أتى نوري المالكي إلى لبنان ليخلي سبيل ابنه أحمد، الذي يحتجز بعد العثور على 1,5 مليار دولار في حوزته. لكنه غادر سريعًا إذ تبيّن أنه مطلوب بتهمة تفجير سفارة العراق في بيروت في العام 1981.

تساءل العديدون عن سبب زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الى لبنان في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إذ كانت مفاجئة، إلتقى خلالها مسؤولين لبنانيين وأمين عام حزب الله حسن نصرالله.
تأكد لدينا
كشف نائب رئيس الجمهورية العراقية السابق، طارق الهاشمي، الثلاثاء، أن نجل المالكي محتجز في لبنان،بتهمة تهريب1,5 مليار دولار، وقد أتى ساعيًا لتخلية سبيله.
وقد دوّن الهاشمي، وهو المقيم في تركيا هربًا من تهم تتعلق بالإرهاب وجهها إليه القضاء العراقي، على صفحته الخاصة بموقع فايسبوك: "تأكد لدينا خبر قيام المدلل أحمد بن المخلوع المالكي، بتهريب 1,5 مليار دولار من أموال الفقراء والمحرومين العراقيين إلى بنوك في لبنان".
أضاف الهاشمي: "أحمد المالكي محتجز مع الأموال في لبنان، كما كتبت الحكومة اللبنانية لنظيرتها العراقية تستفسر منها عن ملابسات الفضيحة، وهذه الأموال هي مجموع رواتب 300 ألف فضائي تم الاستحواذ على رواتبهم الشهرية". وتساءل: "لماذا لم يرسل فريق عمل حتى الآن إلى بيروت لاستعادة هذه الأموال؟".
وتابع الهاشمي: "البعض يقول إن حزب الدعوة متورط أيضًا في تهريب تلك الأموال، وليس فقط عائلة المخلوع، لهذا يسكت حيدر العبادي".
ليست الأولى
وكانت تقارير قالت إن المالكي ونجله أحمد يمتلكان سيولة نقدية كبيرة في أحد مصارف لبنان، كانت تحول من العراق بواسطة شركة صرافة عراقية يديرها سيد فرحان، وإن أحمد المالكي سحب 1,5 مليار دولار من المصرف لغسله بشراء عقارات في بيروت ودبي ولندن، بحسب توجيهات ابيه.
وقالت تقارير عراقية، نقلًا عن مصادر مصرفية عراقية، إنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها أحمد المالكي بتحويل مبالغ ضخمة من العراق إلى دول أخرى.&
وأكد مصدر في مصرف إيلاف الإسلامي أن البنك الذي يعمل فيه قام بتحويل أكثر من 3 مليارات دولار لحساب أحمد المالكي وشخصيات أخرى تابعة لحزب الدعوة في بداية العام 2014، حين كان المالكي رئيسًا للوزاراء في العراق، وهو ما أكده دبلوماسي &عامل في سفارة عراقية في إحدى الدول الأوروبية، إذ قال إن مبلغ يفوق المليار دولار حوّل من العراق بواسطة مصرف إيلاف الإسلامي في البصرة إلى حساب أحمد نوري المالكي وياسر صخيل وأبورحاب، وهما صهرا المالكي، في تلك الدولة الأوروبية.
مطلوب في لبنان
إلى ذلك، قالت تقارير متقاطعة إن المالكي لم يستكمل زيارته إلى لبنان، إذ نصحه اصدقاؤه بمغادرة بيروت، بسبب وجود شكوى ضده، قد تؤدي إلى توقيفه. فقد أعلن مصدر قضائي أن المحامي طارق شندب تقدّم أمام النيابة العامة التمييزية في بيروت بشكوى جزائية بحق المالكي، مطالبًا بتوقيفه لاتهامه بالمشاركة في تفجير السفارة العراقية في بيروت، في 15 كانون الأول (ديسمبر) 1981، وهو التفجير الانتحاري الذي أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصًا، &بينهم بلقيس زوجة الشاعر الراحل نزار قباني.
وكانت عائلات الضحايا العراقيين طالبت في آب (أغسطس) الماضي السلطات اللبنانية بإعادة فتح التحقيق في الحادث.