تقاطرت زيارات مسؤولين غربيين أميركيين وفرنسيين الى منطقة الحسكة السورية ، والتقوا مسؤولين في حزب الاتحاد الديمقراطي والادارة الذاتية بالتزامن مع مناقشة وزراء الاتحاد الاوروبي في بروكسل لخطة ستيفان دي مستورا الموفد الأممي إلى سوريا والتي قال معارضون سوريون عنها إنها دون أفق.

&
قال المعارض السوري كمال اللبواني إن "الصراع في سوريا له أسبابه ، ولا يمكن حله من دون معالجة هذه الأسباب" ، لكنه رأى في تصريح لـ"إيلاف" أن " الاتحاد الأوروبي يظهر عجزا واضحا في الفعل والتدخل الفاعل فهو يعاني ضغط اللاجئين ومع ذلك لا يتحرك ، ولديه الكثير من الأزمات الداخلية التي يعجز عن حلها ، فما بالك بالخارجية ، لذلك هو دوما يبحث عن الحل الأسهل ، وينتظر وصفة سحرية تحل المشكلة ، وعليه فهو يفضل احالتها للأمم المتحدة التي أثبتت فشلها وعجزها أيضا ".
&وأضاف أن "خطة ستيفان دي مستورا ليس لها أفق ، لأنها تفترض أنه لا مشكلة في سوريا سوى سوء التفاهم بين الأطراف ، فاذا جلسوا معا سيعود السلام والوئام ، والحل بهذه الطريقة سينتظر وينتظر حتى تنهك كل الأطراف ، لكن ذلك سيكون لصالح منظمات التطرف وسيفاقم مشاكل أوروبا وستضطر بعد طول تلكؤ للتدخل بجيوشها برا وجوا ، فالأمور تسير نحو حرب اقليمية موسعة . لأن العلاجات المقدمة تسمح بتفاقم وتعقيد المشاكل ، ولعنة الدم السوري ستطال الجميع عاجلا وليس آجلا".
&
وحول ما تردد من أنباء عن زيارات وفود أميركية وفرنسية الى منطقة الحسكة وكونها تشجع تجربة الأكراد وتقسيم سوريا اعتبر اللبواني أن "التقسيم غير ممكن بشكل طبيعي ، ولكن يمكن حدوث تقسيم عسكري ، أي جبهات ، الا انه بمجرد انتهاء حالة الحرب تعود الوحدة بالتدريج ، الذين يفكرون بالتقسيم هم العلويين والكورد . وقد يجربون ، ومن دون مساعدة خارجية بجيوش أجنبية لن يمكنهم ذلك ، حتى لو أجروا تهجيرا سكانيا واسعا ، مليون عربي من الجزيرة ومليون ونصف سني من الساحل ... وكما حاول البعض في لبنان وفشل ، كذلك سيفشل في سوريا بسبب التداخل السكاني والترابط الجغرافي والاقتصادي .".
&
وأضاف "هناك قرار أوروبي في دعم قيام كيان كردي في شمال سوريا ، وهذا سيتسبب بصراع مرير بين الكرد وجيرانهم ، ويزيد من النار المشتعلة ، لكن أنانية الغرب تريد اختراع صديق يقاتل عنهم التطرف عسكريا ، من دون أن يخسروا شيئا، فالدعم الغربي كما تعرفون هو مجرد وهم ولا قيمة له ، وخديعة سيشعر الكرد بمرارتها كما شعرت الثورة السورية".

خطة وليست مبادرة
من جانبه، قال عبد العزيز التمو عضو المكتب التنفيذي اتحاد الديمقراطيين السوريين في تصريح لـ"ايلاف" ان "ما يطرحه دي مستورا هو خطة وليست مبادرة ، واذا تم تطبيقها بموجب قرار من مجلس الأمن وتحت الفصل السابع هي جيدة بلا شك".
وعبّر عن اعتقاده أن النظام" لن يوافق عليها لانها ستكون بداية النهاية وتطبيق المناطق العازلة وحظر الطيران" .
وأوضح التمو" أن هذه الخطة مستوحاة من خطة السلام في البوسنة والهرسك في التسعينات و أن تجميد القتال سيكون منطلقا لحل سياسي بدأت ملامحه ربما تلوح في الأفق ".
وأكد "أنه &لم يعد أمام المجتمع الدولي من خيارات فاما ان يتحول كل السوريين الى دواعش او يتم فرض حل سياسي يبعث الطمأنينة الى السوريين".
وشدد التمو على انه لن تحل الازمة السورية دون حل سياسي والامور تزداد تعقيدا ولابد من حل سياسي من دون الأسد .
&
ورأى أن المجتمع الدولي" لابد أن يحسم خياراته اما الحل السياسي بدون الاسد وزمرته واما الامور ستسير الى المجهول وخاصة ان الضربات الجوبة الأميركية لم تفلح في مهمتها في القضاء على داعش" .
وحول امكانية تقسيم سوريا وزيارات وفود غربية نفى امكانية تحقيق ذلك، وقال " لن يكون هناك تقسيم عرقي بل سيكون هناك صوملة لسوريا ، مالم يكن هناك حلول عاجلة ، حيث كل من يملك القوة العسكرية ينشئ امارة ودولة له وتتصارع هذه القوى والامارات والبقاء للأقوى ".
&
وأنهى الأسبوع الفائت وفد أميركي برئاسة بيتر غالبريث، سفير الولايات المتحدة الأميركية السابق في كرواتيا والمساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان وثلاث شخصيات سياسية وعسكرية أميركية زيارة لـ"مقاطعة الجزيرة" (محافظة الحسكة) استمرت لعدة أيام، وذلك بعد أن عبروا الحدود من معبر سيمالكا بين شمال العراق ومحافظة الحسكة بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
&
زيارة الوفد الأميركي جاءت بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير لمدن رميلان والقامشلي ورأس العين، وعدد من جبهات القتال الأمامية لـ"الوحدات" مع "داعش" .
ونقلت وسائل إعلامية كردية عن كوشنير قوله: "أنتم تقاتلون داعش نيابةً عنا جميعاً... الوضع السوري كغيمة سوداء ضبابية وإدارتكم الذاتية الديمقراطية هي الأنسب والأصح للمنطقة، وفيها توازن لتمثيل بين جميع المكونات والطوائف، وعليكم أن توفّروا أفضل جو لتكونوا أصدقاء حميمين وأقوياء مع كردستان العراق".
&
الزيارات هذه سبقها تقاطر وفود إعلامية أوروبية وأميركية زارت "مدن مقاطعة الجزيرة"، وأجرت عشرات التقارير، منها فيلم وثائقي عرض على شاشة "بي بي سي عربية" بعنوان "جيش روج أفا" تحدّث عن إنجازات "الوحدات الكردية والإدارة الذاتية" كقوة في مواجهة التطرف. وفيلم آخر يعتزم الصحافيان البرازيليان (بهايمت وبلير) اللذان يزوران المنطقة عرضه قريباً على وسائل إعلام مختلفة.
&