع أحد الفتية"، وفقاً لما ورد على لسان المتحدثة باسم الشرطة.

وأضاف ان الفتاتان انتحرتا في تلك الليلة خوفاً من رد فعل أسرتهما ووصمة العار التي ستلحق بهما.

بدوره، قال كانشان براساد من مكتب التحقيقات المركزي، انه "لم تكن هناك علامات للعنف أو إصابات على جثتي الفتاتين باستثناء علامات الحبل على العنق، كما لم يسمع أحد في البيوت المجاورة لموقع الانتحار أي صرخات طلباً للمساعدة".

وخلص تقرير الطب الشرعي أيضاً إلى أنه لم يظهر أي دليل على الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، كما ان اختبار كشف الكذب الذي أجري على الشاهد الرئيس وجد انه كان يكذب حول رؤية خمسة مشتبهين يسحبون الفتاتين بالقوة ليلاً.