برلين: وجهت الأمم المتحدة نداء جديدا من أجل المساعدة الإنسانية والإنمائية لتوفير ما يزيد عن 8.4 مليار دولار من أجل مساعدة نحو 18 مليون شخص في سوريا والمنطقة في عام 2015.
&
جاء ذلك خلال إطلاق الأمم المتحدة وشركائها في برلين خطة الاستجابة الاستراتيجية في سوريا والخطة الإقليمية لمساعدة اللاجئين لعام 2015. وتضمن النداء الذي تم عرضه أمس على المانحين جوانب إنمائية رئيسة، إضافة إلى أخرى تلبي الاحتياجات الإنسانية لإنقاذ الأرواح في أكبر أزمة نزوح يشهدها العالم.
&
يتضمن النداء عنصرين رئيسيين، هما توفير الدعم لأكثر من 12 مليونا من النازحين والأشخاص المتضررين من النزاع داخل سوريا وتلبية احتياجات ملايين اللاجئين السوريين في المنطقة والبلدان والمجتمعات المحلية التي تستضفيهم.
&
وقالت فاليري أموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ ان تمويل هذه الخطة بالكامل سيساعدنا على توفير الغذاء والدواء للأطفال ووقاية الأسر من البرد ودعم من هم في أمس الحاجة إلى المساعدة ممن يعانون من الصدمة.
&
وتتناول خطة الاستجابة الاستراتيجية في سوريا لعام 2015 الاحتياجات الإنسانية الحادة داخل سوريا، وذلك بغرض توفير الحماية والمساعدة المنقذة للأرواح وتوفير سبل العيش لنحو 12.2 مليون شخص، وتتطلب تمويلا قدره 2.9 بليون دولار.
&
وتحشد المنظمات الإنسانية العاملة داخل سوريا وفي البلدان المجاورة لتعزيز عملية المعونة، حيث تمثل الخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات 2015-2016 تحولا استراتيجيا في نهج المعونة في المنطقة، اذ تجمع بين العمليات الإنسانية الطارئة ودعم المجتمعات المحلية المضيفة من خلال تدخلات طويلة الأجل ترمي إلى تعزيز القدرة على مواجهة الأزمات، بما يؤدي إلى توفير التكاليف في نهاية المطاف.
&
وتحتاج هذه الخطة تمويل قدره 5.5 مليار دولار للدعم المباشر لنحو ستة ملايين شخص، وترتكز في تخطيطها على فرضيات تقدر عدد اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا في نهاية عام 2015 بنحو 4.27 مليون لاجئ. كما ترمي الخطة إلى مساعدة ما يزيد على مليون شخص ممن يعانون الضعف والهشاشة في المجتمعات المحلية المضيفة.
&
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس الحاجة إلى هيكل جديد للمعونة يربط دعم اللاجئين بما يجري القيام به لضمان استقرار المجتمعات التي تستضيفهم، حيث يشمل عنصر اللاجئين في هذه الخطة بنود المعونة الغذائية والمأوى والإغاثة وتوزيع المبالغ النقدية لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسر المعيشية وتوفير خدمات التسجيل في ما يتعلق عنصر القدرة على مواجهة الأزمات بمساعدة ما يزيد على مليون شخص من المستضعفين في المجتمعات المحلية المتضررة ممن سيستفيدون من برامج المساعدة مع تعزيز التركيز على سبل المعيشة وخلق الفرص الاقتصادية.
&
إضافة إلى من يتلقون الدعم المباشر سيستفيد عدد إضافي قدره 20.6 مليون شخص في الأردن ولبنان ومصر من رفع كفاءة البنى التحتية والخدمات على النطاق المحلي في مجالات تشمل الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي والتدريب وبناء قدرات مقدمي الخدمات ودعم السياسات وتوفير الدعم الإداري للسلطات المحلية والوطنية. وأضاف أن الحرب في سوريا تفاقمت مما يطيل أمد الحالة الإنسانية، حيث استنفد اللاجئون والنازحون مدخراتهم ومواردهم وبلغت البلدان المضيفة حد الإنكسار.
&
وقالت جينا كاسار وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة المعاونة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ان البلدان المضيفة للاجئين السوريين تعاني من آثار عميقة على اقتصاداتها ومجتمعاتها وبناها التحتية تلك الآثار لا تهدد استقرار هذه الدول فحسب، بل تهدد أيضا استقرار المنطقة برمتها. وأضافت أن الاستجابة الإنسانية التقليدية لم تعد تكفي والمهمة التي أمامنا الآن تتطلب تصديا شاملا للأزمة يبني قدرة تلك المجتمعات المحلية والمؤسسات الحكومية على مواجهة الأزمات والتعافي من آثارها.
&
من ناحيته ناشد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم مجتمع المانحين لتقديم ما يقرب من 1.5 مليار دولار أميركي في عام 2015 لإطعام أكثر من 6.5 مليون شخص من النازحين السوريين داخل بلادهم وكذلك اللاجئين في البلدان المجاورة.
&
وقال مهند هادي منسق عملية الطوارئ الإقليمية للأزمة السورية ببرنامج الأغذية العالمي انه على مدى السنوات الأربع الماضية استطاع البرنامج تجنب وقوع أزمة غذائية بين السوريين الأكثر احتياجا.. داعيا إلى الحيلولة فى عام 2015 من دون حدوث أزمة غذائية وفي الوقت نفسه أيضا بناء قدرة السوريين على الصمود والتعامل مع التحديات التي يواجهونها وكذلك تقديم الدعم للمجتمعات المضيفة التي فتحت منازلها لاستقبالهم.
&
وأضاف هادي أمام مسؤولي الأمم المتحدة والمسؤولين الحكوميين في برلين خلال إطلاق خطط عام 2015 أن برنامج الأغذية العالمي سيقف جنبا إلى جنب مع المجتمعات المضيفة والشركاء من المنظمات غير الحكومية والوكالات الشقيقة لتلبية الاحتياجات الأكثر ضرورة للسوريين النازحين المعرضين للخطر في بلادهم أو في البلدان المجاورة.
&