يعمل تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على فتح جبهة جديدة في شمال افريقيا لتوسيع دولة الخلافة التي اعلنها على جانبي الحدود بين العراق وسوريا في تحدٍ جديد وأشد تعقيدا لحكومات المنطقة وحلفائها.&


&
إعداد عبدالاله مجيد: يستخدم داعش شبكات التواصل الاجتماعي وانتاج افلام فيديو متقنة الصنع دعائيًا لاستدراج أنصار جدد في شمال إفريقيا وتحديدًا في ليبيا وسيناء.
&
وقال مسؤول استخباراتي أميركي طلب عدم كشف اسمه &"إن إعلان داعش توسيع دولة الخلافة لاقى صدى بين مجموعة من "الجهاديين" في شمال افريقيا حيث أخذوا على ما يبدو يحاكون داعش في خطابيته ووحشيته".
& &
ويتوقع محللون مختصون بمكافحة الإرهاب أن تشهد المنطقة موجة من أعمال العنف على الطريقة الداعشية بما في ذلك قطع رؤوس، لا سيما في ليبيا وشبه جزيرة سيناء. &
&
وقال توماس جوسلين الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن لصحيفة واشنطن تايمز إنه "ليس هناك أدنى شك في أن داعش سينفذ ويعلن مسؤوليته عن عدد متزايد من الهجمات في شمال إفريقيا، وتحديدا في ليبيا وسيناء خلال العام المقبل".&
&
وأضاف جوسلين أن الجماعات "الجهادية" في مصر قد تستهدف المسيحيين وغيرهم بهدف اشغال فتنة في مصر إذا قررت هذه الجماعات السير في اتجاه مزيد من أعمال القتل المروعة كما يفعل داعش في العراق وسوريا. &"ولكن علينا ان ننتظر ونرى".
&
البغدادي كابن لادن
&
ويقول مسؤولون اميركيون ان ابو بكر البغدادي زعيم داعش يعتبر نفسه شخصية مماثلة لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. ولكن الباحث جوسلين أشار إلى أن البغدادي لاقى نجاحًا محدودًا في اقناع جماعات "جهادية" في أنحاء العالم للانشقاق عن القاعدة ومبايعة خلافته. &وما حققه من نجاح كان بالدرجة الرئيسية بين "جهاديين" شباب يريدون تمييز أنفسهم عن قادتهم الكبار. &ويبدو أن هذا ما يحدث في شرق ليبيا وسيناء بالدرجة الرئيسية. &
&
وكانت مجموعة من "الجهاديين" الذين يدعون السيطرة على مدينة درنة الليبية اعلنوا في تشرين الثاني/نوفمبر مبايعة البغدادي. &وأفادت تقارير بأنهم ينتمون إلى مجلس شورى شباب الاسلام في درنة حيث ظهرت هذه الجماعة في آذار/مارس الماضي. &وسارع البغدادي إلى إرسال مساعده الصاعد في سوريا اليمني ابو براء الازدي ليكون "أمير" الدولة الاسلامية في درنة.&
&
وفتح هذا التطور جبهة في ساحة تزدحم بالجماعات "الجهادية" التي تتنافس فيما بينها وتقاتل الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا من أجل السيطرة على البلاد. ولكن مسؤولين استخباراتيين أميركيين يقولون إن من غير المعروف إن كان داعش سيتمكن من اقتطاع رقعة ارض يعلنها جزء من الخلافة في ليبيا.&
&
وقال احد هؤلاء المسؤولين ان درنة مرشحة للوقوع تحت نفوذ داعش، ولكن أنشطة "الجهاديين" المرتبطين به لاقت رفضًا من ميليشيات إسلامية منافسة. &
&
ويرى محللون أن المقاومة التي تبديها ميليشيات ليبية قوية ضد محاولات البغدادي توسيع نفوذ داعش في شمال افريقيا ستدفعه إلى تجريب حظه مئات الكيلومترات شرقاً، أي في شبه جزيرة سيناء التي من المرجح ان تثبت كونها أكثر أهمية لمستقبل داعش من ليبيا.&
&
وكان اعلان "الجهاديين" الشباب في درنة مبايعة البغدادي تزامن مع بث شريط فيديو طوله 30 دقيقة يعلن مبايعة البغدادي باسم انصار بيت المقدس في سيناء. وأثار الشريط قلق واشنطن، لأنه كان على ما يبدو من انتاج الذراع الدعائية لتنظيم الدولة الاسلامية التي تستخدم التكنولوجيا الرقمية بمهارة عالية.&
&
أبعد من سيناء !
&
وقاال الباحث جوسلين من معهد الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن إن شريط الفيديو يشير إلى وجود مستوى عال من التنسيق بين جماعة انصار بيت المقدس وداعش ويمثل أهم بيعة حققها البغدادي عالمياً بصرف النظر عن النفي الذي صدر لاحقا باسم الجماعة. &
ولا يُعرف كيف ستتمكن جماعة انصار بيت المقدس التي كانت قياداتها ترتبط بتنظيم القاعدة، من تمثيل داعش في مصر. وقال الباحث جوسلين إن انشقاقاً حدث بكل تأكيد داخل الجماعة بتأييد الأعضاء الأصغر سناً مبايعة البغدادي ورفض الحرس القديم الذي له جذوره في وادي النيل.&
&
واياً يكن عمق الانقسام في صفوف جماعة انصار بيت المقدس فالواضح أن داعش يساعدها على بناء خلايا ارهابية في عمق مصر للعمل أبعد من سيناء.&
&
وقال ديفيد شينكر الباحث المختص بمكافحة الارهاب والسياسة العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لصحيفة واشنطن تايمز إنه كلما استمر نشاط جماعة بيت المقدس في سيناء فترة أطول زادت فرص إنشاء خلايا لنقل هذا النشاط إلى العمق المصري مثل القاهرة والاسكندرية حيث توجد مؤسسات الدولة والمراكز السكانية.&
&
وأكد شينكر أن جماعة بيت المقدس لا تشكل تهديدًا وجودياً داهماً لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي ولكنه توقع "امكانية وقوع اعمال ارهابية أكثر بكثير في العمق المصري". &واضاف شينكر أن على الولايات المتحدة ان تقدم "كحد أدنى كل ما تحتاجه حكوم السيسي من مساعدة لدرء هذه الخطر" مشيرا إلى أن هناك أحساسًا في القاهرة بأن واشنطن "لا تفعل كل ما تستطيع ان تفعله" في هذه المعركة.