قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه من المحتمل أن يزور طهران، مشيراً إلى أن القوى العالمية الست وإيران "قريبة للغاية" من التوصل لاتفاق بشأن برنامج إيران النووي.
وخلال مؤتمره الصحافي التقليدي بمناسبة نهاية العام في الكرملين، أجاب بوتين على 53 سؤالا، خلال 3 ساعات و10 دقائق، طرحها 38 صحافيا، منهم 30 روسيًا و8 أجانب.
&
وتناول الرئيس الروسي في المؤتمر العديد من القضايا الدولية والإقليمية والداخلية، وقال: "زيارتي إلى طهران محتملة وسنقوم بالاتفاق عليها عبر القنوات الدبلوماسية في الوقت المناسب لشركائنا ولي شخصيا".
وأضاف بوتين: "لقد كنت في طهران. والتقينا مرارا، لكن أهمية الزيارة لا تكمن في الزيارة نفسها. ففي حال زيارتي إلى طهران سنقوم أنا والرئيس الإيراني باتخاذ بعض الإجراءات؟ أما مجرد اللقاء مع الرئيس، فقد التقيته عدة مرات وسنواصل& الحفاظ على الاتصالات".
&
ووفقا لأقواله، فإن رأى الجانبان الحاجة إلى زيارة مستقلة، فلن تكون هناك قيود تمنع ذلك أو ضغوط خارجية. وأكد بوتين تنفيذ اتفاق بناء محطة الطاقة النووية. وأشار إلى التوقيع على عقود جديدة لاستمرار العمل المشترك.
ووفقا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إننا على وشك حل الملف النووي الإيراني. وقال إن طهران تبدي الكثير من المرونة في حل القضية النووية الإيرانية.
&
أوكرانيا&
ومن جانب آخر، قال الرئيس الروسي إن أزمة أوكرانيا يجب أن تحل بأسرع وقت ممكن وإن هدف موسكو هو إعادة الوحدة السياسية لأوكرانيا. وأضاف أنه يتعين على أوكرانيا احترام كل أقاليمها إذا كانت تريد السلام.
وذكر أن روسيا أشد إصرارًا على حماية مصالحها وأن الولايات المتحدة تثير تهديدات لبلاده.
&
وأشار إلى أن روسيا لم تحتل أي دول أخرى وأن لها قاعدتين عسكريتين فقط في الخارج في حين أن للولايات المتحدة قواعد عسكرية في كل أنحاء العالم.
وأكد بوتين أن الاستقرار في روسيا لن يتحقق إلا إذا كانت الدولة تتمتع بدعم شعبها وقال إنه يشعر بهذا الدعم.
&
وقال "الاستقرار يستند إلى دعم الشعب الروسي ولا يوجد أساس أقوى من ذلك. ونحن نحظى بهذا الدعم في الأساس لسياستنا الخارجية والداخلية".
&
حشد صحافي&
وشارك في المؤتمر الصحافي السنوي الكبير، وهو العاشر من نوعه خلال فترات رئاسة بوتين حشد كبير من الصحافيين الروس والأجانب.&
&
وكان بوتين قد بدأ عقد المؤتمرات الصحافية السنوية الكبيرة في عام 2001. وأجاب الرئيس الروسي العام الماضي على 52 سؤالا خلال 4 ساعات و5 دقائق. وطرحت الأسئلة من قبل 42 صحافيا روسيا وأجنبيا من 5 مجلات، و15 قناة تلفزيونية، و10 وكالات، و18 صحيفة، وإذاعة واحدة.
وشغلت القضية الأوكرانية الحيز الأكبر من المؤتمر حينها. كما أجاب الرئيس الروسي&على الأسئلة المتعلقة بنشر منظومات الصواريخ الروسية "إسكندر" على الحدود. وتحدث عن مخططات الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة ضد إيران. كما وعد بوتين النظر في مسألة إلغاء تأشيرات الدخول لجورجيا. ونفى التكهنات حول نية روسيا إرسال قواتها إلى شبه جزيرة القرم.
&
وكان المؤتمر الصحافي الكبير في عام 2008، قياسيا من حيث مدته، فقد استغرق 4 ساعات و40 دقيقة، أجاب بوتين خلالها على 106 أسئلة.
