أعلن قائد شرطة نيويورك مساء السبت أن عنصري الشرطة اللذين قتلا في نيويورك "تم اغتيالهما بكل بساطة" بالرصاص من دون تحذير فيما كانا جالسين في سيارتهما في بروكلين. وكان الجاني الذي لا سوابق إرهابية له انتحر على رصيف مترو، وتبدو العملية انتقامية وتأتي في إطار الاحتجاجات ضد العنصرية التي تطال السود.


واشنطن: "اغتيل" شرطيان بالرصاص بعد ظهر السبت في نيويورك داخل سيارتهما بيد شاب في الثامنة والعشرين من عمره انتحر لاحقًا، وفق ما أعلن مساء قائد شرطة نيويورك.

ووقع الهجوم في بروكلين، في حي بيدفورد ستويفيزان في الساعة 14:50 (19:50 ت غ) في غمرة تظاهرات تتكرر في المدينة بعدما قررت هيئة محلفين اخيرًا عدم ملاحقة شرطي ضالع في مقتل الاسود اريك غارنر. والجاني، الذي اسمه اسماعيل بريسنلي، اطلق النار مرارًا على الشرطيين، اللذين كانا جالسين داخل سيارتهما عبر احدى النوافذ واصابهما في راسيهما.

أوباما يدين

ودان الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد "بلا تحفظ" قتل عنصرين من الشرطة امس في نيويورك. وقال اوباما في بيان في وقت مبكر اليوم الاحد "ادين بلا تحفظ قتل ضابطي الشرطة في مدينة نيويورك".

واضاف ان "رجلين شجاعين لن يعودا هذا المساء الى احبائهما وما من تبرير لذلك"، مشيرا الى انه "هذا المساء اطلب من الناس نبذ العنف والكلمات التي تجرح واستخدام الكلمات التي تشفي".

تمهيد الكتروني

وقال قائد الشرطة بيل براتون في مؤتمر صحافي "لقد قتلا بالرصاص من دون تحذير. لقد تم اغتيالهما بكل بساطة"، موضحا ان الجاني الذي لا صلة له بالارهاب جاء من مدينة بالتيمور (300 كلم جنوب نيويورك) وقد طارده شرطيون اخرون، فيما كان يفر سيرًا قبل ان ينتحر على رصيف مترو مجاور.

واضاف براتون ان برينسلي كان نشر على المواقع الاجتماعية تعليقات معادية جدًا للشرطة، اشار فيها بحسب وسائل اعلام محلية، الى اريك غارنر والشاب الاسود مايكل براون، الذي قتل بيد الشرطة في فرغسون في ولاية ميزوري في آب/اغسطس.

الجريمة المزدوجة احدثت صدمة لدى اكبر قوة شرطة في الولايات المتحدة، التي تعرّض اثنان من عناصرها في 24 تشرين الاول/اكتوبر لهجوم شنه شخص مسلح بساطور. واصيب احد الشرطيين بجروح بالغة، وتحدث براتون يومها عن عمل ارهابي.

بدوره، ندد عمدة نيويورك الديموقراطي بيل دي بلازيو، الذي تربطه علاقات صعبة بالشرطة، مساء السبت بما اعتبره "اغتيالا يشبه عملية اعدام". ووصف مدعي الدولة في نيويورك اريك شنايدرمان ما حصل بانه "عمل عنفي شنيع"، فيما اعرب عدد كبير من عناصر الشرطة من مختلف مراكز نيويورك عن صدمتهم عبر موقع تويتر، وقدموا تعازيهم الى عائلتي الضحيتين.

ثأرًا لغارنر

واوضح براتون انها المرة السابعة منذ العام 1972 يتعرّض فيها شرطيان يعملان معًا للقتل في نيويورك. وكان الجاني اصاب ايضا بالرصاص صباح السبت صديقته السابقة في بالتيمور قبل ان يغادر الى نيويورك، بحسب براتون. ولفت قائد الشرطة الى ان برينسلي كان يستخدم على ما يبدو حساب المرأة على موقع اينستاغرام للادلاء بتعليقاته المناهضة للشرطة.

يأتي هذا الحادث في اجواء متوترة نتجت من قضية اريك غارنر، وبعد مقتل اسود آخر غير مسلح في بروكلين في 20 تشرين الثاني/نوفمبر بيد شرطي مبتدئ. وكان براتون اقر بان الضحية اكاي غورلي بريء تمامًا. وقضى اريك غارنر، وهو اب لستة اولاد، اختناقا في تموز/يوليو اثناء توقيفه في شكل عنيف من جانب الشرطة في نيويورك.

وشهدت نيويورك ومدن اميركية اخرى تظاهرات احتجاج عدة بعدما قررت هيئة محلفين عدم ملاحقة الشرطي المسؤول عن مقتل غارنر، كان آخرها مساء الجمعة. ورفض القس آل شاربتون القريب من عائلة غارنر مساء السبت اي ربط بين مقتل الشرطيين وقضية غارنر.

وقال شاربتون في بيان "تحدثت الى عائلة غارنر، وقد صدمتنا المعلومات عن موت الشرطيين في بروكلين. ان اي استخدام لاسم اريك غارنر او مايكل براون ربطا باي عنف او مقتل شرطي هو امر مرفوض، ويتناقض مع احقاق العدالة في هاتين القضيتين".&