قتل شخص منقب، مجهول الهوية والجنس، امرأة أميركية في دورة مياه أحد المراكز التجارية في أبو ظبي. ووزع الإعلام الأمني في وزارة الداخلية الإماراتية تسجيلًا مصورًا للجريمة وقالت الشرطة إن الجهود مستمرة لتحديد هوية الجاني.

دبي: لقيت امرأة أميركية مصرعها إثر مشاجرة وقعت ظهر الاثنين داخل دورة مياه نسائية في أحد المجمعات التجارية بجزيرة الريم في أبوظبي. فقد نقلت إلى مستشفى خليفة في حالة صحية حرجة بعد تعرضها للطعن، لكنها ما لبثت أن فارقت الحياة. والبحث جار عن "الشبح الأسود" الذي نفذّ الجريمة، وغادر من دون أي أثر.

الجهود مستمرة

قالت شرطة أبوظبي في بيان لها إن الجهود مستمرة لتحديد هوية الجاني وجنسه، نظرًا إلى ارتداء مرتكب الجريمة النقاب بحسب صور كاميرا المراقبة، وبحسب شهود عيان لم يتمكنوا من تقديم أي وصف قد يساعد في القبض على القاتل، الذي التف بالنقاب والقفازات السوداء والعباءة.

وقال العقيد الدكتور راشد بورشيد، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة أبوظبي، إن المغدورة في السابعة والثلاثين من عمرها، وتعمل مدرسة أطفال، تعرضت للطعن بأداة حادة إثر مشاجرة لم تعرف أسبابها بعد في دورة مياه نسائية، نظرًا إلى هروب المشتبه فيه أو فيها بعد وقوع الجريمة فورًا، ويجري حاليًا البحث والتقصي لكشف غموض الجريمة وضبط الفاعل، ومعرفة الملابسات والدوافع وراءها.

وأعرب عن استنكاره لوقوع مثل هذه الجريمة الدخيلة على المجتمع الاماراتي وتقاليده العريقة، مشددًا على أن العيون الساهرة ستصل الليل بالنهار لحل لغز هذه الجريمة، وتقديم فاعلها إلى العدالة.

نقاب أو برقع؟

والنقاب ليس من التراث أو الثقافة في الإمارات، كما يقول الكاتب عبد الغفار حسين، في مقالة نشرها في صحيفة الخليج في 26 تموز (يوليو) 2013، بعنوان "النقاب والبرقع في الامارات".

ويضيف: "النقاب الذي يغطي الوجه ليس من التقاليد المتبعة في الإمارات، وفرض على التلميذات أولاً في المدارس من قبل فئة متشددة تولت مسؤولية التربية والتعليم في الثمانينات من القرن المنصرم، بعد أن كانت هذه الوزارة يتولاها أناس ليبراليو الاتجاه الفكري".

وعن البرقع الذي تضعه بعض النساء في الساحل العربي والفارسي من الخليج على وجوههن، ويكاد يختفي الآن، يقول حسين إن أصله من بلاد الإغريق أو اليونان، "ولا أعرف شيئًا عن دقة هذه الرواية أو عدمها، لكن البرقع كان شائعًا حتى السبعينات من القرن الماضي في الإمارات، ولدى بعض القبائل البدوية في ساحل عمان وعمان الداخل، وعلى الضفاف الفارسية من الخليج".

يضيف: "كانت النساء الإماراتيات وخاصة الشابات منهن يتفنّنَ في تفصيل البراقع، وتزيّن الأكثرية منهن هذه البراقع بقطع ذهبية وأحيانًا بجنيه الذهب أو مسكوكات أخرى ذهبية، وكان البرقع يضفي بهاء على المرأة ويشد إليها نظرة الإعجاب وخاصة جمال العيون التي اشتهرت بها المرأة العربية".

جرائم بالنقاب

وقد حصلت جرائم في بلدان إقليمية عدة، استغل فيها الجناة النقاب ليخفوا هوياتهم. فالإعلام المصري نقل في آب (أغسطس) الماضي خبر عامل زراعي استغل انقطاع التيار الكهربائي المستمر بالقرية التي يقيم بها بالشرقية، وتخفى في نقاب، ودخل منزل أحد جيرانه واغتصب ربة المنزل بعد تهديدها. لكن تم التعرف إلى هويته والقبض عليه.

كما شهدت منطقة الدقي بالقاهرة واقعة طريفة، إذ قام أحد المجرمين الخطرين بارتداء النقاب ليتستر به من أجل الإعتداء على الفتيات بالشارع، لكنه تعرض لاعتداء علي يد عاطل عن العمل، ظنه امرأة تسير بالشارع.

وفي مصر أيضًا، انتشرت قصص خلال العام الماضي، عن تخفي بعض قيادات الإخوان المسلمين بالنقاب، محاولين الهرب خارج مصر، هربًا من تعقب الشرطة ورجال الأمن، خصوصًا بعد فض اعتصام ميدان رابعة العدوية.

في الأردن، أوردت تقارير صحافية خبر إلقاء القبض على شخص تخفى بالنقاب ليتلصّص على مستخدمي الصراف الآلي، فيسرق معلوماتهم ثم ينهب أموالهم من حساباتهم المصرفية.
أما في تونس، فشددت السلطات الأمنية إجراءاتها تجاه من يرتدين النقاب بعد ضبطها مطلع هذا العام إرهابيين فارين من العدالة يتخفون وراء النقاب.

لا سوء نية

أحيانًا، لا يكون التنقب عن سوء نية، بل تستغله بعض الفتيات في مواعدة شبان من دون أن تُعرف هويتها، أو في قيادتهن السيارة في بعض الدول العربية من دون حمل رخصة قيادة، تهربًا من تعقب الشرطة، خصوصًا أن للمنقبة في المجتمع العربي حرمة، فلا يجوز أن يطلب منها أن تخلع نقابها، إلا في حضرة امرأة مثلها.

وفي آب (أغسطس) الماضي، توترت العلاقات بين قطر وبلجيكا بعد أن نزع مسؤول بلجيكي نقاب أميرة قطرية في أحد شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل، إلا أن مخالفات وجرائم متنوعة وقعت من دون التمكن من ضبط مرتكبيها، بسبب استغلالهم هذه السمة السائدة في المجتمع المحافظ.