أكد شيعة عراقيون رفضهم المطلق لما يقوم به البعض من تصرفات فردية لإثارة الفتنة الطائفية من خلال الاساءة لصحابة رسول الله (ص) وسبهم، مشيرين الى أن من يقوم بهذا هم (داعشيون) ايضًا، وطالبوا الحكومة بأن تضرب بيد من حديد على من يقوم بهذه الافعال.


عبد الجبار العتابي من بغداد: استنكر مواطنون عراقيون من الطائفة الشيعية ما يقوم به البعض من سلوكيات مستهجنة لإثارة الفتنة سواء على ارض الواقع أو على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشددوا على رفضهم وبشدة للاساءة للصحابة أو استغلال مناسبة دينية من اجل ذلك، موضحين انها ممارسات طائفية ووصفوها بـ(الصبيانية الغبية المدفوعة الثمن).

وأكدوا في تصريحات لـ"إيلاف" أن السب واللعن والاساءة بأي شكل من الاشكال "تصرف أرعن مرفوض بعيد عن مبادئ الدين الاسلامي الحنيف وبعيد عن خُلق النبي محمد وآل بيته وصحبه"، مشيرين الى أن مثل هذه التصرفات السيئة "تثير الفتنة والاستفزاز في وقت يحرص العراقيون على تفادي أي ازمات".

يذكر ان صورًا نشرت على صفحات فايسبوك تمثل كتابة اسماء الثلاثة الاول من الخلفاء الراشدين والسيدة عائشة على طريق السائرين الى كربلاء لاحياء اربعينية الامام الحسين (ع)، لتدوس عليها اقدام السائرين، وهو ما اثار استهجاناً واسعًا.

ممارسات ضارة

يؤكد هيثم الطيب المحمداوي، عضو حزب انتفاضة العراق، أن هذه التصرفات رعناء ولا تمت الى الاسلام او آل الرسول بصلة.

وقال: "الشعائر الحسينية لها طقوس دينية مهذبة وهي بعيدة كل البعد عن أي شيء يمكن أن يسيء للاخرين، فهكذا كانت اخلاق الائمة عليهم السلام وتوجيهات المرجعية الدينية التي ترافق كل زيارة معروفة وتؤكد على الالتزام بالقيم الاسلامية النبيلة، وفوق كل هذا فإن هذه الزيارة تعبر عن توجه روحي ديني في الاخلاص للعبادة لله، وعليه فإن الممارسات الضارة بها شوائب لا يقبلها ذوو العقول الراشدة، وهي منبوذة من قبل العموم".

أضاف: "من يمارس طقوسه الروحية وبما لا يضر بالآخرين يسمو بأفعاله على عكس المسيء من ادائه الروحي ولعل الزيارة الاربعينية وما يرافقها من افعال تسمو بالنفس بعيدة عن التوجهات الدنيوية وقريبة من الممارسات الروحية التهذيبية، لذلك نحن نندد بمثيري الفتن ومشعلي الحرائق، والذين لا يحترمون الطقوس الدينية ولا المناسبات".

مدفوعة الثمن

يعتقد الموظف فاضل حسان أنّ وراء هذه التصرفات اجندات خارجية مدفوعة الثمن.

يقول: "ما قام به البعض سلوك فردي يدل على مدى سوء خلق هؤلاء، واعتقد كتابة ونشر ممارسات كهذه، سواء على الارض أو على فايسبوك، يساهم بالترويج لها وإن كنت اعتقد أن الرد عليها بحزم ورفضها من خلال وسائل الاعلام له فعل مؤثر".

أضاف: "يجب احترام مشاعر الآخر طالما نرجو منهم احترام عقائدنا، أنا ارى أن اغبى الاغبياء لا يمكن أن تنطلي عليه هذه الألاعيب ومن يقف خلفها من تجار حروب والمنتفعين من اثارة الفتنة الطائفية".

اثارة الفتنة

يستغرب أحمد عبد الامير عبد الحسن حدوث هذه التصرفات الآن.

وقال: "هذه تصرفات صبيانة رعناء من تافهين محسوبين علينا، وغالبيتها أيضاً مدفوعة الغرض من جهات خارجية، هؤلاء يريدون اثارة الفتنة بعد أن حمدنا الله وشكرنا أن الجميع صار ضد داعش، هؤلاء دواعش يريدون ان يبثوا الخراب بين ابناء الوطن بهذه التصرفات التي يرفضها أي مسلم عاقل".

واضاف: "انا استغرب استغلال البعض لمناسبة دينية للعبث، والمدهش ان هؤلاء ذاهبون مشيًا الى الامام الحسين سيد الشهداء، فهل يعتقدون أن الحسين يرضى بهذه الافعال وسوف يستقبل هؤلاء الطائفيين بالاحضان، بل انه عليه السلام سيلعنهم ويرفضهم لأنهم يسيئون الى الاسلام والى الحسين".

الرعاع فقط

يرى الفنان راسم منصور أن "الرعاع فقط من يفعلون ذلك".

وقال: "هذه كارثة إن كانت حقيقية، كيف يمكن لنا أن نسكت على ممارسة شاذة كهذه؟ يجب إيقاف هذه المهازل التي ترتكب بإسم شعائر الحسين".

