قدرات مالية بلا حدود يتم استثمارها في الرياضة والمحصلة مكانة عالمية .. تلك هي المعادلة البسيطة التي نجح القطريون في العمل بها لفرض إسم قطر على الساحة العالمية خلال السنوات الماضية، وكانت المحصلة أن أحداً لم يعد يسأل .. "أين تقع قطر؟" بل أصبح السؤال.. متى تأتي قطر للإستثمار في بلدنا ؟ صحيح أن الرياضة هي الوجه الأشهر والأسهل والنافذة الذهبية لتحقيق الشهرة العالمية، ولكن طموح قطر يتجاوز ذلك بكثير ليقتحم مجالات الرياضة والطاقة والإقتصاد وغيرها، وتبلغ قيمة الصندوق السيادي القطري أكثر من 100 مليار دولار، وهو ذراعها الاستثمارية في الخارج.


سالم شرقي من دبي: نشرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأميركية تقريراً موسعاً عن قطر تحت عنوان "بلد صغير.. لكنه لاعب كبير"، جاء فيه "لم يحدث في التاريخ أن بلغت استثمارات بلد في العالم في مجال الرياضة العالمية ما بلغته استثمارات قطر، إنهم مصدر الإرتواء العالمي في الطاقة والرياضة، فالمعادلة بسيطة ولكنها فعالة، المال مع الرياضة يساوي شهرة عالمية تفوق كل التصورات"

صغيرة ولكن!

يبلغ عدد سكانها 282 ألفاً، أي أنها قد تحتل المرتبة 66 في ترتيب المدن الأميركية، لقد نجح هذا البلد الصغير مساحة وسكاناً في أن يقول للعالم "أنظر لي"، إسم قطر يرصع قمصان فريق برشلونة الذي يتمتع بشهرة عالمية واسعة، مقابل 40 مليون دولار في العام، وهو مبلغ يدخل الخزينة القطرية في غضون 3 ساعات لا أكثر من صادرات الغاز والنفط، كما استثمر القطريون الملايين في باريس سان جيرمان، وجعلوه بطلاً من جديد، ويرعى القطريون سباقات الخيول الأغلى والأغنى في العالم، كما نجحوا في تشييد الملاعب والأكاديميات والمستشفيات الرياضية بمقاييس عالمية.

العلي يتحدث

بدوره، تحدث صلاح بن غانم العلي وزير الشباب والرياضة القطري لأسوشيتد برس، فقال: "كانوا يسألون أين قطر؟ والآن يقولون متى تأتون للإستثمار في رياضتنا وأنديتنا، المسؤولون في كافة أنحاء العالم يقدمون لنا عروضاً للإستثمار لديهم، ونحن بدورنا نهتم بهذه العروض والفرص، نحن نفكر دائماً في فرض إسم قطر على الساحة العالمية، نريد علاقة قوية مع الدول الكبرى، نريد أن يستمع لنا العالم ويرانا بصورة جيدة.

العالم في الدوحة

حينما تبدأ مباريات مونديال 2022 لكرة القدم، ستكون قطر قد نجحت بالفعل قبل هذا التاريخ في إقامة بطولات العالم للسباحة، واليد، وألعاب القوى، والسلة، والطائرة، وغيرها من البطولات والفعاليات الرياضية، وتحقق قطر في هذه الأثناء مكاسب قد لا يراها البعض، وهي الحصول على كوادر إدارية مؤهلة للتواصل بنجاح مع العالم، وعقليات تتمتع بكافة مقومات النجاح في مجالات الاستثمار، وبنية تحتية بمواصفات عالمية، ولدى قطر ذراع إعلامية رياضية وهي "بي إن سبورت" التي تملك حقوق كافة البطولات والمسابقات العالمية، وهي لا تخص الشرق الأوسط فحسب، بل تتعلق بمناطق واسعة من العالم.

خطوات قادمة

ماذا بعد ؟ سؤال جاءت إجابته على لسان العلي، الذي قال: "لن نتوقف وليست لطموحنا حدود، لدينا خطط استثمارية طموحة، ولدينا فريق عمل يعمل على تنفيذ هذه الخطط، ربما تكون الخطوات القادمة في أميركا، أو في إنجلترا، أعتقد أننا لن نتوقف"، وفسرت الصحيفة الأميركية ذلك بقولها إن قطر ماضية في طريق الاستثمار الرياضي، وقد تكون الخطوة الكبيرة التالية ملكية أحد أندية الدوري الإنجليزي.