ينتظر أن يصادق مجلس الأمن القومي البريطاني، الثلاثاء، المقبل على قرار إرسال بضع مئات من الجنود إلى العراق في كانون الثاني (يناير) المقبل للمساعدة على الحرب ضد تنظيم (داعش).


نصر المجالي: قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن مهمة الجنود ستكون تدريب القوات العراقية والكردية في محاولة لإعطاء دفعة للمعركة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وأكدت الحكومة البريطانية أكثر من مرة أن هذه المهام لها طابع تدريبي فحسب، وأنها لا تتضمن مشاركة القوات البريطانية في القتال، رغم ما أوردته صحف بريطانية بخصوص شن القوات الخاصة البريطانية عمليات في المنطقة.

ونفذت مجموعة صغيرة من الجنود البريطانيين مهام مشابهة في العراق خلال الشهور الماضية، ولكن المصادر كشفت عن أن هذه المهمة ستكون أوسع نطاقًا وأطول أمدًا.
&
مستشارون
وتوجّه عدد من المستشارين البريطانيين في الآونة الأخيرة إلى العراق، لاستطلاع آفاق هذه المهمة وأبعادها، قبل إرسال هؤلاء الجنود. ومن المتوقع أن يتمركز الجنود في نقطتين أساسيتين في ربغداد وأربيل.

وأضاف وزير الدفاع البريطاني لصحيفة (ديلي تلغراف) السبت، أنه بعد الغارات الجوية التي شنتها القوات التي تقودها الولايات المتحدة، وتشمل بريطانيا، غيّر تنظيم الدولة الإسلامية أساليبه، وتوقف عن استخدام تشكيلات كبيرة في المساحات المفتوحة. وقال "يتجهون نحو الاختباء في البلدات والقرى. هذا يعني أنه يجب أن تجتثهم قوات برية"، وأضاف "يجب أن ينفذ هذا جيش محلي، وليس جماعات غربية".

وقال إنه لم يتحدد بعد العدد الدقيق للبريطانيين الذين سيرسلون إلى العراق، لكن فريقًا من أربع فرق سيقدم التدريب في المنطقة الكردية، بينما سترسل الفرق الثلاث الأخرى إلى مواقع أقرب الى بغداد. ونقلت الصحيفة عن فالون قوله "من المهارات الأساسية التي سنساعد فيها التعامل مع خطر العبوات الناسفة بدائية الصنع، خاصة المركبات الملغومة، وهو ما لم يتدرب عليه الجيش العراقي منذ فترة".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق على إرسال أكثر من ثلاثة آلاف جندي إلى العراق. وقال القائد الأميركي الذي يشرف على جهود التحالف ضد التنظيم في الأسبوع الماضي إن الحلفاء سيرسلون نحو 1500 جندي إضافي.

قوات النخبة
يشار إلى أنه كشف النقاب في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أن قوات النخبة البريطانية "SAS" تنفذ عمليات نوعية في العراق، لاستهداف مقاتلي تنظيم (داعش).
وكانت صحيفة (ذا ميل أون صنداي) اللندنية نقلت عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية، لم تسمّها، قولها إن مروحيات عسكرية أنزلت جنود هذه القوة في مناطق عراقية، لم تكشف عنها.

وأضافت أن جنود قوات النخبة يشنون هجمات نوعية ضد التنظيم المتشدد، تحت جنح الظلام مستفيدين من عنصر المفاجأة. وحسب التقرير الصحافي، فإن عمليات الجنود البريطانيين مستمرة بشكل شبه يومي منذ أكثر من 4 أسابيع، وقد ألحقت خسائر جسيمة بمقاتلي "داعش".

وتستهدف الهجمات على وجه الخصوص خطوط الإمداد التابعة للتنظيم، ونقاط التفتيش التي يقيمها لتنفيذ عمليات السطو على السيارات في غرب العراق. يذكر في الختام، أنها كانت تلك المرة الأولى التي تكشف فيها لندن، وإن بشكل غير رسمي، عن مهمات لقواتها البرية في العراق منذ بدء التحالف الدولي شن ضربات جوية ضد التنظيم.

&