دعا تقرير نشر في لندن، السبت، إلى فهم أيدولوجية مقاتلي تنظيم (داعش) قبل محاولة التغلب عليهم، وفي المقابل قال تقرير آخر إن آلاف المقاتلين الأجانب في التنظيم في سوريا على وجه الخصوص يسعون إلى إنشاء دولة إسلامية متقشفة تعود في مرجعيتها إلى الماضي.

نصر المجالي : قال تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، السبت، إنه خلال المعركة مع المتشددين المسلمين "واجهنا صعوبة شديدة في فهم قواعد اللعبة". ومضى قائلا إن التيار الإسلامي المتشدد يمزج بين قدرتين هما قوة تكنولوجيا الانترنت وقوة تقليدية قديمة وهي قوة الإيمان.
واضاف التقرير أن هذا التيار قوة اجتماعية تستخدم العالم الافتراضي على الانترنت، ولكن هذه القوة لا تُعامل في التحليلات على هذا الأساس، لأن هيكلتها غير تقليدية وبالتالي لا تحتاج إلى قيادة مركزية أو إلى دعم الحكومة.
وترى الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات التي تتعقب المتشددين لا يمكن أن تفلح في تعاملها مع أفراد هذا التيار لأنها تقتصر في دراستها لهم على الجانب السلوكي، للتحقق من الصحة العقلية للمشتبه فيهم.
وقالت ان هذه الأجهزة لا تملك وحدة لدراسة الأيديولوجية، حيث لا تنظر إلى أصول وعقيدة "الجهاديين"، ولذلك فهي لا تعرف مع من تتعامل، كأن يحارب شخص ما الشيوعيين وهو لا يعرف شيئا عن نظريات ماركس ولينين.
ويشبُه كاتب التقرير للديلي تلغراف الحرب ضد "الجهاديين" بالحرب الباردة ضد الشيوعية.
ولكنه يرى أن الفرق بينهما يمكن في أن الشيوعية تيار تدعمه دول وحكومات، أما التيار الإسلامي المتشدد فهو أقل ارتباطا بالجهات الرسمية، كما أنه يكسب تعاطفا من المسلمين في العالم "إذ بمقدوره إقناع رجل في حي ما في لندن بالذهاب للجهاد في سوريا".
ويختم التقرير بالقول إن هناك إجراءات أمنية إضافية تم اتخاذها لصد من يحاول أن يقتل جنديا آخر مثل لي رغبي، (وهو الجندي الذي قتل في أيار (مايو) 2012 على يد متشددين إسلاميين في وضح النهار وعلى مرأى من الناس في جنوب لندن)، ولكن الجهات المعنية لا تفعل شيئا للحيلولة دون أن تكون لديه الرغبة في القتل أصلا.
ويتساءل كاتب التقرير: كيف يمكن أن يقتل مواطنان بريطانيان شخصا من جنسيتهم؟ ما الذي جعلهما متعطشين للدماء بهذه الدرجة وبهذه الجرأة؟ ما الذي جعلهما يريدان القيام بمثل هذا العمل في المقام الأول؟.&
&
مرجعية الماضي
وإلى ذلك، نشرت صحيفة (فايننشال تايمز) اللندنية، تقريرا عن الحياة في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا، وكيف أثرت قوانين التنظيم وإجراءاته على الناس العاديين وعلى المنتسبين للتنظيم أيضا.
تقول الصحيفة إن آلاف المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بتنظيم "داعش" في سوريا يسعون إلى إنشاء دولة إسلامية متقشفة تعود في مرجعيتها إلى الماضي "ولكنهم يستلذون طعم الحياة العصرية ووسائلها الموجودة في الدول الغربية التي يكرهونها".
وتضيف الصحيفة أن السكان المحليين يعيشون في خوف من المتشددين، الذين يرتكبون جرائم القتل الجماعي، ويفرضون إجراءات قاسية، ويحاولون أيضا البقاء على قيد الحياة في أزمة اقتصادية حادة نتجت عن ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية.
وتذكر الصحيفة أن المقاتلين الأجانب يحصلون على الأكلات العصرية التي يشتهونها وعلى الشوكولاتة، والمشروبات الغازية، إكراما لهم على سعيهم لبناء الخلافة التي أعلنوها في سوريا والعراق.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن طريقة عيش المقاتلين الأجانب وأذواقهم غيرت الحياة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم "وتغيرت النشاطات التجارية أيضا في بعض المناطق، إذ أخذت المواد المستوردة مكان المصنوعة محليا".
&