واضاف: "هؤلاء الرعاع ممن يسيئون لصحابة رسول الله (رض) إنما يسيئون للدين الإسلامي كله والى عقيدتنا الإسلامية ناهيك عن إساءتهم للشعائر الحسينية، على الجميع أن يفهم أن أصحاب الرسول الكرام واهل بيته هم سواء، وانهم خط أحمر ولا يمكن السكوت على الإساءة لهم. فلعن الله من يفعل هذا في الدنيا والآخرة".

وتابع: "ولهؤلاء جميعا أقول نعم هناك البعض من رعاع الشيعة يشتم ويسب لأنه يعتقد بذلك أنه يواجه الاف التهم من سفلة ورعاع الطرف الآخر. مهمتنا جميعًا أن نبين الأمر كي تتم معالجته وليس الترويج. وهنا اقول أنا أنحني لكل قدم سارت نحو قباب كربلاء وهي ترتقي وتترفع عن الرد او النزول الى مستوى الآخر المتدني".

رجل دين: اغراض داعشية خبيثة

يؤكد رجل الدين الشيخ فاخر خلف على أن هذا التصرف مستهجن ومرفوض.

وقال: "أولا علي أن انقل لك حكاية للامام زين العابدين عليه السلام عن دفاع الإمام زين العابدين عليه السلام عن الخلفاء الراشدين، (ان جماعة من أهل العراق جاؤوا يريدون الإمام زين العابدين عليه السلام في المدينة المنوّرة وبعدما دخلوا عليه ذكروا أبا بكر وعمر وعثمان بسوء ونالوا منهم، فقال لهم زين العابدين : ألا تخبرونني من أنتم؟& أأنتم من المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون؟ قالوا: لا ، قال عليه السلام: "أفأنتم من الذين تبوّؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" ؟ قالوا: لا ، فقال عليه السلام : أما أنتم قد تبرّأتم من أن تكونوا من هذين الفريقين ( المهاجرون والأنصار ) . وأنا ، أشهد أنكم لستم من الذين قال الله في حقّهم ( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم...)، أخرجوا عنّي فلا بارك الله فيكم".

واضاف : مصدر هذه الحكاية هو كتاب (السنّة والشيعة أمّة واحدة / إسلام واحد واجتهادات متعدّدة) لمؤلفه العلامة السيد علي الأمين، ولا اعرف أن شيعيًا التزم بطاعة الامام زين العابدين او الائمة الاطهار يمكنه ان يقول قولاً سيئًا في صحابة رسول الله (ص)، ولا ارى من يفعل ذلك الا المعتوه أو الذي&لديه اغراض خبيثة مثل تأجيج نار الفتنة بين العراقيين، لانه يعلم جيداً ان مثل هذه المواضيع تثير الاستفزاز مهما كان الآخر حكيمًا، فلا بد ان يشعر بالاستفزاز، ولذلك الشيعة براء مما يفعل الجاهلون واصحاب الاغراض السيئة، وليعلم اخواننا ابناء المكون الآخر ان ما يقوم به هؤلاء الضالون الا لإرضاء اناس آخرين لا يريدون للعراق ان يستقر ولا للعراقيين ان يعيشوا بسلام".

وتابع: "سواء كان الامر على ارض الواقع أو على فايسبوك، او بأي وسيلة أخرى، فهو مستهجن مرفوض وعلينا أن نعمل جميعاً على رفضه واستنكاره بشدة بل ومعاقبة القائم به كائنًا من يكون ولا اتردد في أن اقول ان من يفعل هذا هو (داعشي) بغيض".

صوت من النجف: تصرفات قذرة

إلى ذلك، طالب الشاعر فارس حرام، رئيس اتحاد ادباء النجف برفع الصوت عاليًا ضد هذه التصرفات التي وصفها بالقذرة.

وقال: "إني فارس حرّام الشاعر، المولود في أسرة نجفية مسلمة شيعية، المقيم حالياً في النجف الأشرف، أدين بأقسى العبارات وأشدها فظاظة، ما أقدم عليه اليوم أو أمس نفر من الزائرين الإيرانيين الأجلاف، من حفل سباب وشتائم ضد رموز دينية اسلامية، على أرض كربلاء الحبيبة".

وتابع: "أطالب بوصفي مواطناً يخاف على بلده من استمرار هذا المسلسل الطائفي الدموي، الحكومة المدنية في كربلاء أن تفتح من فورها تحقيقاً مع هؤلاء، وتتخذ بحقهم الاجراءات القانونية كونهم يهددون السلم الأهلي في بلادنا، كما ادعو مثقفي النجف الأشرف وكربلاء ونخب العراق الثقافية والدينية والاكاديمية إلى رفع الصوت عالياً ضدّ هذه التصرفات القذرة.. أتساءل في ظل احترامي الكبير للشعب الإيراني وحضارته، وثقتي بأن هؤلاء لا يمثلون عمق العقل في هذا الشعب ورجاحته، عما إذا كانت أرض إيران قد ضاقت بهذه الأفعال لتصدرها إلينا على طبق من دماء؟"