اعتبر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الحرب ضد الإرهاب والفكر المتطرف هي حرب عسكرية على المدى القصير، وأمنية على المدى المتوسط، وأيدلوجية على المدى البعيد.

خلال لقاء مع رؤساء الحكومات السابقين، في قصر الحسينية، الأحد، تحدث الملك عبدالله الثاني عن الجهود الأردنية، وضمن إطار التحالف الدولي في محاربة الإرهاب والتصدي لخطر التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن الحرب ضد الإرهاب هي حرب داخل الإسلام بالدرجة الأولى، وعلى الدول العربية والإسلامية العمل بمنهج شمولي واستراتيجي وتشاركي للتصدي للإرهاب وتنظيماته.

ويأتي لقاء العاهل الهاشمي وهو الثاني من نوعه خلال ثلاث سنوات مع رؤساء الوزراء السابقين، في إطار نهج التواصل الدائم مع مختلف قيادات المجتمع الأردني، حيث تم تبادل وجهات النظر حيال آخر المستجدات الإقليمية والدولية، إضافة إلى عدد من القضايا الوطنية والشأن العام، ورؤية جلالته حيالها.

واعتبر الملك عبدالله الثاني أن الحرب ضد الإرهاب والفكر المتطرف هي حرب عسكرية على المدى القصير، وأمنية على المدى المتوسط، وأيدلوجية على المدى البعيد، وأن التغلب على هذا الخطر سيساعد الشعوب العربية والإسلامية للإلتفات إلى التحديات الأخرى التي تواجهها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

تحالف عربي إسلامي

وأكد أهمية بناء تحالف عربي إسلامي ضد الإرهاب، لأن الحرب ضد التنظيمات الإرهابية هي شأن عربي وإسلامي، كون التنظيمات التي تحمل هذا الفكر لن تقف عند سوريا والعراق إذا قويت شوكتها، بل ستمتد إلى مختلف الدول العربية والإسلامية والعالم.

وقال العاهل الأردني إن محاربة هذا الخطر يتطلب منهجاً فكرياً مستنيراً يستند إلى مبادىء الإسلام السمحة واعتداله وتسامحه ووسطيته، مشيراً إلى الدور الكبير الذي يمكن للأزهر الشريف القيام به، وإلى إسهام رسالة عمان والمؤتمرات الدينية التي استضافتها المملكة والمبادرات التي أطلقتها في توضيح صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها.

ولفت إلى أن التطرف لا يقتصر على دين لوحده، بل هناك تطرف في مختلف المجتمعات والأديان، بما فيها إسرائيل، ما يحتم على جميع قوى الخير في العالم التعاون في مواجهة هذا الخطر.

الأردن والتحديات&

وحول قدرة الأردن على التعامل مع التحديات الإقليمية، قال العاهل الهاشمي إن الأردن في وضع قوي بفضل قدرة جيشه العربي وأجهزته الامنية على التصدي لكل الأخطار بكل مهنية واقتدار.

وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، أوضح أن الأردن داعم لإيجاد حل سياسي للأزمة، يحفظ وحدة سوريا وينهي معاناة شعبها المستمرة منذ سنوات. وأكد على أن الأردن يدعم أمن واستقرار العراق الشقيق، وجهود الحكومة العراقية في هذا المضمار.

وعند الحديث عن الوضع في سوريا والعراق وما تعانيانه من خطر التنظيمات الإرهابية، أعاد الملك عبدالله الثاني التأكيد على ضرورة دعم العشائر التي تواجه خطر وتهديد الإرهاب في كلا البلدين

القضية الفلسطينية&

وأكد الملك عبدالله الثاني على مركزية القضية الفلسطينية، التي سيكون إيجاد حل عادل وشامل لها، مدخلاً لإيجاد حلول لمختلف التحديات في المنطقة.

كما أكد أن على الفلسطينيين والإسرائيليين العمل معاً لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ما يتطلب دعم المجتمع الدولي لهما للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حلول لمختلف القضايا العالقة، بما فيها قضايا الوضع النهائي.

وحول الشأن المحلي، أوضح الملك أن تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين ومواجهة مشكلتي الفقر والبطالة يتصدران سلم الأولويات، مؤكداً ضرورة تضافر جهود الجميع لتحسين الواقع المعيشي للمواطن وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب، الذين هم عماد مستقبل الأردن.

وشمل اللقاء رؤساء الوزراء السابقين: مضر بدران، زيد الرفاعي، أحمد عبيدات، طاهر المصري، عبدالكريم الكباريتي، علي أبوالراغب، فيصل الفايز، الدكتور عدنان بدران، الدكتور معروف البخيت، سمير الرفاعي وعون الخصاونة.

وحضر اللقاء: رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، رئيس مجلس الأعيان الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، والدكتور جعفر حسان مدير مكتب الملك.

&