&
ابرز محطات المؤتمر&
وفي الآتي أبرز القضايا التي وردت في المؤتمر الصحافي: &
ـ&قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في&مؤتمره الصحفي المنعقد حاليا في المركز التجاري الدولي في مدينة موسكو عاصمة روسيا، باستعراض نتائج عمله في العام المنصرم.
ـ وعما إذا قرر مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2018، أجاب بوتين أن هذا يتوقف على نتائج العمل. يجب أن أعمل لصالح المواطنين على أن أتخذ قراري وفقا لنتائج العمل ورأي المجتمع.
ـ وحول هبوط أسعار النفط وتأثيره على العلاقات مع إيران، يقول بوتين: يقول البعض إن هناك تواطؤا بين السعودية والولايات المتحدة. وقد يكون الأمر هكذا أو لا يكون. وقد يكون هذا صراع منتجي النفط التقليدي مع منتجي النفط الصخري. ولا نستطيع أن نجزم بأن هذا صحيح. وإذا بقيت أسعار النفط منخفضة إلى هذا الحد فسوف تتوقف الشركات عن الاستثمار في الصناعة النفطية، فترتفع أسعار النفط ارتفاعا يضر بالدول المتقدمة. ونبحث عن إمكانيات لتنويع التعاون مع إيران، ونسعى إلى تنفيذ الاتفاقيات الموقعة.
&
ـ يقول بوتين في رد له على سؤال عن "مقربين" من رئيس الدولة: لا يوجد أي مقربين مني، لكنني أتعامل مع كل المحيطين بي تعاملا وديا.
ـ حول ارتفاع شعبيته، يقول بوتين الذي فاز بلقب شخصية العام 2014: لا أفكر في كيفية الحفاظ على الشعبية المرتفعة، وإنما أواصل العمل.. وآمل أن يستمر أسلوب العمل الذي أتبعه في تحقيق النتائج للبلاد.
ـ حول مشاركة البلدان السلافية في تطبيق "عقوبات" على روسيا، يقول بوتين إنها خاضعة للضغوط الشديدة، لكن شعوب هذه البلدان تطمح طموحاً لا يُقهر بالوحدة الروحية والثقافية.
&
ـ حول العلاقات مع جورجيا، يقول بوتين: يجب الوصول إلى اتفاق مع الموجودين داخل جورجيا وليس مع أمثال سآكاشفيلي الذي اضطر لأن يهرب من بلاده .. اتصالاتنا مع المسؤولين في جورجيا قليلة، لا سيما وأن الصراع السياسي الداخلي هناك مستمر. لكننا سمحنا ببيع السلع الجورجية في روسيا، مرحبين بقرار جورجيا عدم عرقلة انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية. ونحن مستعدون للسير في هذا الاتجاه.
&
ـ حول علاقات روسيا مع الصين، يقول بوتين: تتمثل مهمتنا الرئيسية في تنويع العلاقات التجارية والاقتصادية. ونسير بنجاح في هذا الاتجاه. ونتعاون في استكشاف الفضاء وصناعة الطائرات وفي عدد كامل من المجالات الأخرى. ونتعاون تعاونا وثيقا في الساحة الدولية.
ـ حول زيارته إلى تركيا مؤخرا، يقول بوتين إن رئيس الوزراء التركي أردوغان كشف له أن تركيا تتعرض للضغوط لجهة الانضمام إلى الحظر على روسيا.. يتطابق الكثير من مصالحنا مع مصالح تركيا. لا يمكن حل هذه المسائل بدون مشاركة تركيا. لهذا نرى أنه لنا مصلحة في التعاون.
ـ عن سوق السلع الغذائية، يقول بوتين: لا يجوز طرد أحد من السوق، لكننا سنساعد المواطنين على توطيد مواقعهم في السوق.
&
ـ عن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يباشر العمل في بداية العام المقبل، يقول بوتين إن الخروج من أية أزمة اقتصادية أمر سهل عندما تتضافر الجهود.
ـ حول المناورات العسكرية وتطوير القوات المسلحة الروسية، يقول بوتين: لا نهاجم أحدا، لكننا ازددنا صرامة إزاء انتهاك مصالحنا.
لنا قاعدتان بالخارج في قرغيزيا وطاجيكستان، في حين توجد القواعد العسكرية الأميركية في كل أنحاء العالم. من حقنا أن نختار الأساليب المناسبة لحفظ أمننا.
ـ لسنا بصدد استعادة الأموال التي هربت من روسيا، نحن بصدد إضفاء الشرعية على الأموال التي يتم تسجيلها في الوطن.
&
ـ يقول بوتين ردا على سؤال عن احتمال قلب نظام الحكم في روسيا: لا يمكن أن يتعرض قصر الكرملين قصر الرئاسة الروسية، لأي انقلاب، فهناك حراسة جيدة. وفي الحقيقة يكمن الأمن في تأييد الشعب لحكام بلاده.
ـ عن أولمبياد سوتشي يقول بوتين: حققنا كل ما أردنا تحقيقه.. انتهى الأولمبياد على خلفية الانقلاب (في أوكرانيا)، لكن لا ذنب لنا.. نحن راضون عن الأولمبياد.
&
ـ ويقول بوتين في رد له على سؤال عما إذا كان يشعر بالمسؤولية عن استئناف الحديث حول "طابور خامس"، الحديث الذي يشق المجتمع: "لا أشعر بأية مسؤولية. إن أفعالي تهدف إلى رص صف المجتمع وليس شقه".
ـ يعود أحد الصحافيين ويسأل بوتين عن الوضع في سوق العملات وهل يمكن أن يتم تخفيض قيمة العملة الروسية (الروبل)، فيقول بوتين، في إشارة إلى تخفيض قيمة العملة: "هذا ما فعله الأوكرانيون، لكن لم يسفر هذا عن نتائج.. لا نخطط لإصدار أية أوامر وفرض أية قيود".
ـ وعن توقيع اتفاقيات تصدير الغاز الروسي إلى الصين وتركيا، يقول بوتين: ما نفعله الآن تم التخطيط له في وقت سابق. ونعمل ببساطة على تنفيذ الخطط.
وفي ما يخص الدول الأوروبية، "يمكن أن نمد خط أنابيب الغاز إلى صربيا ومقدونيا عبر اليونان ثم إلى النمسا إذا شاء الأوروبيون هذا".
&
ـ حول موقف الدول الغربية، يقول بوتين: قالوا لنا بعد سقوط جدار برلين إن حلف شمال الأطلسي لن يتوسع شرقا. غير أنه توسع ويواصل توسعه. أظن أن موقفنا من الأزمة الأوكرانية والأزمات الأخرى أفهم الغربيين أنه حان الوقت لوقف أعمال بناء الجدران وبدء العمل لإنشاء مجال أمني واقتصادي واحد.
ـ وعن أسباب الأزمة الأوكرانية، يقول بوتين إن مدينة كييف عاصمة أوكرانيا شهدت انقلابا. ورفضه قسم من البلاد، فبدأ مَن وصلوا إلى السلطة عن طريق الانقلاب يستخدمون الجيش. والآن يحاولون حل الأزمة بمساعدة الحصار الاقتصادي.
ـ ويعبر بوتين عن اعتقاده بأن هذا الطريق لن يؤدي إلى حل الأزمة. وعن استعادة روسيا شبه جزيرة القرم يقول بوتين: نحن ندافع عن حقنا في السيادة والوجود.
&ـ ردّ بوتين على أسئلة الصحافيين قائلا: يمكن أن يستمر هذا الوضع خلال عامين، لكن يمكن أن يبدأ الوضع بالتحسن في العام المقبل.
&ـ تترك عوامل خارجية كأسعار النفط والغاز أثرها على الوضع. لكننا عملنا كثيرا لتنويع النشاط الاقتصادي. وتقوم الحكومة والبنك المركزي بالإجراءات المناسبة. وسوف نسدّد كل التزاماتنا استنادا إلى احتياطات مالية ارتفعت إلى 8.4 تريليون روبل.
ـ نما الناتج المحلي الإجمالي خلال 10 أشهر بنسبة 0.7 في المائة. وبلغ فائض الميزان التجاري 148.4 مليار دولار. ونما الإنتاج الصناعي بنسبة 1.7 في المائة. وستحقق الموازنة العامة فائضا بالرغم من الوضع المالي الصعب.
&