أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن نهاية تنظيم "داعش" ستكون في نينوى وعاصمتها الموصل موضحا ان استراتيجية قواته تركز على تسليح أبناء المحافظات من المقاتلين الحقيقيين.. فيما شدد رئيس البرلمان سليم الجبوري على أنّ تحرير المدينة اصبح وشيكًا بعد إستعادة مناطق سنجار.

لندن: أشار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع أعضاء مجلس محافظة نينوى الشمالية (عاصمتها الموصل) وممثليها في مجلس النواب إلى أنّ "افضل رد على عصابة داعش الإرهابية هو تضافر الجهود والتعاون والابتعاد عن سياسة المحاور والتحريض والتحشيد ضد الآخر التي لاتخدم أحدا".

وشدد على ضرورة " توحيد الجهود وتطهير المحافظة وادارتها من قبل اهلها" منتقدا سياسة التحريض والتحشيد القومي او الطائفي او تحشيد محافظة ضد اخرى او ضد المركز. مؤكدا على اهمية تركيز العمل على خدمة المواطن وليس الصراع والتنازع.

وأكد القائد العام للقوات المسلحة ان العمل جار للاسراع بعملية تحرير نينوى ودعا إلى التنافس في سبيل تقديم الخدمات ومواجهة الفساد الذي يعطل جهود تقديم الخدمات ويعرقل الاستثمار مضيفا "أن اي صراع بهدف احراج الآخر بين السلطتين التنفيذية والتشريعية هو صراع عبثي يعطل الدولة ولايخدم المواطن واننا نعيش اليوم حالة وئام سياسي مع البرلمان ورئاسة الجمهورية" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي".

وأشار العبادي إلى أنّ استراتيجية الحكومة حاليا تركز على تسليح ابناء المحافظات المقاتلين الحقيقيين وقال "يهمنا النوع لا العدد ونريد مقاتلا يصمد ويهزم العدو وليس من المناسب ان نسمع ان قوة عسكرية حوصرت او هزمت فواجب المقاتلين الصمود حتى التضحية وتحقيق الانتصار".

وتطرق إلى الجهود الجارية لاعداد مسودة قانون الحرس الوطني التي ستعرض عند اكتمالها على مجلس النواب وتشرع كقانون هدفه حماية المحافظات.. مشددًا على رفضه لان "يكون الحرس الوطني على اساس قومي او مذهبي وانما على اساس حماية المحافظات وتحقيق الاستقرار والبناء حيث ان وحدة العراق لاتتحقق بالقوة مثلما تتحقق بالاختيار".

ورفض العبادي الاساءات التي توجه لمقاتلي الحشد الشعبي من المتطوعين لقتال داعش الذين تركوا عوائلهم وبيوتهم للدفاع عن الوطن وقال "لايجوز الخلط بين هؤلاء وبين من يستغلون الاوضاع للاعتداء على الاخرين" مشيدا بالانتصارات التي حققتها القوات المشتركة والبيشمركة ضد تنظيم مؤخرًا.

واضاف العبادي ان داعش استهدف الجميع : الشبك والايزيديين والكرد وانكشف زيفه وادعاءاته بالدفاع عن سنّة العراق عندما ضرب مدنهم وقتل ابناءهم موضحا ان داعش اساء للاسلام بالدرجة الاولى وجاء بكل مايخالف دين الاسلام الذي هو دين الرحمة والانسانية.

رئيس البرلمان يؤكد: تحرير الموصل بات وشيكًا

أكد رئيس مجلس النواب الدكتور الجبوري أن تحرير مدينة الموصل بات وشيكا بعد الانتصارات الاخيرة التي تحققت في سنجار واضاف خلال اجتماعه في بغداد الاثنين مع رئيس واعضاء مجلس محافظة نينوى ان التداعيات التي خلفتها احداث مدينة الموصل القت بضلالها السلبية على العديد من المدن والمحافظات وهو ما يوجب على الجميع دراسته والاستفادة من الاسباب التي ادت اليه.

وشدد على ضرورة تقوية وتدعيم النسيج الاجتماعي في محافظة نينوى مع معالجة ما خلفته تلك الاحداث لاجل ان تحافظ المدينة على ما عرفة به كمهد للتعايش الاخوي بين مختلف مكوناتها واطيافها داعيا المجلس إلى العمل على الحفاظ على تماسكة ووحدة موقفه لاجل رسم خارطة المرحلة المقبلة بعد دحر داعش والمجاميع الإرهابية.

وفيما يخص اللجنة النيابية التحقيقية في أحداث الموصل قال الجبوري إن الامر النيابي الخاص باللجنة قد صدر وانها باشرت اعمالها بالاستماع إلى افادات القادة العسكريين لافتا إلى أنّ ابواب اللجنة ستكون مفتوحة للجميع للادلاء باية معلومات يمكن ان تخدم سير التحقيق.

ومن جهته من جانبه أكد بشار الكيكي رئيس مجلس محافظة نينوى ان لدى اعضاء المجلس رؤية واضحة للتعامل مع المرحلة التي ستعقب تحرير المدينة لاجل تعويض ما خلفته الاحداث الحالية في جميع الحالات.

وقد دخلت قوات البيشمركة السبت الماضي إلى مدينة سنجار غرب الموصل بعد معارك مع "داعش" أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم بعد معارك عنيفة.. وأكد ضباط اكراد ان معنوياتهم باتت منهارة حيث بدأت مجموعات منهم منذ مساء الجمعة بالفرار نحو الشرق باتجاه الموصل والغرب باتجاه الحدود السورية.

وبدأت قوات البيشمركة الأربعاء الماضي عملية عسكرية واسعة في ناحيتي زمار وسنجار غرب الموصل بإسناد جوي من طيران التحالف الدولي وأعلنت قيادتها سيطرتها على عدد من القرى في الناحيتين وتمكنها من فك الحصار الذي فرضه "داعش" على الآلاف من النازحين في جبل سنجار قبل أكثر من أربعة أشهر.

وسيطر تنظيم داعش في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى ثاني اكبر المحافظات العراقية بعد بغداد ويسكنها اكثر من ثلاثة ملايين نسمة.. ثم سيطر التنظيم منذ بداية آب (أغسطس) الماضي على مساحات واسعة من سهل نينوى بعد معارك ضارية مع قوات البيشمركة اضطرتها إلى الانسحاب منها.

وأدت سيطرة التنظيم المتشدد على تلك المناطق التي تسكنها أقليات دينية من المسيحيين والايزيديين والشبك والكاكائية إلى نزوح مئات الآلاف منهم، وحدوث كارثة إنسانية كبيرة من جراء محاصرة آلاف من الايزيديين في جبال سنجار حيث توفي المئات من النساء والأطفال وكبار السن بسبب الجوع والعطش وحرارة الجو.