أكدت هولندا خلال اجتماع وزير خارجيتها في بغداد اليوم مع الرئيس معصوم أنها عازمة على الاستمرار في دعم العراق عسكريًا وإنسانيًا في حربه ضد تنظيم "داعش".. فيما بحث الطرفان التعاون الدولي استخباريًا لتجفيف منابع الإرهاب.. فيما بحثت ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية مع العبادي الدعم الذي تقدمه دول الاتحاد للعراق في مواجهته للإرهاب.


لندن: خلال اجتماع في بغداد اليوم مع وزير خارجية هولندا بيرت كونديرس، سلط الرئيس العراقي فؤاد معصوم الضوء على مجمل الأوضاع السياسية في بلاده وتطورات الحرب ضد تنظيم داعش والجهود الدولية المساندة للعراق في حربه ضد الإرهاب.

وأشار إلى أن الإرهاب آفة عالمية تطال الجميع وهو ما يستوجب تعزيز التعاون الدولي في الجهد الاستخباري وتبادل المعلومات لتجفيف منابع الإرهاب مثمنًا دور دول الاتحاد الأوروبي بضمنها هولندا على دعمهم الكبير للعراقيين في المجالات العسكرية والانسانية من خلال غوث النازحين والمهجرين في عموم العراق، مؤكدًا ضرورة استمرار هذا الدعم.

وشدد معصوم على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وضرورة توسيعها في المجالات السياسية والإقتصادية لما فيه مصلحة شعبي البلدين الصديقين.

من جانبه، أكد الوزير الهولندي التزام بلاده بالوقوف إلى جانب العراق في حربه ضد تنظيم داعش.. مشيرًا إلى أنّ زيارته هذه تأتي لتأكيد هذا الدعم مشيداً بالانتصارات التي تحققت مؤخراً لاسيما تحرير مناطق سنجار على يد قوات البيشمركة. كما عبّر عن استعداد هولندا للمضي قدمًا في تقديم الدعم العسكري والانساني ونقل خبرات بلاده في هذه المجالات.

وكان وزير الخارجية الهولندي اجرى في اربيل امس مباحثات مع رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني تضمنت ثلاثة محاور في مقدمتها دعم قوات البيشمركة ومساعدة النازحين، بالإضافة إلى التعاون الإقتصادي بين الاقليم وهولندا.. وقال إن "زيارتنا لاربيل تضمنت دعم النازحين ومساعدتهم بجميع الوسائل والطرق الممكنة وكيفية دعم البيشمركة كونها تواجه أخطر تنظيم إرهابي في العالم.

وكان الوزير الهولندي قال في تصريحات مؤخرًا أن الدعم الهولندي لا يقتصر على العمليات العسكرية فقط انما يمتد إلى تدريب القوات الخاصة العراقية في بغداد وأربيل.

وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية منذ بداية آب (أغسطس) الماضي على مساحات واسعة من سهل نينوى بعد معارك ضارية مع قوات البيشمركة اضطرتها إلى الانسحاب منها، وأدت سيطرة التنظيم المتشدد على تلك المناطق التي تسكنها أقليات دينية من المسيحيين والايزيديين والشبك والكاكائية إلى نزوح مئات الآلاف منهم، وحدوث كارثة إنسانية كبيرة من جراء محاصرة آلاف من الايزيديين في جبال سنجار، حيث توفي المئات من النساء والأطفال وكبار السن بسبب الجوع والعطش وحرارة الجو.

يذكر ان هولندا تشارك في الحرب الدولية ضد تنظيم الدولة الاسلامية بطائرات F16 ، كما خصصت 100 مليون دولار من أجل هذه الحرب خلال عام 2014. كما تساهم في تدريب وتسليح قوات البيشمركة.
ويشن تحالف غربي عربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية غارات جوية على مواقع داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا.

الأوروبي يبحث مع العبادي مساندته ضد الإرهاب

بحثت ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية مع العبادي في بغداد الدعم الذي تقدمه دول الاتحاد للعراق لمساندته في مواجهته للإرهاب.

وقال العبادي لممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية فيديريكا موغريني "إن ماحققناه في الاشهر&الثلاثة الماضية يفوق ما خططنا له في المجالات السياسية والامنية واننا نحقق انتصارات ضد الإرهاب وعصابة داعش وأن سياستنا هي تسليح ابناء العشائر ممن يقاتلون على الارض فعلياً".. مشيرًا إلى تكثيف الجهود لملاحقة والقاء القبض على العصابات التي تستغل الاوضاع للاعتداء على المواطنين لدوافع اجرامية.

ومن جهتها، عبرت المسؤولة الاوروبية عن تهانيها "للنجاحات المتحققة في المجالين الامني والسياسي".. وأكدت استعداد الاتحاد الاوروبي لتقديم كل الدعم الذي يحتاجه العراق وحكومته لمواجهة الإرهاب واعادة البناء.

وفي وقت سابق اليوم، وصلت فيديريكا موغريني إلى بغداد لاجراء مباحثات مع الرؤساء الثلاثة للجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي ومجلس النواب حيدر العبادي اضافة إلى وزير الخارجية ابراهيم الجعفري حول جملة من الملفات أبرزها تهديدات تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

&وقالت الممثلة العليا في بيان صحافي إن موغريني ستحمل إلى المسؤولين العراقيين رسالة تضامن وتأكيدات بإستعداد الاتحاد الأوروبي لتعميق العلاقة مع العراق.

وفي اليوم التالي الجمعة ستتوجه فيديريكا موغريني إلى أربيل، حيث ستناقش مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس وزرائه، نيجيرفان بارزاني "التحديات الرئيسية التي تواجه الاقليم وشعبه وخاصة في ما يتعلق بصد تهديدات تنظيم داعش ومواجهة الكارثة الإنسانية التي تسبب بها في نزوح حوالي المليوني عراقي من مناطقهم تحت وطأة القتال التي تشهدها".

وكان الاتحاد الأوروبي قدم مساعدات إنسانية للعراق بقيمة 20 مليون يورو في وقت يقوم فيه بتنفيذ مشاريع تنموية في البلاد، وهو على استعداد كما يؤكد مسؤولوه لتقديم المزيد من الدعم السياسي والإنساني والتنمية للعراق في حربه ضد التطرف والإرهاب. وستقوم موغيريني قبيل مغادرة العراق بزيارة مركز للاجئين حيث ستلتقي بالعائلات والاطفال الذين يستضيفهم المركز.

وكان آخر لقاء جمع موغيريني بالقادة العراقيين اجتماعها على هامش المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل في الثالث من الشهر الحاري برئيس الوزراء حيدر العبادي في لقاء بحثا فيه العلاقات بين العراق ودول الاتحاد وسبل تعزيزها في جميع المجالات إلى جانب بحث التطورات السياسية والامنية التي يمر بها العراق.