قال رئيس الوزراء العراقي إن حكومته تسعى لإعادة بلاده الى عمقها العربي موجهاً دعوة لكل المعارضين العراقيين في الخارج للعودة الى بلدهم .. فيما اكد نظيره الاردني عدم السماح لأي معارض عراقي أو جهة اعلامية عراقية بالعمل ضد العراق انطلاقًا من الاردن.

&
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني عبد الله النسور في بغداد اليوم، انهما اتفقا على أن امن البلدين واحد لايتجزأ، وأن مكافحة الارهاب تتطلب مواجهة وتعاون مشترك بينهما وبين كل دول المنطقة ايضًا . واشار الى أن الوضع العسكري في العراق الآن افضل بكثير مما كان عليه قبل اشهر لكنه لا يزال هناك تهديد حقيقي يمثله داعش للمنطقة كلها . واشار الى أن العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اكد له خلال اجتماعهما في عمان مؤخرًا وضع كل امكانات الاردن العسكرية تحت تصرف العراق لمحاربة داعش.
&
واشار الى أنه بحث والنسور مرور البضائع عبر حدود البلدين والعلاقات في مجالات التجارة والطاقة وتذليل العقبات التي تقف في وجه تطويرها، حيث ستقوم الوزارات المعنية في البلدين بالعمل على حل المشاكل التي تواجهها على طريق تمتين علاقات العراق مع كل دول المنطقة. وشدد على أن العراق يسعى لعلاقات عربية افضل، وهو يعمل للعودة الى عمقه العربي اعتزازًا بإنتمائه العربي.
وعن نشاط معارضين عراقيين ضد حكومة بلدهم انطلاقًا من الاراضي الاردنية، قال العبادي إن في العراق معارضة الآن تهاجم وتنتقد شرط عدم عملها على اثارة النعرات الطائفية والعرقية ومحاولة تخريب النسيج العراقي. ودعا جميع المعارضين العراقيين في الخارج الى العودة للعراق، وقال "اهلاً بهم لينتقدوا من اراضي بلدهم ولينتهي هذا الملف".
&
وحول تبادل السجناء بين البلدين، اوضح انه ناقش الامر مع النسور وستتم عملية تبادل السجناء المحكومين بقضايا جنائية وليس ارهابية، لأن هؤلاء ليسوا مشمولين بالاتفاقات بين البلدين.
واضاف أنه بحث مع النسور ايضًا مد انبوب النفط العراقي عبر الاردن الى ميناء العقبة على البحر الاحمر، ومد شبكة كهربائية للبلدين يتم العمل عليها بعد تأمين الوضع الامني في محافظة الانبار، التي قال انها ومحافظة نينوى لا تزالان تشهدان حربًا ضد داعش، واكد أن النصر فيهما سيكون سريعًا ولن تطول الحرب هناك لسنوات، كما تشير بعض التوقعات.
&
وعن الازمة الاقتصادية في العراق ومشكلة العجز الذي تعاني منه موازنة العام المقبل 2015، شدد العبادي على ان العراق ليس مفلسًا وانما لديه مشكلة سيولة بسبب العمليات العسكرية ضد داعش وانخفاض اسعار النفط .. منوهًا الى انه سيتم تقليل العجز من تصدير النفط عبر شبكة التصدير التابعة لاقليم كردستان الى الخارج، ولكن من خلال الحكومة المركزية في بغداد.
&
ومن جهته، اشار النسور الى أن الاردن يقف بقوة مع العراق ومع الاصلاحات التي تنفذها حكومته التي تمثل جميع القوى البرلمانية المنتخبة من الشعب، منوهًا ان هذا رد على كل الدعم الذي قدمه العراق للاردن سابقًا والمعروف عنه جمائله على امته، وهي كبيرة، "فالعراق عائد الى امته وامة العرب عائدة الى العراق، ولا يمكن لأحد أن يغيّر هوية العراق العربية وعنفوانه العربي"، كما قال .
&
واشار الى أن الاردن جزء من التحالف الدولي ضد الارهاب، وهناك تعاون امني واستخباري مع العراق في هذا المجال .. واكد استعداد الاردن لتدريب القوات العراقية في مراكزه التدريبية المتطورة التي قال انها دربت لحد الآن 64 الف شرطي عراقي.
