فيما يواصل العبادي جولاته الرسمية على دول المنطقة والجوار منها خاصة، فسيتوجه إلى أنقرة الخميس المقبل في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني ضد الإرهاب وتوقيع اتفاقات لتوسيع التعاون في مختلف المجالات تتجاوز مراحل الأزمات التي مرت فيها علاقات البلدين في ولاية سلفه المالكي.. بينما تجري الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في بغداد اليوم مباحثات لتعزيز علاقات دول الاتحاد مع العراق وتقديم الدعم له في مواجهة التطورات السياسية والامنية التي يمر بها حاليًا.&

تصل الى بغداد الاثنين فيديريكا موغريني، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، لتجري مباحثات مع الرؤساء الثلاثة للجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي ومجلس النواب حيدر العبادي، اضافة الى وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، حول جملة من الملفات أبرزها تهديدات تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".&
&
&وقالت الممثلة العليا في بيان صحافي إن موغريني ستحمل إلى المسؤولين العراقيين رسالة تضامن وتأكيدات بإستعداد الاتحاد الأوروبي لتعميق العلاقة مع العراق.
&
وفي اليوم التالي الجمعة ستتوجه فيديريكا موغريني إلى أربيل، حيث ستناقش مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس وزرائه، نيجيرفان بارزاني "التحديات الرئيسية التي تواجه الاقليم وشعبه وخاصة في ما يتعلق بصد تهديدات تنظيم داعش ومواجهة الكارثة الإنسانية التي تسبب بها في نزوح حوالي المليوني عراقي من مناطقهم تحت وطأة القتال التي تشهدها".
&
وكان الاتحاد الأوروبي قدم مساعدات إنسانية للعراق بقيمة 20 مليون يورو في وقت يقوم فيه بتنفيذ مشاريع تنموية في البلاد، وهو على استعداد كما يؤكد مسؤولوه لتقديم المزيد من الدعم السياسي والإنساني والتنمية للعراق في حربه ضد التطرف والارهاب. وستقوم موغيريني قبيل مغادرة العراق بزيارة مركز للاجئين حيث ستلتقي بالعائلات والاطفال الذين يستضيفهم المركز.
&
وكان آخر لقاء جمع موغيريني بالقادة العراقيين اجتماعها على هامش المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب، الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل في الثالث من الشهر الحاري برئيس الوزراء حيدر العبادي في لقاء بحثا فيه العلاقات بين العراق ودول الاتحاد وسبل تعزيزها في جميع المجالات الى جانب بحث التطورات السياسية والامنية التي يمر بها العراق.&
&
العبادي في زيارة رسمية الى انقرة الخميس المقبل
&
ومن جهة اخرى، يقوم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الخميس المقبل، بزيارة رسمية إلى انقرة تستغرق يومين لاجراء مباحثات مع الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، ورئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، وترؤسه الجانب العراقي في الاجتماع الثاني للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
&
وقالت السفارة التركية في بغداد في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه انه في إطار الزيارة التي سيقوم بها العبادي إلى تركيا الخميس المقبل استجابة لدعوة نظيره التركي سيتم عقد الاجتماع الثاني للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين تركيا والعراق في أنقرة برئاسة مشتركة من قبل رئيسي وزراء البلدين. وأشارت إلى انه في إطار التحضيرات الأولية للاجتماع المرتقب اجتمع سوية كل من ممثلي الوزارات والمؤسسات المعنية من كلا البلدين في بغداد بتاريخ 17 و18 من الشهر الحالي برئاسة مشتركة من قبل كل من وكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سنرلي اوغلو ووكيل وزارة الخارجية العراقية نزال خير الله.
&
واضافت انه في خضم التحضيرات التي جرت للزيارة، فقد تم تداول المواضيع المتعلقة بالموافقة على مذكرات التفاهم التي وقع عليها البلدان في الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين تركيا والعراق منتصف تشرين الأول (أكتوبر) عام 2009 وسبل تنفيذها، اضافة الى مناقشة سبل تطوير التعاون الاستراتيجي بين تركيا والعراق.
&
واوضحت السفارة التركية انه من ضمن المواضيع التي سيبحثها العبادي في انقرة ستكون العلاقات الاقتصادية والتجارية والمواضيع المصرفية والاستثمار والمقاولات والنقل بما فيه الطيران المدني والتعاون بين أجهزة الشرطة ومواضيع المياه والطاقة والمساعدات الإنسانية للنازحين العراقيين والنفط والتعاون الثقافي والصعوبات التي يمكن أن يواجهها المواطنون. &
&
واشارت الى انه تم ايضًا استعراض مضامين الاتفاقيات الـ 48 الموقعة في عام 2009 من حيث التصديق والتطبيق ووضعها حيز التنفيذ، بالاضافة الى ذلك تم تبادل الآراء حول امكانية توقيع اتفاقيات جديدة في عدة مواضيع ابتداءً من الامن وصولاً الى المساعدات الانسانية، والتي من شأنها تعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.
