عبّر تونسيون شاركوا الأحد في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الحاسمة لمستقبل البلاد عن توقهم إلى سرعة استكمال المرحلة الانتقالية وبناء ديمقراطية حقيقية بعد أربع سنوات على الثورة التي أطاحت في مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.


تونس: يتنافس في هذه الانتخابات الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي (69 عامًا) والباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" المعارض للاسلاميين والفائز بالانتخابات التشريعية، التي أجريت يوم 26 أكتوبر/تشرين الاول 2014.

التقدم هو الأساس
وأمام مكتب اقتراع في العاصمة تونس، قال بشير الغيلوفي "إنه يوم عظيم، أنا فخور جدًا، لأني أعيش هذه اللحظات في بلدي، واستمتع بهذه المرحلة التاريخية. لطالما حلمت بأداء هذا الحق وانتخاب الرئيس". وعبّر الغيلوفي (54 عامًا)، وهو مدير بنك، عن سروره، لأن الناخبين "يضعون لبِنات هياكل دولة ديمقراطية".

سيكون المترشح الفائز أول رئيس ينتخب بطريقة ديموقراطية وحرة في تونس، التي حكمها منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 رئيسان، هما الحبيب بورقيبة (1987/1956) ثم زين العابدين بن علي (2011/1987). ويرى بشير الغيلوفي ان "المهم أن تتقدم البلاد في مسارها الديمقراطي"، مهما كان اسم الفائز بالانتخابات الرئاسية.

وأعرب كثير من الناخبين عن إعجابهم بالتعددية غير المسبوقة للحملة الانتخابية، على الرغم من انها تميزت بخطاب حاد وبتبادل للاتهامات بين المترشحين المرزوقي وقائد السبسي.

نضج مختلف
وقال محمد البوغانمي (48 عامًا) مقدم البرامج في الاذاعة الرسمية التونسية "على رغم من النقائص وتبادل الشتائم بين المتنافسيْن، أظهر الشعب التونسي نضجا مثاليا" بعدم الانجرار الى العنف، كما حصل في دول "الربيع العربي" الأخرى. ويفترض ان ينهي انتخاب الرئيس مرحلة انتقالية صعبة تعيشها تونس منذ اربع سنوات، وشهدت خلالها البلاد أزمة سياسية حادة، وبروز تيار جهادي وتدهورًا للوضعيْن الاقتصادي والاجتماعي.

وأعربت رجاء القفصي (58 عاما)عن ارتياحها لقرب انتهاء "المرحلة الانتقالية التي كانت صعبة على التونسيين". واضافت هذه السيدة التي تعمل حرفيّة "حان الوقت للمرور الى شيء آخر، وإرساء مؤسسات (حكم) دائمة والارتقاء بالبلاد الى مستوى أفضل".

تهديد داعش
ويأمل كثير من الناخبين مثل زينوبة بوراوي (63 عاما)، التي ادلت بصوتها في مكتب اقتراع في مدينة بن عروس (جنوب العاصمة) على الانتخابات الرئاسية "لإعادة الهدوء والأمن وإنعاش الاقتصاد". وأخيرًا، أجّج المخاوف في تونس تهديد جهاديين تونسيين انضموا الى تنظيم "داعش" (التسمية الرائحة لتنظيم الدولة الاسلامية) بشن هجمات في بلادهم.

ومنذ 2011 قُتِل أكثر من 60 من عناصر الامن والجيش، كما اغتيل اثنان من قادة المعارضة العلمانية في 2013 في هجمات نسبتها السلطات الى اسلاميين متطرفين. وتسبب عدم الاستقرار السياسي والامني، الذي تعرفه تونس منذ الثورة، في عزوف المستثمرين التونسيين والاجانب عن الاستثمار، ما فاقم من تدهور الاوضاع الاقتصادية المتردية حتى منذ ما قبل الثورة.

وقال سامي العيادي، الذي يدير مصنعين في تونس العاصمة (شمال) وصفاقس (جنوب)، "عمري 60 عاما، عشت في عهد (الرئيس الراحل) الحبيب بورقيبة، وبن علي، ولم أر في حياتي مشاكل، كالتي عرفتها خلال السنوات الاربع الاخيرة". وذكر أنه عجز مرات عدة عن سداد رواتب عمال المصنعين اللذين يديرهما. وشدد على ان "انتهاء المرحلة الانتقالية أمر حاسم لمستقبل تونس. ولإنهاء المحنة" التي تعيشها البلاد.

وقال يوسف قرت، وهو طبيب، "ستقود البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة حكومة مستقرة منتخبة، ورئيس منتخب. لذلك نستطيع العمل بشكل افضل من السنوات الاخيرة".

&

&