يرى البعض أن هجمة الوفود الدولية الأخيرة إلى لبنان، مردها مصلحة الدول في السيطرة على لبنان ونفطه المتوقع، تحت غطاء تحييد لبنان عن صراعات المنطقة والتسريع بانتخاب رئيس للجمهورية.


بيروت: تكثر زيارات الوفود الدولية إلى لبنان وكأن آخرها بالأمس زيارة نائب وزير الدفاع الأميركي ماتيو سبنس إلى لبنان، فما الهدف من تلك الزيارات وما هي المصلحة الدولية في ذلك؟

يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ "إيلاف" إن زيارة نائب وزير الدفاع الأميركي المفاجئة أمس إلى لبنان تصب ضمن الزيارات التي تقوم بها وفود الدول الكبرى وذلك لسببين الأول هو وجود قرار دولي بإبعاد لبنان عن كل ما تتعرض له المنطقة من إرهاب، والتأكيد على حياد لبنان في هذه الفترة عن الصراعات الإقليمية.

والأمر الآخر يكمن في حض المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الوحدة وانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وعدم الاتكال على الخارج لأنه ملهي بمشاكله، إن كان أميركا أو روسيا، ويحثون بالتالي اللبنانيين على الاتكال على أنفسهم وانتخاب رئيس للجمهورية وإلا ستطول القضية.

النفط هدفها

وردًا على سؤال ما هي مصلحة كل تلك الدول من روسيا وفرنسا وأميركا من المجىء إلى لبنان للحديث عن كل تلك الأمور التي ذكرتها؟ يجيب طعمة: "دعينا لا ننس النفط المتوقع استخراجه في لبنان، لأن كل دولة تريد أن تضع يدها على نفط لبنان، ويهم كل الدول الغربية أن تكون السباقة لوضع اليد على لبنان ونفطه، ولبنان لا يقوم بأي جهود في هذا الخصوص وسيدعهم يسيطرون على نفطه.

ويلفت طعمة إلى أن الدول الكبرى يهمها أن تضع يدها على الشرق الأوسط ولبنان جزء من هذا الشرق الأوسط علمًا أن لبنان هو الوحيد ربما في المنطقة الذي لا توجد فيه صراعات عميقة، الدول الكبرى تحاول أيضًا السيطرة في سوريا والعراق، ولبنان أيضًا، والطمع بنفطه وكونه بلدًا صغيرًا فهو عرضة لأن يتم استغلاله من قبل هذه الدول الكبرى.

تدخل بالمسائل الداخلية

هذه الزيارات المتكررة من الوفود الخارجية ألا تشكل تدخلاً في المسائل الداخلية للبنان؟ يجيب طعمة :" لا شك لبنان ساحة والكل يتدخل بطريقة من الطرق، ونحن نسمح للخارج بالتدخل في مسائلنا الداخلية، بضعفنا وعدم وحدتنا وأنانيتنا نسمح لكل تلك الدول بالتدخل إن كان في مسألة السلاح، أو السياسة.

أما كيف يمكن للبنانيين أن يمنعوا هذا الأمر؟ يجيب طعمة: "يجب أن يتنازل اللبنانيون عن أنانيتهم، ويجب أن يعرف الجميع أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون مسيحيًا مقبولاً من الجميع، والقول أنه يجب أن يكون المسيحي الأقوى هو هرطقة، وعلى اللبنانيين أن يعرفوا أن الاستئثار برئاسة الجمهورية لا ينفع، نحتاج إلى وحدة وحوار لأنه لم يعد مسموحًا أن نبقى بلا رئيس للجمهورية.

نحتاج إلى وعي مسيحي بالدرجة الأولى ومن ثم وعي لبناني من أجل الحصول على رئيس للجمهورية، مع صدق مع النفس وعدم أنانية.

ضمن الدبلوماسيات

بدوره يعتبر النائب غسان مخيبر ( التيار العوني) في حديثه لـ "إيلاف" أن الزيارات الدولية التي يشهدها لبنان تدخل ضمن جو الإطار العام الذي يمكن أن نستخلص منه أنه يدخل ضمن الدبلوماسيات الغربية ولا سيما الأوروبية والاميركية وكذلك السعي لمساعدة لبنان على الاستقرار الأمني والمؤسساتي، ويلفت مخيبر إلى أنه في الشق الأمني هناك مواكبة ومساعدة لمد الجيش اللبناني والقوى الأمنية بما تحتاج إليه من أسلحة، تدافع فيها عن الأرض لا سيما في وجه "الإرهاب" الداعشي الحالي، أما على مستوى المؤسسات فهناك اهتمام في ما يمكن أن تتعاون فيه لمنع العراقيل الماثلة في انتخاب رئيس للجمهورية.

وبالتالي إعادة المؤساات واستقرارها في زمن نحن أحوج ما نكون إليه للاستقرار، والنأي بلبنان عن الأتون الذي وقعت فيه المنطقة. ولا يرى مخيبر أن تلك الزيارات تدخل في إطار التدخل بالمسائل الداخلية إنما ضمن إطار المساعدة والتدخل يكون في ما لا تقبله الدولة اللبنانية، وفي ما يخالف مصلحة الدولة.

ويلفت مخيبر إلى أنه من الداعين إلى أن تكون انتخابات رئاسة الجمهورية محض داخلية، مع رفض أي تدخل دولي إن سلبًا في عرقلتها أو إيجابًا في تسهيلها. فهذه مسؤولية النواب ورؤساء الكتل أن يخطوا الخطوات الضرورية لكي ينتخب رئيس الجمهورية في أقرب وقت ممكن.