&
وقال السفير التركي في بغداد فاروق قايمقجي بأن تركيا مستعدة لتعزيز التعاون مع العراق في جميع المجالات، وفي هذا الاطار تولي انقرة اهتماماً في تحقيق الاجتماع الثاني للمجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي التركي - العراقي، والذي سيعقد برئاسة مشتركة من كل من رئيسي وزراء البلدين. &
&
واكد أن تركيا تقف الى جانب العراق في محاربته لداعش، واشار الى أن لبلاده حجم تبادل تجاري مع العراق ما يقارب 16 مليار دولار سنويًا واكثر من 1600 شركة تركية متخصصة في مجالات الانشائية والطاقة والمصرفية والنقل تعمل في العراق. واوضح أن تركيا قامت بانشاء ثلاثة مراكز ايواء للنازحين العراقيين وتم ايضًا تسليم 700 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية للمحتاجين العراقيين.&
&
ومن جانبها، اعلنت وزارة الخارجية العراقية أن زيارة العبادي الى تركيا ستشهد عقد الاجتماع الثاني للمجلس الاعلى للتعاون الإستراتيجي بين تركيا والعراق في انقرة برئاسة مشتركة من رئيسي وزراء البلدين. وقالت في بيان انه وفي اطار التحضيرات الاولية للاجتماع المرتقب، اجتمع ممثلو الوزارات والمؤسسات المعنية في البلدين في بغداد حيث تبادلوا المواضيع المتعلقة بالموافقة على مذكرات التفاهم التي وقع عليها البلدان خلال الاجتماع الاول للمجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي بين تركيا والعراق بتاريخ الخامس عشر من تشرين الاول عام 2009 وسبل تنفيذها.
&
&كما شهد الاجتماع ايضًا تبادل الافكار حول سبل التعاون المستقبلي للمواضيع التي سيتم طرحها في الاجتماع الثاني للمجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي بين تركيا والعراق، ومنها الجوانب الاقتصادية والتجارية والمصرفية والاستثمارات والمقاولات والنقل والطيران المدني والتعاون بين اجهزة الشرطة ومواضيع المياه والطاقة والمساعدات الانسانية والنفط والتعاون الثقافي والصعوبات التي يمكن أن يواجهها المواطنون.
&
وقد اتفقت تركيا والعراق خلال مباحثات اوغلو في بغداد في السادس من الشهر الحالي على تعاون عسكري وأمني واستخباراتي ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، حيث اكد رئيسا حكومتيهما على العمل سوية لمواجهة التنظيم عسكرياً وامنيًا واستخباريًا وتفعيل الاتفاقات السابقة بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والتجارة والزراعة والثقافة.&
&
وعن الدعم التركي لبلاده في مواجهة الارهاب، اوضح العبادي أن اوغلو اكد له أن بلاده مستعدة لتقديم أي دعم مطلوب، حيث عرض مساعدات عسكرية في مجالات التسليح والتدريب وتبادل المعلومات. واشار الى امكانية تدريب تركيا لتشكيلات الحرس الوطني المزمع تشكيلها من المتطوعين في المحافظات العراقية مرحبًا بأي دعم تركي في مجالات التسليح والتدريب والتجهيز.&
&
ومن جهته، اكد اوغلو حرص بلاده على امن واستقرار العراق مؤكدًا أن هذا الاستقرار هو استقرار لتركيا الحريصة على امنه وسيادته واستقراره. واكد أن بلاده لا تفرق بين اطياف الشعب العراقية فكلها صديقة لبلاده معتبرًا العراق من اهم دول المنطقة لما يملكه من ثروات بشرية وطبيعية. واكد أن داعش يمثل تهديدًا للعراق وتركيا وقال إنهما سيتعاونان لمواجهته. واضاف ان بلاده مستعدة لدعم العراق ضد الارهاب من خلال التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية.
&
وكانت العلاقات العراقية التركية شهدت خلال السنوات الاخيرة من رئاسة نوري المالكي للحكومة العراقية السابقة توتراً بعد اتهامه لانقرة بالتدخل في الشؤون الداخلية، بالاضافة الى معارضته الاتفاق التركي مع اقليم كردستان في انشاء ومد انبوب للنفط وبيع خام الاقليم في الاسواق العالمية بمعزل عن بغداد ما عدته "تهريبًا للنفط ومخالفاً للدستور العراقي" وهددت بمقاضاة المشترين. كما كان الرئيس اردوغان قد اتهم الحكومة العراقية بالتصرف على أساس طائفي، الامر الذي دفع المالكي الى الرد عليه داعيًا اياه الى الكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة وطالبه بالاهتمام بمعالجة مشكلات بلاده.