فيما تتواصل جهود التحالف الدولي في الحرب على تنظيم (داعش) في العراق وسوريا، عقدت إيران، الثلاثاء، مؤتمرها الخاص لنبذ العنف والتطرف بمشاركة مسؤولين وشخصيات من 40 بلدًا.


نصر المجالي: تعقد إيران، اليوم الثلاثاء، مؤتمرها الخاص لنبذ التطرف. ويشارك في المؤتمر بصفة خاصة وزراء خارجية العراق وسوريا ونيكاراغوا، اضافة الى مسؤولين دوليين سابقين منهم الرئيس الباكستاني السابق آصف علي زرداري ورئيس وزراء النرويج السابق شل ماغنه بوندويك ومساعد الرئيس التنفيذي في افغانستان محمد محقق ورئيس وزراء فرنسا السابق دومينيك دوفيلبان، الذين سيلقون كلمات في المؤتمر.

وقالت طهران إن انعقاد المؤتمر يأتي استجابة لاقتراح وجهه الرئيس روحاني خلال مشاركته في أعمال الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك القائم على إنشاء عالم خالٍ من العنف والتطرف.

ويشار إلى أنّ إيران لا تشارك في العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف الدولي المؤلف من 60 دولة ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) في العراق وسوريا، على أن معلومات تواترت عن قيام مقاتلاتها بقصف مواقع للتنظيم في العراق الأسبوع الماضي، وسط تأكيدات من واشنطن عن ذلك، ونفي إيراني أن تكون الضربات بتنسيق مع التحالف.

وفي كلمة افتتح بها فعاليات المؤتمر، اكد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن العالم الخالي من العنف يتحقق حينما تتعاون الحكومات في ما بينها وتنسق في سياساتها، ما يدفع بالتيارات المتطرفة إلى الهامش.

وقال روحاني إن حكومات المنطقة اكثر حرصاً وتفانيًا لارساء الامن ومكافحة العنف ولا ضرورة لأن يقوم اللاعبون الدوليون الذين لهم مواقفهم الخاصة بتقرير مصير شعوب المنطقة. وأضاف، أن العالم الخالي من العنف يتحقق حينما تتعاون الحكومات في ما بينها وتنسق في سياساتها، وفي هذه الحالة ستتجه التيارات المتطرفة نحو الهامش.

وأشار روحاني إلى المقترح الذي طرحه في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك العام الماضي وتمت المصادقة عليه كقرار، وقال، لقد اجتمعنا في طهران اليوم لنتغلب على الهواجس ونأمل بأن تتكلل اجراءاتنا بالنجاح.

عنف الشرق الأوسط

وأعرب الرئيس الإيراني عن اسفه للعنف الذي تشهده بعض مناطق العالم ومنها الشرق الاوسط، والذي يحصد يومياً ارواح الكثير من الاطفال والنساء والرجال، وأضاف، انه على جميع التيارات الداعمة للسلام والتفاهم أن ترفع مستوى جهودها في مكافحة العنف والتطرف إلى اعلى حد ممكن.

وأشار إلى توجه الاوروبيين بعد نزاعات طويلة نحو التعاون الاقتصادي الذي حقق لهم منجزات، وأضاف: "لحسن الحظ أن دول آسيا واميركا اللاتينية تتخذ الخطى في ظل تعاون مؤثر في هذا المسار".
ودعا روحاني دول المنطقة للتحرك في مسار التعاون والتنسيق وبسياسات منطقية نحو شرق اوسط ينعم بالامن والاستقرار.

وأكد أنّ من الطبيعي أن دول المنطقة تسعى وراء الامن والسلام ولا ضرورة لتقوم دول من خارج المنطقة بتقرير مصير المنطقة، وأضاف، أن حكومات المنطقة اكثر رغبة وحرصًا لتحقيق الاستقرار ومكافحة العنف، ولا ضرورة ليقوم اللاعبون الدوليون الذين لهم مواقفهم الخاصة بتقرير مصير شعوب المنطقة.

تعاون حكومات المنطقة

كما اكد على ضرورة التعاون بين حكومات المنطقة لاجتثاث جذور العنف والتطرف، وأضاف، أنه على الحكومات التعاون في سياساتها حيث يمكن عبر ذلك دفع التيارات المتطرفة إلى الهامش.

ونوّه الرئيس الإيراني إلى أن الحكومة الإيرانية تدعو دومًا لإرساء الامن والاستقرار وتعاون الحكومات لاجتثاث جذور العنف، وأضاف، انه وفي ظل التعاون والتنسيق يمكن دفع تيارات مثل داعش إلى الهامش وتحرير الآلاف من النساء والرجال والاطفال من يد هذه التيارات المتطرفة، ولا حاجة في مثل هذه الظروف للاجانب وتغلغلهم في المنطقة.

ولفت روحاني إلى أنّ الدين الاسلامي الحنيف يدعو على الدوام للامن والاستقرار وهو دين الرأفة، ويؤكد على قيم كالعدالة والتعايش السلمي والسلام ويعمل على ترويج ذلك، وأضاف، أنها لحقيقة مرة ومخجلة أن يقوم الارهابيون بتدمير الاماكن المقدسة والتاريخية وممارسات مستهجنة أخرى باسم الاسلام، لأن الاسلام يعتبر قتل انسان بريء واحد بمثابة قتل الناس جميعًا.

البطالة والفقر

واعتبر روحاني عدم التنمية والبطالة والفقر والاحباط من الوصول إلى مستقبل قيم، من الارضيات الخصبة لنمو العنف، وأضاف، أن الاستعلاء والظلم والعنف وتصنيف الدول إلى صديقة وغير صديقة، من شأنها أن تؤدي إلى العنف.

وأكد أنّ "الحكومات الاستبدادية التي لا تعترف بحقوق مواطنيها ولا تجعل حقاً للجميع في سياساتها هي التي تؤدي إلى حدوث مشاكل في المنطقة"، وأضاف أن "استبداد بعض الحكام وانتهاك حرية وحقوق الانسان يؤدي إلى زرع اليأس والاحباط في نفوس الشرائح الضعيفة، كما أن للاطماع التوسعية والاحتكارات السياسية دورًا مهمًا في العنف".

وفي الختام، قال الرئيس الإيراني إنه رغم أن تاسيس منظمة الامم المتحدة يعد أحد المنجزات المهمة، وكان له الكثير من الدور والتأثير في النظام الدولي "الا أن هذه المنظمة تعد صغيرة امام مشاكل كبيرة قائمة".