تسلل سبعة طالبانيين إلى مدرسة عسكرية باكستانية، وقتلوا 132 طفلًا، حتى أنهم لحقوا بهم إلى تحت المقاعد، ثم كدسوا الجثث فوق بعضها، في مشهد تقشعر له الأبدان.

ارتكبت حركة طالبان مجزرة جديدة مروعة بهجومها على مدرسة عسكرية تابعة للجيش الباكستاني في مدينة بيشاور. وأعلن الجيش الباكستاني أن عدد القتلى في المجزرة بلغ 142 قتيلاً، منهم 132 طفلاً و10 من طاقم المدرسة، وما يقارب 122 شخصاً أصيبوا بجروح مختلفة بعضها خطرة.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مسؤولين باكستانيين وصفوا الهجوم بأنه أسوأ عمل إرهابي خلال هذا العام، وقال أحدهم: "يبدو أن الهجوم رد فعل على نجاح العملية العسكرية الجارية في شمال وزيرستان".

شهادات مروعة

وأعلن الجيش الباكستاني أن جميع الأطفال الـ500 الناجين تم إنقاذهم من داخل مبنى المدرسة. وقدم عدد من هؤلاء الناجين شهادات تقشعر لها الأبدان حول الهجوم، واللحظات الأولى التي رافقت العملية الدموية التي أنهتها الشرطة بعد معركة استمرت لساعات.

وقال الطفل أحمد فراز: "اقتحم المسلحون المدرسة وهم يصرخون 'الله أكبر'، ثم تقدموا مقتحمين الفصول الدراسية، وسمعت أحد المهاجمين يصرخ بسائر المسلحين قائلاً: هناك أطفال تحت المقاعد الدراسية.. اقتلوهم".

ويضيف أحمد، بحسب شبكة سي أن أن، أنه كان في مسرح المدرسة عندما اقتحم أربعة أو خمسة مسلحين القاعة، وباشروا بإطلاق النار على جميع الموجودين في الداخل، وأصيب هو نفسه بطلقة نارية في كتفه الأيسر، "وخرج المهاجمون إلى غرفة ثانية، فجريت باتجاه البوابة وسقطت".

ووصف ناطق باسم الشرطة الباكستانية المشهد المروع الذي واجههم عند وصولهم إلى المدرسة، قائلًا: "وجدنا الأطفال مضرجين بالدماء، والجثث مكدسة فوق بعضها".

قلبي منفطر

قالت الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام: "قلبي منفطر بسبب هذا العمل الإرهابي الأحمق الذي يحدث أمامنا بدم بارد في بيشاور، الأطفال الأبرياء في مدرستهم ليس لهم شأن بفزع مثل هذا. إنني أدين هذه الأفعال البشعة والجبانة".

واضافت ملالا، التي تعرضت لإطلاق نار في رأسها من قبل مسلحي حركة طالبان منذ عامين بسبب حملاتها لتشجيع تعليم الفتيات: "إنني والملايين حول العالم نشعر بالأسى على هؤلاء الأطفال، أشقائي وشقيقاتي، لكننا لن نهزم أبدًا".

سنرد بقوة

وكشف الجيش الباكستاني أن عدد الإرهابيين الذين دخلوا المدرسة 7 أشخاص يحملون أسلحة وموادَّ متفجرة، فيما بلغ عدد التفجيرات 14 تفجيرًا، ما بين متوسط وأقل من ذلك، وتم قتل جميع الإرهابيين.

وأشار المتحدث باسم الجيش الباكستاني إلى أن هدف الإرهابيين لم يكن احتجاز رهائن، "بل كان يهدف إلى قتل أكبر عدد من الأطفال والعاملين في المدرسة، ما أدى إلى وقوع أسوأ مجزرة تشهدها باكستان خلال السنوات الأخيرة. أضاف: "عدد الطلاب والعاملين في المدرسة يبلغ 1100 تم قتل 142 منهم وإصابة نحو 122 وتم إنقاذ البقية بعد نحو 8 ساعات، تبادل فيها رجال الأمن إطلاق النار مع الإرهابيين"، مشيرًا إلى أن الوضع كان صعبًا جدًا، بوجود عدد كبير من الأطفال داخل المدرسة.

وأكد المتحدث أن الجيش الباكستاني سيردّ بقوة على الجماعات الإرهابية التي تسببت في هذه المذبحة، وسينتقم للضحايا وسيحاسبهم على كل قطرة دم سقطت في يوم الثلاثاء الأسود.

وقالت وسائل إعلام باكستانية إن المسلحين الذين قال العديد من الطلبة إنهم كانوا يتحدثون مع بعضهم بلغة أجنبية تمكنوا من التسلل عبر إجراءات الأمن المشددة في المدرسة، لأنهم كانوا يرتدون زي الجيش الباكستاني.

ليشعروا بالألم

وأعلن محمد خراساني، المتحدث باسم طالبان، أنه قد وقع الاختيار على مدرسة تابعة للجيش، "لأن الحكومة تستهدف عائلاتنا، ونريد أن يشعر الجيش بالألم ذاته". وتوعدت حركة طالبان باكستان بتصعيد هجماتها رداً على عملية رئيسية للجيش ضد المسلحين في المناطق القبلية.

ويرى محللون سياسيون أنه رغم الحملات ضد الجماعات الإرهابية إلا أن الجيش منذ فترة طويلة ظلّ متساهلاً مع المتشددين، مشيرين إلى أن المذبحة الأخيرة التي وقعت في مدرسة تابعة للجيش، ويدرس فيها أبناء ضباط، قد تدفع القوات المسلحة إلى القيام بحملات مكثفة ضد المسلحين والردّ عليهم بقسوة.