يتقاطر اللاجئون على ألمانيا من كل حدب وصوب، فيواجهون مشكلة مكان السكن، إلا أنهم يلقون معاملة حسنة جدًا، حتى أن بعض رجال الشرطة يشترون لهم الطعام من مالهم الخاص.
&
ميونيخ:&تعتبر محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ نقطة التقاء يفد إليها اللاجئون بالقطارات من إيطاليا والنمسا وتشيكيا ودول أخرى. نقطة الشرطة في المحطة تكتظ باللاجئين من جنسيات مختلفة، وأمام مدخلها يبدو الوضع فوضويًا.
&
أعداد كبيرة من اللاجئين تفترش الأرض، بينما يقوم شرطي بتوزيع لفائف تحتوي على طعام وحفاضات للأطفال. فهي تعتبر أهم الأشياء المطلوبة من قبل اللاجئين.&
&
من مالهم الخاص
&
يمنح كل لاجئ على الفور 250 يورو من صندوق التبرعات في نقطة الشرطة، وهي مبادرة خاصة تبناها قائد النقطة، ليتمكن اللاجئون من شراء ما يلزمهم من طعام بعيدًا عن الإجراءات البيروقراطية المعقدة.
&
يقول ارنولد ميترر، الشرطي في المحطة: "لدينا عمل كثير هنا، فنحن نستقبل يوميا حوالى 100 لاجئ، 20% منهم من صغار السن، تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 18 سنة، يصلون في حالة إعياء شديد بسبب معاناة السفر وعدم حصولهم على الطعام الكافي، فنقوم بالاشتراك مع موظفي شؤون اللاجئين بشراء الطعام والحلويات لهم من نقودنا الخاصة، وفي الأسابيع الخمسة الماضية استقبلنا 3000 لاجئ".
&
زيادة لا تتوقف
&
في بافاريا، وصل عدد اللاجئين منذ بداية هذا العام وحتى شهر تشرين الأول (أكتوبر) 17 ألف لاجئ، ومن المتوقع أن يصل العدد بحلول نهاية السنة إلى 21 ألفًا، وهو أمر لم يحدث منذ العام 2006 عندما سجلت الولاية آنذاك رقما قياسيا بوصول 3000 لاجئ فقط إلى أراضيها.
&
أمام هذه الزيادة غير المتوقعة، تسود في الولاية حالة من الارتباك والتخبط. فتلك الزيادة يرافقها نقص حاد في عدد الموظفين، ووحدات السكن المفروض تخصيصها للاجئين، لهذا ينتقد الصحافي البافاري ميشائيل كوبيتزا في مقالاته بجريدة (تي.تست) المحلية تباطؤ الحكومة البافارية، وسلبيتها في محاولة إيجاد حل لهذه المشكلة، ويتساءل عن كيفية استقبال لبنان على سبيل المثال 800 ألف لاجئ، فيما فشلت بافاريا في زيادة أعداد اللاجئين فيها إلى بضعة آلاف رغم تقاربها في المساحة وعدد السكان مع لبنان.
&
بين الرفض والقبول
&
عدد مراكز اللجوء التي تستقبل اللاجئين في ميونيخ هي 20 مركزًا، لكنها أمام تزايد أعداد اللاجئين في الآونة الأخيرة لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة، في وقت لا تحرك فيه الحكومة البافارية ساكنًا، وتقف الأحزاب السياسية مواقف متباينة.&
&
في الوقت الذي قرر فيه زيجريد ميرهوفر، عمدة مدينة جارمش الواقعة في جنوب بافاريا من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، تحويل مقر مهجور للقوات الأميركية في المدينة إلى معسكر لاستقبال لاجئين جدد، يرفض جيرهارد شنيدر، عمدة مدينة هيمل كرون من الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري الذي يتبني مواقف متشدده تجاه المهاجرين، فكرة تحويل فندق مهجور إلى مركز لجوء يستوعب 180 فردًا، متعللًا بأن العدد كبير والفندق المهجور يقع في المنطقة الصناعية ولا يمكن تحويلة إلى سكن اجتماعي.
&
أكثرهم سوريون&
&
تقع معسكرات اللجوء في ميونيخ في أماكن مهجورة، وهي عبارة عن صالات قديمة ومواقف سيارات ومبان سكك حديد. عيون اللاجئين زائغه، ولا أحد يفهم أحد فالثقافات متعددة، والجنسيات مختلفة، واللغات متباينة، وأغلبهم يعانون من مشاكل نفسية جراء ما تعرضوا له أثناء رحلة الهروب.
&
السوريون هم النسبة الغالبة في المعسكر. ووفق مكتب شؤون اللاجئين في ميونيخ، فهم بالفعل أكثر جنسية عربية تطلب حق اللجوء في ميونيخ. يبلغ عدد المسجلين رسميا حتى الآن 5276 سوريًا، يليهم 4561 عراقيًا.
&
تقول فتاة سورية تعيش في المعسكر إنها سعيدة لأنها لم تعد تسمع أزيز الطائرات وصوت القنابل، ولم تعد ترى جثث الموتى، ورغم أنها تشعر بأن حياة اللجوء أقرب إلى حياة المنبوذين، إلا أن لديها عزيمة على قهر المعاناة.
&
لا سوء معاملة
&
رائد لاجئ سوري، لم يشعر بسوء معاملة في ميونيخ، بل أحيانًا يحصل على هدايا من متبرعين مثل الدراجة التي حصل عليها قبل يومين من أحد المتبرعين الألمان الذين يزورون المعسكر بين وقت وآخر لتلبية احتياجات اللاجئين.
&
تقول مونيكا شتاينهوزر من إدارة شؤون المهاجرين: "لم تقع في بافاريا حوادث استغلال للاجئين غير حادث تحرش جنسي واحد تورط فيه أحد الحراس، وأحيل للتحقيق فورًا، وارتكاب مثل هذه المخالفات يرجع بالدرجة الأولى إلى نقص في الكفاءة بسبب عدم إكمال التعليم أو العزلة الاجتماعية ونقص المرتبات.&