تابعت quot;إيلافquot; قضية التجسس التي كشف النقاب عنها في مصر، وزارت بلدات المتهمين وتحدثت مع اهاليهم وجيرانهم.


القاهرة: كشفت المخابرات المصرية عن شبكة تجسس جديدة، ترفع شعار quot;الجنس مقابل المعلوماتquot;، وجرى إعتقال مصريين إثنين في تلك القضية، إلى جانب إصدار قرارات ضبط وإحضار بحق إثنين من ضباط جهاز الإستخبارات الإسرائيلي quot;الموسادquot;، وأستطاعت quot;إيلافquot; الوصول إلى قرية البتانون بمحافظة المنوفية مسقط رأس المتهم الأول بالتجسس، وإلتقت بعض أقاربه وجيرانه.
ووفقاً للتحقيقات فإن المصريين رمزي محمد الشبيني، وسحر إبراهيم سلامة، والإسرائيليين صموئيل بن زئيف، وديفيد وايز مان، الضابطين بجهاز الموساد، كونوا شبكة تجسس تهدف إلى جمع معلومات عسكرية وإستراتيجية عن مصر.
اللقاء الأول في النمسا
وورد في التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا أن الشبيني سافر إلى إيطاليا في العام 2009، بحثاً عن العمل، وطلبت منه السفارة الإسرائيلية في روما التعاون مع جهاز الموساد في جمع المعلومات، ثم طلب منه الانتقال إلى النمسا للقاء ضابط الموساد صموئيل بن زئيف، وحدث اللقاء في مقر السفارة الإسرائيلية بالنمسا، وأعطى الشبيني معلومات تفصيلية عن فترة تجنيده بالجيش المصري، والأسلحة التي تدرب عليها، وأسماء قياداته، وتقاضي نظير ذلك مبالغ مالية.
وحسب إعترافات الشبيني في التحقيقات، فإن ضابط الموساد الإسرائيلي أجرى له تدريباً على كيفية جمع وتوثيق المعلومات، بأن طلب منه جمع معلومات حول فنادق وكنائس ومؤسسات حكومية إيطالية، وعندما نجح أوقع في طريقه حسناء مغربية، مارس معها الجنس، كنوع من المكافأة على نجاحه في العملية.
ممارسة الجنس
وأضافت التحقيقات أن الشبيني قال إنه كان يحصل على المكافأة في أحيان كثيرة عن طريق ممارسة الجنس مع العميلات التابعات لجهاز الموساد.
وجاء في التحريات أن الشبيني إرتبط بقصة حب بالمتهمة الثانية سحر، وفشل في الزواج منها، بسبب سوء ظروفه المادية، وعندما سافر إلى إيطاليا وأستطاع العمل لدى الموساد، عرض عليها العمل معه ووافقت، لاسيما أنها كانت تعمل صحافية في مجلة النصر التي تصدرها القوات المسلحة المصرية.
وقالت التحقيقات إن المتهمة الثانية سحر استطاعت تقديم العديد من التقارير المهمة عن إحتفالات الجيش المصري بانتصارات أكتوبر، وتخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية خلال الفترة من 2009 وحتى 2011، كما قدمت معلومات أخرى تعلق بالمشروعات الإقتصادية للجيش المصري مثل الأندية والفنادق والمصانع الحربية والمشروعات الزراعية، فضلاً عن إعداد تقارير عن المجلس العسكري الذي كان يدير البلاد عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
إغراءات جنسية ومالية
وأمدت سلامة الموساد بمعلومات مهمة حول صفقة غواصتين حصلت عليهما مصر من ألمانيا في العام 2010، وتوقيع مصر مع روسيا عقد لتطوير 35 دبابة مصرية.
وأشارت التحريات إلى أنها كانت تحصل على المعلومات عن طريق ممارسة الجنس مع بعض الضباط، أو من خلالها عملها في مجلة النصر الصادرة عن الجيش المصري. ولفتت التحقيقات إلى أن سحر حصلت على زجاجات عطور وحقائب حريمي وأجهز موبايل وأجهزة لاب توب فضلاً على أموال بعملة اليورو مقابل التقارير التي كانت تقدمها للموساد.
في بيت المتهمين
وزارت quot;إيلافquot; مسقط رأس الشبيني بقرية البتانون محافظة المنوفية، وأبدى جيرانه دهشتهم من القبض عليه بتهمة التجسس، ولفتوا إلى أنه كانت له علاقات نسائية متعددة، فضلاً على أنه كان سيء السلوك، وقال عبود العشماوى، صاحب محل تجاري، لـquot;إيلافquot; إن الشبيني كان يعمل لديه في المحل، وأضاف أنه استولى على بعض الأجهزة الكهربائية عن طريق السرقة، وأضطر إلى تقديم بلاغات ضده للشرطة، ونبه إلى أن الشبيني اختفى من القرية بعد ذلك، ولفت إلى أنه سافر إلى إيطاليا، ثم انقطعت أخباره تماماً إلى أن علم من القنوات الفضائية أنه إلقي القبض عليه بتهمة التجسس.
وفي منزل أسرة الشبيني كانت الأمور أشبه ما يكون بالجنازة، وقال السيد الجعارة، شقيق زوجته لـquot;إيلافquot; إن الشبيني ترك أسرته وسار خلف نزواته، مشيراً إلى أن شقيقته تبرأت منه هي وأولادها. وأضاف: quot;نحن في حالة ذهول بسبب سقوط صهري في بئر الخيانةquot;، وقال إن جميع أهل القرية تبرأوا منه.
سرق وهرب
ويمتلك عاطف الشبيني شقيق المتهم بالتجسس محلاً صغيراً لبيع المواد الغذائية، وقال لـquot;إيلافquot; والدموع تترقرق في عيونه، إن الشبيني كانت علاقاته متوترة بأقاربه وأهالي قريته، مشيراً إلى أنه كان يغادر المنزل لفترات طويلة ويعود، ولا أحد يعلم عنه شيئاً، ولفت إلى أنه وأسرته علموا بخبر القبض عليه في شبكة للتجسس عبر الفضائيات، معتبراً أنه خبر حزين، يضاهي خبر وفاته.
ولم تبد إيمان سعد، مطلقة المتهم أية دهشته عندما سمعت خبر تورط الشبيني في تهمة التجسس، وقالت إنها كانت تتوقع منه أي شيء، لاسيما أنه كان يقيم علاقات جنسية مع ساقطات وعرف بكثرة زيجاته، مشيرة إلى أنه طلقها وطردها من منزل الزوجية بشكل غير جيد.
أما سحر سلامة، المتهمة الثانية في قضية التجسس فتقيم في العزبة الغربية بمدينة شبين الكوم، وقال جيرانها إنهم فوجئوا بقوات الشرطة تلقي القبض عليها من منزلها منذ شهر تقريبًا، ولم يتم الإعلان عن القضية إلا مؤخراً بعد إنتهاء تحقيقات النيابة منها. ورفضت والدتها الحديث عن القضية.