هيلاري كلينتون ضد جيب بوش، متنافسان متحدران من عائلتين تطمحان إلى تبادل حكم الولايات المتحدة، لتعود إلى الحكم الأسري، كما كانت أيام البريطانيين قبل 240 عامًا.


إعداد عبد الاله مجيد: في العام 1774، انفصل الكونغرس القاري، الذي اصبح لاحقًا الهيئة الحاكمة للولايات المتحدة، عن بريطانيا لينهي بذلك حكم آل هانوفر. وبعد أكثر من 240 عامًا، تقف الولايات المتحدة على حافة العودة إلى الحكم الأسري باعلان جيب بوش شقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش، ونجل الرئيس الأسبق جورج اتش دبليو بوش نيته في الانتقال مثلهما إلى البيت الأبيض.

ثالث آل بوش

وبذلك، يمكن أن يصبح جمهوري تكساسي وثيق الصلة بصناعة النفط ثالث رئيس اميركي من العائلة نفسها في غضون 27 عامًا. وفي خطوة أخرى نحو الحكم الأسري، يبدو أن هيلاري كلينتون التي تولى زوجها بيل الرئاسة بين العامين 1993 و2000 هي المنافسة الأوفر حظًا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في العام 2016.

وتتقدم هيلاري كلينتون قائمة المرشحين للفوز بالرئاسة الاميركية، يليها جيب بوش ثانيًا بين المتنافسين من الحزبين على السواء. وفي حال فوز أي منهما في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، سيكون فرد من آل كلينتون أو آل بوش سيد البيت الأبيض أو سيدته على امتداد السنوات الاحدى والثلاثين الماضية باستثناء الأعوام الثمانية لولاية أوباما.

عودة إلى العائلية

وكان جيب بوش (61 عامًا) أعلن الثلاثاء على تويتر أنه "يستطلع امكانية الترشح لرئاسة الولايات المتحدة". وارتبطت تغريدة بوش بصفحة على فايسبوك أشار فيها إلى كل الموضوعات ذات الصلة، وهي النَسَب والمستقبل والقدرات القيادية والثراء المادي، وبالطبع حب الولايات المتحدة.

ويأمل المعارضون لعودة الولايات المتحدة إلى الحكم الأسري بعد 240 عامًا على فك الارتباط بالعاهل البريطاني الذي يحكم بالوراثة، أن يكرر التاريخ ما حدث في العام 2008، عندما كان فوز هيلاري بترشيح الحزب الديمقراطي في حكم المفروغ منه قبل أن ينتزعه منها سناتور مغمور من الينوي اسمه باراك أوباما.

ويراهن هؤلاء على رهط من المرشحين لدى الحزبين يمكن أن يكسروا حلقة دوران الرئاسة بين آل بوش وآل كلينتون، كما اشار موقع هفنغتون بوست مستعرضًا أهم الأسماء المرشحة لإنهاء تداول الرئاسة الاميركية بين آل بوش وآل كلينتون.&

أسماء جمهورية

من الجمهوريين، هناك كريس كريستي، حاكم ولاية نيو جرسي الذي ما زال يضمر طموحات رئاسية رغم الفضائح التي لاحقته طيلة الشطر الأعظم من العام 2014. لكن الطموح شيء وفوزه بترشيح الحزب الجمهوري شيء آخر تمامًا.

الأسم الجمهوري الآخر الذي يمكن أن ينافس جيب بوش هو راند بول، المعارض لتدخل الحكومة في ادارة الاقتصاد، بعد أن اصبحت معارضة مثل هذا التدخل السمة المميزة للحزب الجمهوري. ويحظى بول، عضو مجلس الشيوخ من ولاية كنتكاكي، بتأييد واسع بين الناخبين الجمهوريين الشباب، ويرى محللون انه يمكن أن يقود حزبه المأزوم باتجاه جديد.

ويسوق مراقبون اسم ميت رومني، رغم فشله في محاولتين متتاليتين للفوز بالرئاسة. وقد يكون رومني مرشحًا لخسارة ثالثة ولكن بعض الجمهوريين يريدون عودته لخوض انتخابات 2016 وكذلك يريد عودته العديد من الديمقراطيين، على ما يُفترض، بوصفه خير ضمانة لفوز مرشحهم.

أسماء ديمقراطية

من الديمقراطيين الذين يمكن أن يشكلوا تحديًا جديًا لفرص هيلاري كلينتون هناك اليزابيث وارن. فإن الولايات المتحدة اصبحت جاهزة لانتخاب امرأة إلى البيت الأبيض، وفي حال تعثر حملة هيلاري يمكن أن تفوز وارن بترشيح الحزب. وتقف وارن على يسار الحزب، فهي تكره المصارف الكبيرة وتمثل قطيعة مع الشركات الكبرى التي تربط آل كلينتون علاقة وثيقة بها.

الاسم الثاني الذي يتردد في اوساط الديمقراطيين للوقوف بوجه هيلاري هو نائب الرئيس جو بايدن، الميال إلى زلات اللسان، وليست لديه أية فرصة لوراثة أوباما في البيت الأبيض. لكن ندرة المرشحين الديمقراطيين خارج معسكر كلينتون ووارن يعني أن ترشيح بايدن جائز.

الاحتمال الديمقراطي الأخير هو جون كيري، الذي خسر انتخابات 2004 امام جورج بوش. لكن غالبية المراقبين يستبعدون أن يكون هناك ما يغري كيري بتجريب حظه مرة ثانية، لا سيما وانه امضى العامين الماضيين على متن طائرة محاولاً ايجاد حلول لمشاكل العالم، بقدر محدود من النجاح.