أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الامارات حاكم دبي، أن بلاده شريك طبيعي للعراق في تحقيق أمنه واستقراره، داعيًا إلى إشراك جميع مكونات الشعب العراقي في بناء دولة عصرية قائمة على التسامح ونبذ العنف.. بينما أكد العبادي خلال اجتماعهما تطلع العراق لإقامة علاقات استراتيجية مع الامارات.

لندن: خلال اجتماع الشيخ محمد بن راشد مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في دبي الليلة الماضية، جرى التأكيد على الرغبة المشتركة لدى البلدين في توسيع التعاون في جميع المجالات، وعلى أهمية توطيد أواصر العلاقات الاخوية التي تربطهما.

وقال العبادي: "نتطلع إلى اقامة علاقات استراتيجية مع دولة الامارات وأن المودة القائمة بين الشعبين العراقي والاماراتي ستسهم في بناء علاقات تعاون مثمرة وواسعة تخدم مصالح الشعبين والبلدين وعموم المنطقة".

وشدد على أنه "توجد آفاق كبيرة للتعاون المشترك في المجالات الامنية والعسكرية والاقتصادية والتجارية، وقد لمسنا ذلك من خلال لقاءاتنا بالسادة المسؤولين في دولة الامارات الشقيقة، ومن خلال اللقاءات التي اجراها السادة الوزراء من اعضاء الوفد العراقي".

وأوضح أنّ الحكومة العراقية ومن خلال برنامجها تتجه للاعتماد على قطاع الاستثمار وتنشيطه وبدأت بخطوات جدية على طريق الاصلاح، وان الشعب العراقي بكل مكوناته ينظر إلى الحكومة بأنها تمثله وتلبي تطلعاته.

من جهته، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رغبة دولة الامارات في زيادة التعاون مع العراق، وقال: " نتطلع لاقامة علاقات متميزة حيث أن الامارات شريك طبيعي للعراق وتهمنا مصلحة الشعب العراقي ونتوقع أن يشهد العراق تقدمًا في الامن والاستقرار في الاعوام المقبلة ونحن نعمل على فتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين".

وأضاف "أن الامارات قيادة وحكومة تقف إلى جانب الشعب العراقي لإعادة بناء دولته المستقرة الآمنة بعد تمكنه من دحر الارهاب والجماعات المسلحة التي تلحق الاذى والدمار في البنية التحتية العراقية والاقتصاد والتعايش الطبيعي والاخوي بين مختلف فئات وطوائف المجتمع العراقي".

وأشار إلى"اهمية تضافر الجهود الدولية والاقليمية لمحاربة الارهاب أينما نما وترعرع وتفرغ حكومات وشعوب المنطقة إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية وخلق فرص مواتية للشباب للتعلم والعمل والاسهام بشكل فعلي في بناء مجتمعات حديثة ".

وشدد نائب رئيس دولة الامارات حاكم دبي على ضرورة اشراك جميع مكونات الشعب العراقي في بناء دولته العصرية القائمة على التسامح ونبذ الطائفية والعيش بسلام في ظل حكومة قوية جامعة وقادرة على تحقيق طموحات شعبها.. معربًا عن ثقته بقدرة الحكومة العراقية الجديدة والشعب العراقي على تجاوز التحديات والتغلب عليها وصولاً إلى تحقيق آماله وتطلعاته.

ويقوم العبادي بزيارته الرسمية هذه للامارات بناء على دعوة رسمية حيث يرافقه فيها وفد يضم وزراء الخارجية ابراهيم الجعفري والتخطيط سلمان الجميلي والثقافة فرياد راوندوزي ومستشار الامن الوطني فالح الفياض.

العبادي بحث مع رجال الاعمال استثماراتهم في العراق

كما اجتمع العبادي بعد ذلك بمقر اقامته في ابوظبي مع عدد كبير من رجال الاعمال العراقيين المقيمين في دولة الامارات، حيث جرى استعراض فرص الاستثمار المتاحة للقطاع الخاص ورجال الاعمال العراقيين والمعوقات التي تقف في طريقهم.

