ردت روسيا بغضب على توقيع الرئيس الأميركي على قانون "دعم حرية أوكرانيا"، الذي ينص على إمكانية فرض عقوبات جديدة، وقالت إنه قد يقوض التعاون بين البلدين لأمد طويل.

نصر المجالي: أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن وزيرها سيرغي لافروف وجه التحذير، الجمعة، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري، بادر الأخير إلى إجرائها لمناقشة الوضع في أوكرانيا ومشكلة التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما اعلن أنه وقّع، يوم أمس الخميس، تشريعًا جديدًا يتعلق بالعقوبات على روسيا وافق عليه الكونغرس، لكنه لن يستخدم التشريع الآن في فرض عقوبات جديدة على موسكو.
&وقال أوباما في بيان: "ستواصل إدارتي العمل عن كثب مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وعلى الصعيد الدولي للرد على التطورات في أوكرانيا".

وأضاف "سنبقى مستعدين للتراجع عن العقوبات إذا اتخذت روسيا الخطوات اللازمة". وأوضح أوباما أن الحديث يدور عما وصفه بتنفيذ موسكو لاتفاقات مينسك بشأن وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في جنوب شرق أوكرانيا.

موقف الاتحاد الأوروبي

إلى ذلك، دعا الرئيس الجديد للاتحاد الأوروبي إلى استعادة الثقة في قدرة الأوروبيين على مواجهة روسيا وأن يضع استراتيجية "طويلة الامد تمتد لعدة سنوات" تجاه موسكو. وعقب انتهاء القمة الأوروبية في بروكسل، الخميس، قال دونالد تاسك إنه يتوجب على الاتحاد الاوروبي اتخاذ "موقف موحد" تجاه الأزمة في أوكرانيا.

وقال إن زعماء الاتحاد أظهروا توحدًا أكثر من أي وقت مضى تجاه التدخل الروسي في أوكرانيا. وشدد تاسك أن يكون للاتحاد الاوروبي "موقف موحد" في الازمة الاوكرانية وتجاه روسيا، مجدداً التأكيد على أن روسيا هي حاليًا "مشكلة أوروبا الاستراتيجية".

وأضاف "يجب ان نعيد ثقتنا بنفسنا كأوروبيين وأن نعي قوتنا الذاتية". وتبنى الاتحاد عقوبات جديدة تستهدف شبه جزيرة القرم تعبيرًا عن معارضة ما سماه "الضم غير المشروع" لشبه الجزيرة الاوكرانية من قبل روسيا.

والعقوبات بشأن القرم تشكل توسيعًا لسلسلة عقوبات محددة سابقة فرضت على القرم واقرها الاتحاد الاوروبي في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو).

لا عقوبات جديدة

ولم تتبنَّ القمة عقوبات جديدة بحق روسيا، لكن اقر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي خطة استثمار بقيمة 315 مليار يورو، اعلن عنها في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الرئيس الجديد للمفوضية الاوروبية جان كلود يونكر.

من ناحيتها، قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل إن "العقوبات ليست هدفاً بحد ذاتها. هي تفرض عندما تكون هناك اسباب لفرضها، ولكن يمكن ايضاً أن ترفع عندما لا يكون هناك سبب لتطبيقها". في المقابل، اشار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى أن الاتحاد الاوروبي يمكن أن يخفف العقوبات المفروضة على روسيا اذا ما غيرت موقفها من النزاع في اوكرانيا.

واعتبر هولاند انه "من مصلحة الجميع، اوكرانيا وروسيا واوروبا التوصل سريعًا الى حلول" للازمة. وقال توسك انه يأمل أن يرسل الاتحاد الاوروبي رسالة واضحة بأنه "مستعد لدعم اوكرانيا، بما فيه مالياً". وقدم الاتحاد الاوروبي 1.6 مليار يورو لاوكرانيا لكنه يطالب باصلاحات.

ويشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان اعتبر في مؤتمره الصحافي العالمي، الخميس، أن العقوبات الغربية المفروضة على بلاده تستهدف تقويض استقلالها، وليس معاقبتها على ضم القرم.
ودعا الاتحاد، الذي يضم 28 دولة، روسيا إلى تغيير موقفها ازاء اوكرانيا بصورة جذرية.

وبعدما اعتبر أن اوكرانيا "ضحية نوع من الاجتياح"، قال توسك يتوجب على الاوروبيين "الذهاب ابعد من رد فعل ورد دفاعي".

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني صرحت لدى وصولها للمشاركة في قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل أن على الرئيس الروسي والقادة الروس أن يفكروا جديًا في ادخال "تغيير جذري على موقفهم ازاء باقي العالم".