أكّد وزير الدفاع العراقي اليوم انه ليس أمام بلاده غير التخندق مع إيران لاقتلاع جذور الإرهاب، بينما قال نظيره الايراني ان سوريا والعراق يتعرّضان لمؤامرة اميركية صهيونية، في وقت وقّع الوزيران مذكرة تفاهم للتعاون الدفاعي.


أسامة مهدي من لندن: شدّد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني العميد حسين دهقان في طهران الثلاثاء على ضرورة التعاون بين بغداد وطهران لمواجهة الارهاب وان يکونا في خندق واحد.

واضاف ان زيارته هذه الى طهران جاءت تلبية لدعوة رسمية من نظيره الايراني وقال "اننا لبينا هذه الدعوة في فترة زمينة هامة وقد حضرنا في العديد من اللقاءات کي نشرح الوضع الأمني في العراق والمنطقة".

واشار الى ان الزيارة تأتي في اطار التوجهات الراهنة للحکومة العراقية "لأننا نرى انه يجب اقامة علاقات مع جميع دول المنطقة وبلدان الجوار کما نعتقد بأن الأمن في العراق يؤثر على الامن الاقليمي ودول الجوار".

وأوضح انه بحث مع نظيره الايراني الاوضاع في العراق والمنطقة وظروفها الامنية وتبادلا الافكار ووجهات النظر كما عرضا مقترحات حلول لبعض المشاكل والمعضلات التي تواجه البلدين والمنطقة.

واشار العبيدي الى انه نظرًا للاوضاع الخطيرة التي تشهدها المنطقة فإن اقامة العلاقات بين الحکومة العراقية والدول المجاورة الاخرى تحظى بالأهمية، وأکد ان عدو العراق وسائر دول المنطقة واحد ويهدد الجميع وهذا يشکل خطرا علي الجميع.

وشدّد وزير الدفاع العراقي في ختام تصريحاته قائلا "ليس امامنا سبيل سوى التعاون والوقوف في خندق واحد مع ايران لاجتثاث جذور الارهاب".

ومن جانبه قال وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الايرانية العميد حسن دهقان إن نظام الهيمنة يهدد أمن واستقرار المنطقة بمؤامرة شاملة ودعم تيار تكفيري صهيوني.

واضاف "المهم لنا اليوم هو الاجواء الامنية في المنطقة فنظام الهيمنة يهدد اليوم امن واستقرار المنطقة بمؤامرة شاملة ودعم تيار تكفيري صهيوني والهجوم على جبهة المقاومة المناهضة لنظام الهيمنة، وهؤلاء هم ارهابيون مرتزقة يسعون لتوفير مصالح اميركا وأمن الكيان الصهيوني".

واشار الى ان العراق وسوريا "تشهدان تحركات ارهابية مناهضة للبشرية ومن الطبيعي انه على ايران والعراق تطوير التعاون بينهما لمواجهة وإزالة هذا التهديد".

وشدد على ان الشعب والجيش والمرجعية الدينية في العراق قادرون على حل هذه المشكلة، وقال "ان تعاوننا والقضايا التي طرحناها مع وزير الدفاع العراقي خلال هذين اليومين تناولت تحليل ظروف المنطقة وتبادل وجهات النظر ورسم مستقبل آمن.

وفي ختام زيارته الى طهران التي استغرقت يومين وقع وزيرا الدفاع العراقي والايراني على مذكرة تفاهم للتعاون الدفاعي بين ايران والعراق تنص على تحديد مجالات التعاون الدفاعي بين البلدين وعلى تأكيد الجانبين على تنفيذ التفاهمات الثنائية.

الى ذلك تقرر مواصلة التعاون بين البلدين لإيجاد جيش وطني عراقي للحفاظ على سيادة العراق على اراضيه وحماية أمنه حيث سيواصل الجانبان مشاوراتهما في هذا المجال.

كما أكدا ضرورة التشاور والتواصل بهدف ضمان أمن المنطقة وقررا مواصلة المشاورات انطلاقا من ان الارهاب لا يهدد أمن العراق وحده بل يترك تأثيره على أمن المنطقة بأسرها.