واستمع العبادي لآراء وملاحظات ومقترحات رجال الاعمال المستثمرين المتعلقة بالقوانين واجراءات السفر وضرورة تسهيلها واهمية توفير البيئة المناسبة لهذا القطاع الحيوي والاستفادة من الكفاءات العراقية في مجالات البناء والاعمار التي يحتاجها العراق.

واجاب رئيس الوزراء على اسئلة وملاحظات رجال الاعمال بشكل مباشر مؤكدًا أن توجه الحكومة لدعم القطاع الخاص حقيقي وجاد، وأنها تعمل بكل جدٍ لتوفير المناخات المناسبة لمشاركة القطاع الخاص في بناء العراق.

وقبل ذلك أكد العبادي خلال اجتماعه في ابو ظبي مع ولي عهد الامارة نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان امتنان بلاده لدعم الامارات لها في مواجهتها لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" ومساهمتها في اعادة اعمارها وبنائها.. مشيرًا إلى أنّ "هذه الزيارة تأتي ضمن توجه الحكومة العراقية في الانفتاح على الدول الشقيقة بما يعزز المصالح المشتركة والامن والاستقرار والتقدم لجميع شعوب ودول المنطقة". ومن جانبه، عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن "استعداد الامارات للوقوف مع الشعب العراقي في كل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره".

زيارة بعد قطيعة بين البلدين

وتدخل هذه الزيارة للامارات ضمن الجولات الحالية التي يقوم بها العبادي لدول الجوار في اطار برنامج الحكومة العراقية لتقوية العلاقات مع الدول الاقليمية والمجاورة من اجل تفعيل المواقف المشتركة في الحرب ضد الارهاب، إضافة إلى تطوير العلاقات العراقية مع هذه الدول.

وتأتي زيارة العبادي إلى الامارات اليوم بعد اسابيع من قيام وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان بزيارة إلى بغداد في 26 من الشهر الماضي وسلم خلالها العبادي دعوة رسمية لزيارة الامارات.

وتأتي زيارة العبادي هذه للامارات بعد قطيعة استمرت اشهراً، حيث كانت وزارة الخارجية الاماراتية استدعت سفيرها في بغداد عبدالله الشحي للتشاور في 18 حزيران (يونيو) الماضي في عهد حكومة نوري المالكي السابقة وأعربت له "عن بالغ قلقها من إستمرار السياسات الاقصائية والطائفية والمهمشة لمكونات أساسية من الشعب العراقي ". ورأت أن "هذا النهج يساهم في تأجيج الأوضاع ويكرس مسارًا سياسيًا يعزز من الإحتقان السياسي والنزيف الأمني على الساحة العراقية".

وفي 22 من الشهر الماضي دعا التحالف الشيعي العراقي دولة الامارات إلى العدول عن ادراجها لمليشيات عراقية شيعية مسلحة على قائمتها للارهاب والاعتذار عن اتهاماتها لها التي وصفها بالباطلة معتبرًا أن قرارها تدخل سافر في الشؤون الداخلية العراقية وسابقة خطيرة.. مؤكدًا رغبة العراق الجادة في تطوير العلاقات مع الامارات والارتقاء بها على جميع الصُعُد.

وأدرجت دولة الامارات منتصف الشهر الماضي 5 مليشيات عراقية مسلحة ضمن قائمتها للارهاب التي شملت 83 منظمة متطرفة.. والعراقية منها هي : منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب لواء اليوم الموعود وجماعة انصار الاسلام الكردية.

وقد عرفت المنظمات الاربع الاولى بعلاقاتها الوثيقة مع ايران التي اشرفت على تشكيلها وتسليحها وتمويلها بالمال والسلاح وتوجيهها للقيام بعمليات خارج سيطرة الدولة تنفيذًا لأهدافها في السيطرة على الاوضاع العراقية لصالح المتعاونين معها والمنفذين لسياساتها في هذا البلد. وقال مجلس الوزراء الاماراتي إن اصداره لقائمة الارهاب هذه يأتي "تطبيقًا لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014 بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية".