يبيع داعش المازوت، الذي يستخرجه من آبار النفط التي يسيطر عليها، في السوق السورية الداخلية، فتجده في مناطق النظام والمعارضة على السواء.


إيلاف - متابعة: من أهم موارد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا المال الذي يحصل عليه من استثماره، ولو البدائي، لحقول النفط التي دخلت تحت سيطرته ونفوذه، لوجودها في مناطق سورية اجتاحها عناصره.

فداعش يحكم سيطرته على نحو 60 بالمائة من آبار النفط السورية، التي يزيد إنتاجها على 180 ألف برميل يوميًا، بينما تسيطر قوات الحماية الكردية على غالبية آبار النفط المتبقية في شمال شرق سوريا.

إلى السوق المحلية
ومع بعض الصعوبة التي تعتري تصديره خارجيًا، يجد "مازوت داعش" طريقه إلى السوق السورية الداخلية المتعطشة إلى المحروقات، بسبب عجز النظام السوري عن تأمين احتياجاته منه.

وبحسب "الشرق الأوسط"، تشهد المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة النظام انتشارًا واسعًا لعمليات تسويق منظمة، تؤمّن المازوت المستخرج من آبار النفط التي استولى عليها داعش، وتوصيلها عبر شبكات توزيع تتولى عملية بيعها، من خلال منافذ خاصة على الطرق السريعة ومداخل المدن الكبرى.

تتعدد أشكال تسويق المازوت الداعشي بين الشراء المباشر عن البسطات التي تبيع "الغالونات"، وبين مراكز توزيع تحوي خزانات متوسطة الحجم تزود تجار آخرين ينقلون المازوت إلى مناطق أخرى لبيعه فيها.

متوافر في مناطق النظام
ونقلت الصحيفة عن مصدر "دمشقي" قوله: "في الوقت الذي يندر فيه المازوت بمحطات الوقود النظامية داخل العاصمة، يتوافر مازوت داعش بشكل واسع على أوتوستراد دمشق - حمص، وأوتوستراد دمشق – السويداء".

أضاف: "سعر ليتر المازوت بلغ 120 ليرة سورية، وهو السعر الذي أقرّته الحكومة على خلفية غلاء أسعار المحروقات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حين خصصت مستويين لثمن المازوت، الأول 80 ليرة سورية لليتر المدعوم المخصص للأسر السورية، بكميات تبلغ 200 ليتر للأسرة الواحدة، والثاني 120 ليرة، وهو سعر المازوت الحر، ويباع في المحطات للمنشآت الصناعية وسيارات النقل".

أرخص في مناطق المعارضة
وقال المصدر للشرق الأوسط إن انتشار أماكن بيع المازوت بشكل علني، وعلى مرأى من النظام صار مألوفًا، "فالنظام لا يبدي أي اعتراض على عكس ما يقوم به حيال المهرّبين الذين يقومون ببيع المازوت النظامي المدعوم المخصص للأهالي في السوق السوداء". ويؤكد أن سيارات النقل الكبيرة تتولى مهمة توصيل مازوت داعش إلى المناطق المتعددة تعبر الحواجز النظامية من دون اعتراضها.

لا تقتصر عمليات بيع مازوت داعش على مناطق النظام في دمشق والسويداء واللاذقية وحماه وإدلب، بل في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة أيضًا، حيث يباع بـ 90 ليرة سورية في مناطق المعارضة، في حلب وريفها، بدلًا من 120 ليرة.

ووجد سكان حلب وريفها في المازوت الداعشي بديلًا للتدفئة ولتأمين نار الطهي عن مخصصاتهم من الوقود، التي حرمهم منها النظام، كعقوبة فرضها على المناطق الخارجة عن سيطرته.

ومازوت كردي أيضًا
ولا تقتصر عمليات تغذية السوق السورية على مازوت داعش، بل كان للمازوت المستخرج من حقول رميلان، الواقعة تحت إدارة المناطق الكردية، دوره أيضًا في تغذية سوق الحسكة. هناك، فرضت الإدارة الذاتية بيع المازوت بسعر 30 ليرة فقط لليتر الواحد، وتتولى إدارة المناطق الكردية عملية تزويد سوق ريف الحسكة الجنوبي والشمالي، إضافة إلى القامشلي وباقي المناطق الواقعة تحت سيطرتها بمادة المازوت المستخرج أيضًا بطرق بدائية وعشوائية.

ويعتقد أن ثمة صفقات سرية يقوم بها وسطاء يشترون المازوت من داعش، ويؤمنون عمليات توصيله وبيعه في مناطق سيطرة النظام وبالتعاون معه، وفق ما يقول ناشطون سوريون.

وبحسب الشرق الأوسط، تبقى المشكلة الأكبر في استخدام مازوت داعش بأنه يشكل خطرًا بيئيًا وصحيًا كبيرًا، إذ ظهرت أمراض الطفح الجلدي على العاملين بتماس مباشر مع المادة، عدا عن أخطار استخدامه من قبل السكان الذين يعتمدونه للتدفئة.
&