شمخاني: على سنّة العراق تحرير مناطقهم بأنفسهم

وقبل ذلك، قال مسؤول ايراني كبير ان تحرير المناطق السنية في العراق من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" يجب ان يكون من قبل ابنائها السنة مشددا على تقديم بلاده دعما شاملا للعراق لاجتثاث جذور الارهاب متهما دولا من خارج المنطقة في اشارة الى واشنطن بتقديم الدعم المالي والتسليحي للتنظيم.

وقال امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني خلال اجتماعه في طهران اليوم مع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي ان بلاده حازمة في أمر تقديم الدعم الشامل للعراق لاجتثاث جذور الارهاب فيه مشددا على انه ينبغي الا يبقى حتى شبر واحد من ارض العراق تحت سيطرة الارهابيين التكفيريين.

واشار الى "الظلم الفظيع الذي يمارسه الارهابيون التكفيريون بحق السنة في العراق" وأكد "ضرورة تحرير المناطق التي يقطنها السنة من قبل الإخوة أهل السنة أنفسهم وعودة المهجرين الى ديارهم".

واضاف "ان دعم ايران للشعب العراقي في محاربة الارهاب التكفيري مرتكز على المبادئ الدينية وهي لا تفرّق بين الشيعة والسنة في مسار تنفيذ الواجب الالهي" كما نقلت عنه وكالة فارس الايرانية للانباء.
&&
وتحدث المسؤول الايراني عن التعاون الاستراتيجي والواسع بين البلدين خاصة في المجالات الدفاعية والامنية معتبرا ارساء الامن والاستقرار في العراق ودول المنطقة يشكل رغبة ومطلبًا لايران على اساس خطاب الثورة الاسلامية.

واضاف ان تطوير التعاون الاستراتيجي بين ايران والعراق ليس مقتصرا على المجال الدفاعي، وقال "سنشهد قريبا في ظل جهود الحكومتين المزيد من الازدهار في التعاون الاقتصادي الشامل بين البلدين".

واعتبر شمخاني ان ضرورة ارساء الامن المستديم في العراق تتطلب مشاركة جميع المكونات والحضور الفاعل للشعب والمراجع الدينية والاعتماد على سبل الحل الداخلية.

واكد قائلا "ان جماعة داعش اليوم في موقع الضعف وفيما لو تم قطع الدعم المالي والتسليحي الخفي عنها من جانب بعض الدول من خارج المنطقة فاننا سنشهد قريبا تحرير جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الارهابيين" في اشارة الى ما تداولته تقارير عراقية هذا الاسبوع عن رصد طائرات اميركية وهي ترمي اسلحة ومواد غذائية على مناطق تواجد مقاتلي التنظيم.

وشدّد شمخاني على ارادة ايران في مواصلة تقديم الدعم الشامل للحكومة العراقية لاجتثاث جذور الارهاب في العراق واضاف انه ينبغي الا يبقى حتى شبر واحد من ارض العراق تحت سيطرة الارهابيين التكفيريين الذين لا هدف لهم سوى إرهاب الاسلام وتدمير المصادر الانسانية والمادية للعراق.

واعتبر شمخاني ان قدرة وكفاءة الجيش والقوات الامنية العراقية في ارساء الامن تؤكد عدم الحاجة الى تدخلات دول اجنبية. ولم تتطرق الوكالة الى حديث الوزير العراقي خلال الاجتماع.

وقد زار العبيدي معرض الإنتاج الحربي لوزارة الدفاع الإيرانية واطلع على جميع مجالات تصنيع الأسلحة العسكرية الإيرانية ولمختلف الصنوف البرية والبحرية والجوية وأيضا على آخر ما توصلت إليه الصناعة الإيرانية في مجال التسليح.

كما زار مصنع إنتاج الأسلحة الحربية الخفيفة من الرشاشات والمسدسات والذخائر "وأبدى إعجابه بما توصلت إليه جمهورية إيران الإسلامية في صناعة الأسلحة وفي اعتمادها على نفسها واكتفائها الذاتي" كما قال بيان صحافي لوزارة الدفاع العراقية اطلعت عليه "إيلاف" الثلاثاء.

