روت اثنتان من العناصر التي ساهمن في إلقاء القبض على "شبح الريم" تجربتهن في أبوظبي، مؤكدتان أن مرتكبة الجريمة كانت تتحصن في فيلا مكونة من طبقتين وحديقة، ساردتين تفاصيل مهمة كل واحدة، ومؤكدتين حرصهما على توفير الأمن للمواطنين والمقيمين على السواء، ومجمعتين على أنهما تحبان المغامرة والتحدي والعمل الميداني.


أحمد قنديل من دبي: أجرت وكالة أنباء الإمارات لقاء مع عنصرين من المنتسبات اللتين قامتا بمداهمة وإلقاء القبض على المشتبه فيها في تنفيذ جريمتي "الريم وقنبلة الكورنيش" في العاصمة الإماراتية أبوظبي. ويسلط اللقاء الضوء على أهمية وطبيعة المهام التي تقوم بها منتسبات الدعم الأمني، والتي جعلت منهن نساء في بؤرة الأحداث. حيث أثبتن قدرتهن على مواجهة المخاطر بشتى أنواعها والتحلي بالشجاعة والمهارة والحرفية العالية في تنفيذ جميع المهام الميدانية التي توكل إليهن منفردات أو ضمن فرق العمل إلى جانب زملائهن الرجال العاملين في هذا القسم الحديث نسبيًا.

وقالت المنتسبة الأولى "س" إن أبرز أهدافها في الحياة هو الإسهام بفاعلية في الحفاظ على مكتسبات الإمارات الحضارية لكونها واحة ظليلة للأمن والأمان.. مشيرة إلى أن مهمتها هي الحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين والزائرين على حد السواء.

سردت وقائع وتفاصيل عملية المداهمة والقبض على المشتبه فيها في جريمة "الريم والكورنيش"، التي اهتزت لها المشاعر الإنسانية، حيث لم يعهدها المجتمع الإماراتي طوال تاريخه. وقالت "كنت ضمن فريق الدعم الأمني في اليوم الأول، وقمنا بتطويق المركز التجاري، مكان وقوع الجريمة الأولى، ثم وردت معلومات تفيدنا بوجود "قنبلة بدائية الصنع" في إحدى البنايات السكانية على كورنيش أبوظبي، أمام منزل طبيب أمييكي من أصل عربي، فغادرنا فورًا إلى المكان المحدد للقيام بواجباتنا إزاء هذا الوضع، لتتسارع الأحداث بعدها بشكل تصاعدي ومستمر، إلى أن تم التعرف إلى هوية المشتبه فيها، وتحديد مكان سكنها من قبل الفرق المختصة".

تركت عرض ابني
أضافت أنه "تم استدعائي لاحقًا للمشاركة في عملية الاقتحام، حيث كنت في بيتي، أتابع مشاركة ابني ضمن فرقة الخدمة الوطنية المشاركة في العرض الرسمي لإحتفالات الدولة في اليوم الوطني الـ 43، وكانت تتملكني مشاعر عميقة من الفخر والحماسة، إلى أن رنّ هاتفي، وتم طلبي للإلتحاق بالعمل فورًا لأمر مهم، وعليه التحقت فورًا بالعمل، حيث عرضت علينا خطة عملية المداهمة، والقبض على المشتبه فيها من قبل عنصرنا النسائي".

وقالت "بدت الدهشة والذهول واضحة على وجه المشتبه فيها، إذ تفاجأت باقتحام الشرطة سكنها بهذه السرعة القياسية، وكنت أنا من ألقى القبض عليها، وفق التكتيك المخطط له ". وأكدت "س" في ختام حديثها أن الإمارات لم تكن يومًا مسرحًا لمثل هذه الجرائم البشعة، التي تندى لها الروح الإنسانية، بمختلف طوائفها وانتماءاتها.. مشيرة إلى أن الإمارات عملت دومًا على صون كرامة الإنسان والحفاظ على الأرواح البشرية في مختلف بقاع الأرض.

مداهمة فيلا الشبح
من جانبها أعربت المنتسبة الثانية "ج" - التي شاركت في عملية اقتحام منزل المشتبه فيها - عن فخرها بالمشاركة في هذه الواجبات الأمنية والوطنية الدقيقة ومداهمة وإلقاء القبض على المشتبه فيهم في الجرائم التي أثارت سخط جميع أبناء الوطن وضيوفه الشرفاء الغيورين على سمعته ومكانته العالمية.

وقالت إن حبها لوطنها الإمارات ورغبتها في تقديم الخدمة العامة والنبيلة إلى مختلف فئات المجتمع من مواطنين ومقيمين وزائرين دفعها إلى الالتحاق بشرطة أبوظبي، ولما لهذه المؤسسة الوطنية العريقة من سمعة وثقة تامة في نفوس أبناء المجتمع كافة، حيث عرف عنها الكفاءة والنزاهة على الصعيدين المحلي والعالمي.

وأضافت "ج" في سردها لعملية المداهمة أنه في أقل من 24 ساعة، بعد إبطال مفعول القنبلة، تم تحديد هوية المشتبه فيها، وتحديد مكان السكن، وهو عبارة عن فيلا مكونة من طبقتين وحديقة.. لافتة إلى أنه تم تطويق المكان بالكامل، ثم تمت عملية المداهمة، والقبض على المشتبه فيها بسرعة واحترافية ونجاح.

وأكدت "ج" في ختام حديثها أن "رسالتنا واحدة"، وقد قالها الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية "لن نسمح بالعبث بأمن الإمارات واستقراره، وكل من تسوّل له نفسه ارتكاب أي جريمة بحق الإمارات وسكانها من مواطنين ومقيمين وزائرين، سوف ينال جزاءه الرادع".

عشق التحدي والمغامرة
تجدر الإشارة إلى أن المنتسبة الإماراتية "س" التحقت بالعمل في القيادة العامة لشرطة أبوظبي منذ 10 سنوات، وعملت في إدارات عدة، إلى أن التحقت أخيرًا بـ "قسم الدعم الأمني"، وتعشق التحدي والمغامرة والعمل الميداني، وهي أم لثلاثة أبناء، أكبرهم يدرس الطيران، والثاني يدرس هندسة الطيران. أما الثالث فهو في المدرسة الثانوية.

أما المنتسبة الإماراتية "ج" فهي فتاة في مقتبل العمر، التحقت بالعمل الشرطي في قسم الدعم الأمني في شرطة أبوظبي منذ سنة 2012، وتعتبرها نقطة فاصلة في حياتها. تعشق المغامرة والعمل الميداني وخدمة المجتمع المباشرة، وهي في صدد إتمام دراستها الجامعية.

وتعتبر "ج" أن الدعم الأمني قد لعب دورًا أساسيًا في بلوة روح الإقدام والشجاعة والعطاء لديها، ويعزز صورة ومكانة المرأة الإماراتية بوصفها قادرة على القيام بجميع المهام وبإتقان تام بجانب أخيها الرجل.
&