وصف مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية شريط الفيديو، الذي تبنى فيه جهاديون تونسيون انضموا إلى "داعش" (التسمية الرائجة لتنظيم الدولة الإسلامية) اغتيال معارضيْن تونسيين في 2013 وتهديدهم بشن هجمات جديدة& في البلاد بأنه "رسالة يائسين".


تونس: قال جمعة لفرانس برس إن "شريط الفيديو هو رسالة يائسين لم ينجحوا في الميدان". وأضاف إن التجربة التونسية (في الانتقال الديمقراطي) هي نقيض للإرهابيين، لأنها تنفي مشروعهم". وجرت الأحد في تونس الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أيام من توجيه جهاديين في تنظيم "داعش" تهديدات إلى تونس، ودعوتهم التونسيين إلى مقاطعة الانتخابات.

يتنافس في هذه الانتخابات الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي (69 عامًا)، والباجي قائد السبسي، مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس"، المعارض للإسلاميين والفائز بالانتخابات التشريعية، التي أجريت يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2014.

إجهاض للإرهاب
وتبنى الجهاديون في شريط فيديو نشروه على الانترنت مساء الأربعاء الماضي اغتيال المُعارضيْن شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013، وهددوا بتنفيذ اغتيالات أخرى. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها تبني عمليتي الاغتيال، اللتين أدخلتا تونس في أزمة سياسية حادة. وانتهت الأزمة في مطلع 2014& باستقالة حكومة "الترويكا"، التي كانت تقودها حركة النهضة الإسلامية، لتحل مكانها حكومة مهدي جمعة.

وقبل ساعات من فتح مكاتب الاقتراع، قتل الجيش في منطقة حفّوز من ولاية القيروان (وسط) مسلحًا، وأوقف ثلاثة آخرين، قالت وزارة الدفاع إنهم حاولوا مهاجمة عسكريين يحرسون مدرسة داخلها "مواد انتخابية".

وقال المقدم بلحسن الوسلاتي، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع، لفرانس برس، "يقظة العناصر العسكرية وسرعة رد فعلهم مكنتهم من إحباط العملية، التي أسفرت عن مقتل مسلح، كانت بحوزته بندقية صيد، والقبض على ثلاثة مشتبه فيهم، أحدهم مصاب في يده".

آخر أشواطهم
أضاف إن عسكريًا "أصيب بجروح خفيفة في كتفه" خلال صد الهجوم. وتابع إن وزارة الداخلية فتحت تحقيقًا في الحادثة، لافتًا إلى أن "الإرهابيين لا يستعملون عادة بنادق الصيد" في هجماتهم. وفي أول رد رسمي على هذه الحادثة، قال مهدي جمعة "هي محاولات يائسة، لأنهم (المسلحون) واعُون أن اليوم هو آخر شوط لاستهداف المسار (الانتقالي)" في تونس.

وأضاف في تصريح للصحافيين، بعد قيامه بالتصويت في أحد مراكز الاقتراع في العاصمة تونس، "سننتقل من (الوضع) الانتقالي إلى الاستقرار، وستكتمل المنظومة السياسية الديمقراطية الجديدة"، داعيًا التونسيين إلى "الإقبال بكل هدوء وبكثافة على العملية الانتخابية".
&