بحث التعاون العسكري ضد داعش

وكان وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان اكد امس خلال اجتماعه مع وزير الدفاع العراقي ان دفاع بلاده عن العراق جزء من استراتيجيتها الامنية والدفاعية في المنطقة ودعا التحالف الدولي الى التنسيق مع الحكومتين العراقية والسورية في مواجهته للارهاب، فيما اعتبر نظيره العراقي تعزيز الدعم الايراني للقوات العراقية ضرورة استراتيجية وقال ان هذا الدعم حدث تاريخي يجسّد ارادة وصدقية ايران الحقيقية".

وناقش الوزيران القضايا الثنائية والاقليمية والدولية وأكدا ضرورة تطوير التعاون العسكري بين البلدين.

واشار العميد دهقان الى "الاواصر الثقافية والاجتماعية والدينية والقومية العميقة والمتجذرة بين الشعبين".

واكد ضرورة تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري بينهما وقال "اننا نعتبر دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للجيش والقوات المسلحة العراقية جانبا من الاستراتيجية الدفاعية والامنية للبلاد في المنطقة".

من جانبه قال وزير الدفاع العراقي ان دعم ايران الشامل للعراق قد خلق شعورا ممتازا وأخويا بين افراد القوات المسلحة والحكومة والشعب العراقي تجاه الحكومة والشعب والقوات المسلحة الايرانية.

واضاف " اننا نرنو للتعاون مع البلد الصديق والشقيق ايران ونعتبر تعزيز دعم القوات المسلحة العراقية من قبل ايران ضرورة استراتيجية".

وشدد بالقول "اننا بزيارتنا لايران نؤكد ارادة ورغبة الحكومة والشعب والقوات المسلحة العراقية لتطوير العلاقات مع ايران ونعتقد بان تنمية العلاقات بين البلدين تاتي في سياق مصالح الشعبين".

واشار الوزير العراقي الى الدعم الذي تقدمه ايران في مواجهة الارهاب وقال "ان مواقف واجراءات ايران في دعمها للعراق حدث تاريخي جسد ارادة وصدقية ايران الحقيقية".

واكد ضرورة تطوير التعاون الدفاعي بين البلدين وقال: "ان العراق يناضل اليوم بضراوة على 3 جبهات وهي محاربة الارهاب ومكافحة الفساد واعادة البناء والاعمار ونحن ندعو ايران للدعم والمشاركة في هذه الجبهات الثلاث ونعقد الكثير من الامل على دورها الايجابي".

تنسيق عسكري

وكان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي قد بدأ امس الاثنين زيارة رسمية الى طهران لاجراء مباحثات مع القيادات العسكرية والسياسية في ايران تتناول التنسيق بين البلدين في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" والدعم المعلوماتي والتسليحي الذي يمكن ان تقدمه طهران لبغداد في هذه المواجهة.

وكان العبيدي بحث السبت الماضي مع السفير الإيراني في بغداد حسن دانائي العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل التصدي للتهديدات التي يتعرض لها العراق من قبل "داعش" كما بحث في السابع عشر من الشهر الماضي بوفد عسكري إيراني رفيع المستوى التعاون العسكري بين البلدن.

ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية مؤخرا صورا تظهر قائد فيلق القدس وهو وحدة النخبة في الجيش الإيراني الجنرال قاسم سليماني وهو يقف إلى جانب قادة عراقيين يتولون الاشراف على تشكيلات مقاتلي الحشد الشعبي.

وكان قائد القوة الجوية في الحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده قال في أيلول (سبتمبر) الماضي إن اللواء سليماني تمكّن برفقة سبعين شخصا فقط من الحيلولة دون سقوط مدينة أربيل العراقية بيد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وتؤكّد طهران دائما أن التصدي لتنظيم الدولة مهمة العراقيين ونفت باستمرار أن تكون قد أرسلت قوات برية إلى العراق كما رفضت المشاركة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. لكنها تقول إنها ترسل الى العراق فقط "خبراء عسكريين لتقديم استشارات ونصائح عسكرية للقوات العراقية في مواجهة داعش".
&