&
وعن نشاط معارضين عراقيين من على الاراضي الاردنية ضد حكومة بلدهم، شدد النسور على أن بلاده لا تسمح بالتشويش على حكومة العراق ودولته والاساءة لوحدته الوطنية، وقال إن حكومته لم ترخص لأي قناة فضائية تهاجم العراق انطلاقًا من الاراضي الاردنية. واشار الى وجود معارضين عراقيين في الاردن موضحًا أن موقف الاردن واضح من هذه المسألة : لا تآمر على العراق بأي شكل من الاشكال،& لا سراً ولا علنًا، ولا يسمح لأي عراقي في الاردن العمل ضد العراق.
واشار الى وجود سجناء عراقيين واردنيين في الدولتين، موضحًا أن هناك 22 اردنيًا مسجوناً في العراق&يخضعون لاتفاقات تبادل السجناء بين البلدين، ما عدا المتهمين منهم بقضايا ارهابية.
&
&
&
.. مباحثات رئيسي الحكومتين
وقد ابلغ رئيس الوزراء الاردني نظيره العراقي لدى اجتماعهما في بغداد اليوم أن عاهل الاردن الملك عبد الله حمله رسالة دعم للعراق وحكومته في مواجهة الارهاب . وأكد رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور لدى اجتماعه بنظيره العراقي حيدر العبادي في بغداد الخميس "دعم الاردن وتضامنها مع العراق في حربه ضد عصابات داعش الارهابية، وان جلالة الملك عبد الله حملنا رسالة دعم للعراق ولحكومتكم".
ومن جهته، اشار العبادي الى "اهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، اذ ان الحكومة العراقية لديها توجه باعتماد سياسة خارجية تقوم على اساس تقوية العلاقات مع دول العالم ودول الجوار وتعتمد على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي.
&
وقد بحث رئيسا الحكومتين العراقية والاردنية خلال اجتماعهما الاوضاع السياسية والامنية وآفاق تعزيز التعاون المشترك .. اضافة الى مناقشة التعاون الثنائي في مجال مكافحة الارهاب، وفي قطاعات الاقتصاد والتجارة والزراعة والصناعة والقطاعات الاخرى.&
&
وكان النسور وصل الى بغداد في وقت سابق اليوم في زيارة تستغرق يوماً واحداً يرافقه خلالها وزراء الخارجية وشؤون المغتربين ناصر الجودة،& والداخلية حسين المجالي، والصناعة والتجارة والتموين حاتم الحلواني، والزراعة عاكف الزعبي، والدولة لشؤون الاعلام الدكتور محمد المومني، والطاقة والثروة المعدنية محمد حامد، والاشغال العامة والاسكان المهندس سامي الهلسة، والنقل لينا الشبيب، اضافة الى السفير الاردني لدى العراق محمد القرعان .
&
وتهدف الزيارة الى بحث المخاطر التي يشكلها تنظيم الدولة الاسلامية على البلدين وتوسيع عمليات تبادل المعلومات الامنية وتشديد المراقبة على الحدود المشتركة انطلاقًا من كون الاردن عضواً في التحالف الدولي لمحاربة الارهاب ويمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في هذا المجال. وتأتي هذه الزيارة بعد ساعات من اعلان "داعش" مهاجمة عناصره 6 من المخافر الحدودية العراقية مع الأردن وسيطرته عليها، ثم تفخيخها وتفجيرها .
&
ويرتبط الأردن بمصالح مهمة مع العراق، حيث يستورد كميات من النفط العراقي بأسعار تفضيلية، كما يعتبر العراق من اهم مستوردي الفواكه والخضروات والسلع الاردنية الاخرى. وهناك اتفاقات لمد خط انابيب لنقل النفط العراقي حتى ميناء العقبة الاردني على البحر الأحمر وخط فرعي الى مصفاة البترول الأردنية بالزرقاء .
&
وتأتي زيارة النسور لبغداد هذه ردًا على زيارة قام بها الى عمان نظيره العراقي العبادي في 26 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، حيث اجرى مباحثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، الذي اكد تصميمه على العمل مع العراق لمواجهة الارهاب .
&