واصلت الفيضانات اجتياح عدد من المدن والقرى المغربية يوم الجمعة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو فاجعة مدينة كلميم (جنوب المملكة)، التي أدّت إلى مصرع 32 شخصًا، في حين ما زال 6 أشخاص في عداد المفقودين.


أيمن بن التهامي من الرباط: أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس تعليماته لوزير الداخلية للتنقل، على رأس وفد، لجهتي كلميم اسمارة وسوس ماسة درعة لتتبع الوضع عن قرب&في هذه المناطق التي تضرّرت جراء الفيضانات.

غرق مدن وقرى

غمرت مياه الفيضانات عددا من المدن والقرى، ما خلق حالة تعبئة شاملة على مستوى جميع أجهزة الدولة المغربية لمواكبة التطورات وأوضاع السكان في عدد من المناطق المتضررة.

وتشير الأخبار المتوفرة إلى أن الفيضانات اجتاحت مدنا وقرى، خاصة في جهتي كلميم اسمارة وسوس ماسة درعة، حيث أدى ارتفاع منسوب المياه إلى قطع جميع الطرق المؤدية إلى عدد من مدن الجهة، في حين اضطر السكان إلى الصعود إلى أسطح المنازل هربا من الغرق.

أما الصور القادمة من سيدي إفني فحبست أنفاس المغاربة، بعد أن عاينوا أحياء تغمرها المياه بالكامل، وهو ما ينطبق أيضا على آسفي، حيث نجحت مصالح الدرك في إنقاذ سائحين من الغرق.

ولا يعرف&حتى الآن حصيلة ضحايا الفيضانات التي اجتاحت المملكة، علما أن المعلومات الأولية تؤكد غرق تلميذتين في محافظة أزيلال، وستة مدرسين ومدير مدرسة في واد في قرية تابعة لمحافظة شيشاوة.

تعليمات ملكية

وأعطى الملك محمد السادس تعليماته لوزير الداخلية للتنقل، على رأس وفد، لجهتي كلميم اسمارة وسوس ماسة درعة لتتبع الوضع عن قرب&&في هذه المناطق التي تضررت من الفيضانات.

وذكر بلاغ لوزارة الداخلية، عممته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن العاهل أعطى تعليماته لوزير الداخلية للتنقل، على رأس وفد، لجهتي كلميم اسمارة وسوس ماسة درعة من أجل التتبع عن قرب الوضع القائم في هاتين الجهتين اللتين تضررتا بالفيضانات، وكذا تنسيق الإجراءات الضرورية لضمان حماية السكان وممتلكاتهم.

تعبئة شاملة

وأفادت اللجنة الإقليمية لليقظة في مدينة كلميم أن أربع طرق مقطوعة حاليا في وجه حركة السير، وجرى تزويد عائلات في دواوير معزولة في وارزازات في الخيام والأغطية والمواد الغذائية الأساسية، وذلك باستعمال مروحيات تابعة للدرك الملكي وتسخير شاحنات القوات المساعدة والتي قامت بعدة رحلات.

وقال لحسن أيت ابراهيم، مدير الطرق في وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك لـ"إيلاف"، إن "هناك مجهودات كبيرة تبذل، بتنسيق مع باقي المتدخلين"، مشيرا إلى أنه "كلما غمرت المياه طريقا نتدخل لقطع حركة السير من أجل سلامة المواطنين".

وأضاف لحسن أيت ابراهيم: "جميع الآليات موضوعة في النقاط السوداء التي تغمرها المياه، ولكن لا يمكنها التدخل ما دامت الفيضانات مستمرة ومنسوب المياه في الوديان مرتفعا. ونحن نستعد للتدخل بمجرد تراجع منسوب المياه، لإزالة الأوحال وإصلاح الأضرار التي قد تلحق بالمنشآت والطرق".

تدخّل محدود

قال المسؤول في وزارة النقل والتجهيز "عملنا هو وضع علامة التشوير من أجل الإعلام بأن الطريق مقطوع أو خطر، كما لدينا خلية على صعيد المحطات الطرقية في كل مديرية إقليمية، لتحسيس سائقي الحافلات للنقل العمومي، وتقديم صورة عامة لهم حول الشبكة على صعيد كل إقليم تفاديا لمغامرة قد تكون وراء إزهاق العديد من الأرواح".

ورغم تأكيده& أن جميع الفرق تبقى على استعداد للتدخل الفوري، إلا أنه كشف أن هناك إشكالات في جميع الأقاليم لأن منسوب المياه في عدد من الأودية ما زال مرتفعا، نتيجة التساقطات المطرية الاستثنائية التي هطلت على المملكة.

وأضاف: "هناك بعض الطرق التي تراجع فيها المنسوب وكان فيها التدخل، لكن ذلك يبقى محدودا لأن عددًا كبيرًا من النقاط ما زال منسوب المياه فيها مرتفعًا. ونحن ننتظر& تراجع المنسوب& للتدخل الفوري غدا صباحا".

وأشار إلى أن هناك لجنة تنسيق مركزية على صعيد وزارة الداخلية، تضم جميع المتدخلين، تتابع أولا بأول الأوضاع في المناطق المتضررة، كما أن اللجنة نفسها ممثلة إقليميا، تحت رئاسة الولاة والعمال للتنسيق&في&ما بين مختلف المصالح.

إنقاذ المئات من الغرق

كما أدى سوء الأحوال الجوية والتساقطات المطرية المهمة التي عرفها المغرب، خلال الأسبوع الجاري، إلى مصرع وفقدان ما يقارب 40 شخصًا، وتهدّم 150 منزلا طينيًا، أما الخسائر في الماشية والخسائر الفلاحية فلم تنجز بعد الإحصائيات النهائية لها.

أما عدد الأشخاص الذين أمكن إنقاذهم من الغرق فهو 432 شخصًا كانوا في حالة خطيرة جدا، منهم 94 شخصًا جرى إنقاذهم بواسطة طائرة الهليكوبتر، ومن بينهم سياح.