أوقفت شبكة الجزيرة التلفزيونية القطرية الاثنين بث قناة الجزيرة (مباشر مصر) من الدوحة مؤقتًا إلى حين تهيئة الظروف لعودة البث من القاهرة. وذلك بعد التقارب بين مصر وقطر بوساطة سعودية. ما يشكل فقدان داعم إعلامي أساسي لإخوان مصر.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في تطور مفاجئ، لكنه متوقع، أوقفت الحكومة القطرية بث قناة "الجزيرة مباشر مصر"، وجاء إيقاف بث القناة، استجابة لشروط المصالحة مع مصر، التي تمت برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وبذلك تكون جماعة الإخوان المسلمين تلقت ضربة قاصمة، لاسيما أن الدعم الإعلامي المقدم من قناة الجزيرة، يعتبر أعلى درجات الدعم، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي في مصر على نشاطاتها، وفعالياتها الإحتجاجية.

أعلنت قناة الجزيرة مباشر مصر، إيقاف بثها من العاصمة القطرية الدوحة، إلى حين توافر الظروف المناسبة لعودة البث من مصر. وقالت شبكة قنوات الجزيرة، في بيان لها: "انطلاقًا من نجاح التجربتين الرائدتين، الجزيرة مباشر والجزيرة مباشر مصر، ارتأت شبكة الجزيرة الإعلامية إطلاق تجربة تليفزيونية جديدة مستمدة من روحي المشروعين السابقين، ومستفيدة من طاقاتهما، في مشروع واحد هو الجزيرة مباشر العامة".

إعادة هيكلة
وتابعت: "ستحل الجزيرة مباشر العامة في بثها على ترددي الجزيرة مباشر والجزيرة مباشر مصر، التي ستتوقف عن البث مؤقتًا إلى حين تهيئة الظروف المناسبة للبث مجددًا من القاهرة، وذلك بعد استكمال التصاريح اللازمة لعودتها إلى مصر، بالتنسيق مع السلطات المصرية".

وأضافت: "ستقدم الجزيرة مباشر العامة تجربة جديدة تنقل الحدث المباشر من مختلف أنحاء العالم في الوقت نفسه الذي تتبعه بالتحليل على مدار الساعة، في صيغة تغطية خبرية متواصلة تتفق وسرعة إيقاع الأخبار في المنطقة والعالم بأسره"، مشيرة إلى أن القناة الجديدة "ستركز على التفاعل بين المشاهدين والحدث الذي يتم نقله بما يجعلها فضاء مفتوحًا للمشاهد ليعبّر، وليس فقط ليتلقى، وستعتمد خريطة البث على مقترحات المشاهدين أكثر من اعتمادها على نمط تقليدي من خرائط البث الثابتة".

وقالت المذيعة نوران سلامة في آخر نشرة إخبارية للقناة: "قدمت قناة الجزيرة مباشر مصر آخر مواجزها، اليوم، وستغلق مكتب القناة في الدوحة، سيقف البث مؤقتًا، إلى حين توافر الظروف المناسبة". وأنهت البث بعبارة: "كان هذا آخر موجز في قناة الجزيرة مباشر مصر، التي كانت تبث من الدوحة، نشكركم على حسن المتابعة في أمان الله ورعايته".

ضربة للإخوان
ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان المسلمين تلقت ضربة قاصمة، بإيقاف بث قناة "الجزيرة مباشر مصر"، التي كانت تمثل دعمًا إعلاميًا سخيًا لهم، لاسيما مع حرص القناة على متابعة الفعاليات الإحتجاجية لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي في شتى أرجاء مصر، إضافة إلى استضافة رموز وقيادات الجماعة الفارّين للخارج، سواء في قطر أو تركيا، فضلًا عن عقد لقاءات إعلامية مع أسر ضحايا فضّ إعتصامي رابعة والنهضة وضحايا باقي الأحداث، أو أسر المعتقلين في السجون.

وقال منتصر الزيات، عضو هيئة الدفاع عن الرئيس السابق محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان، إن إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر يمثل خسارة كبيرة، ليس لجماعة الإخوان فقط، بل لكل القوى المعارضة للنظام الحالي.

قنوات بديلة
وأضاف لـ"إيلاف" أن القوى السياسية الرافضة للتغيير السياسي، الذي حصل في 3 يوليو/ تموز 2013، فقدت منبرًا معبّرًا عنها، منوهًا بأن هناك بدائل ظهرت في الفترة الأخيرة يمكنها أن تعوّض غياب قناة الجزيرة.

وأوضح أن الآونة الأخيرة شهدت ظهور مجموعة من القنوات الفضائية، منها "الشرق" و"مصر الآن"، و"مكملين"، معتبرًا أن هذه القنوات سوف تحقق الإشباع الإعلامي للقوى الرافضة والمعارضة للنظام الحالي.

وحول عدم وجود أرضية لهذه القنوات، قال الزيات إن الجزيرة اكتسبت شعبية وأهمية كبيرة في الشارع المصري، بسبب مصداقيتها، مشيرًا في الوقت عينه إلى أن القنوات المذكورة استطاعت الوصول إلى قطاعات عريضة من الشعب المصري ممن لديهم الرغبة في التعبير عن أنفسهم، والتعبير عن رفضهم لسياسات النظام الحالي.

&