وجهت بريطانيا رسالة لنظام بشّار الأسد مفادها: توقف عن قتل شعبك، أوقف القصف الجوي البربري، وخصوصًا البراميل المتفجرة، واسمح بوصول المساعدات لمن هم بأمسّ الحاجة إليها.


غداة قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2139 بشأن المساعدات الإنسانية في سوريا، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إنه يمثل خطوة هامة تجاه ضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين السوريين الذين بأمس الحاجة للمساعدة، بمن فيهم الذين حُرموا من أبسط حقوقهم الإنسانية بالحصول على المواد الغذائية والمساعدة الطبية.

وأضاف أن تبني هذا القرار، بمبادرة من المملكة المتحدة وحلفائها المقربين، يوجه رسالة واضحة بأنه لا يمكن السماح لنظام الأسد بتجويع مئات الآلاف من أفراد شعبه لإجبارهم على الخضوع له.

وأكد هيغ أن quot;أولويتنا الآن هي التنفيذ الكامل والفوري لهذا القرارquot;، وانني أدعو نظام الأسد لوقف القصف الجوي العشوائي في أنحاء سوريا، بما في ذلك استخدامه البربري للبراميل المتفجرة، والإيفاء تمامًا بالتزاماته التي ينص عليها مجلس الأمن والسماح بدخول كافة وكالات الإغاثة بكل حرية ودون عراقيل. وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى أنّنا quot;لن نتردد بالرجوع إلى مجلس الأمن إن لم يلتزم نظام الأسد بما دعا إليه هذا القرارquot;.

وقال هيغ: وبموازاة ذلك، ستبقى المملكة المتحدة في طليعة الجهود الإنسانية الدولية. وسوف نكثف دعمنا، إلى جانب حلفائنا، لعملية جنيف 2 للتوصل لتسوية سياسية للصراع في سوريا. وعلى المجتمع الدولي إبداء نفس روح الوحدة التي شهدناها في مجلس الأمن اليوم دعمًا لمفاوضات جنيف 2.

تصريحات الممثل الدائم

ومن جهته، رحب الممثل الدائم لبعثة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، سير ليال غرانت، بالتصويت على القرار في اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في سوريا.

وقال لقد أبدى المجلس اليوم أخيرًا بأن مهما كانت الاختلافات السياسية بشأن سوريا، فإن ذلك لا يعني أنه غير مبالٍ تمامًا بالأزمة الإنسانية الرهيبة فيها. وإننا نشيد بجهود أستراليا والأردن ولوكسمبورغ في قيادتهم لعملية المفاوضات.

وأضاف السير ليال لقد مرت الآن ثلاث سنوات منذ أن وقف الشعب السوري بكل شجاعة مطالبًا بحقوقه المشروعة للجميع. ومنذ ذاك الحين شنّ الأسد حربًا وحشية ضد شعبه. وهو المسؤول عن أكبر أزمة إنسانية في العالم وبعض من أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان في العالم.

وتابع: لقد تبنى مجلس الأمن الدولي قبل أربعة أشهر ونصف بيانًا صدر عن رئاسته كان الهدف منه تخفيف الآثار الإنسانية لهذا الصراع. وقد حث المجلس كافة الأطراف، وخصوصًا السلطات السورية، على اتخاذ عدد من الخطوات المحددة بهدف تسهيل دخول ووصول المساعدات وحماية المدنيين.

وقال الممثل البريطاني الدائم: لكن النظام السوري لم يكتفِ بتجاهله التام لهذا البيان، بل إن الوضع الإنساني قد ازداد سوءًا، مشيرًا إلى أنّه quot;يوحي زميلي الروسي بأنه قد طرأ تحسن في الوضع الإنساني. لكن الواقع على الأرض يشير إلى وضع مغاير تمامًاquot;.

وتحدث السفير غرانت عن ضحايا الحرب السورية قائلاً: يوجد الآن 9.3 ملايين شخص بحاجة للمساعدة، وهذا يشكل ارتفاعاً بنسبة تفوق الثلث منذ 2 أكتوبر (تشرين الأول). وخلال نفس الفترة ارتفع عدد النازحين داخليًا بمعدل 50 بالمئة ليصل إلى 6.5 ملايين شخص. كما يقدر عدد القتلى منذ اندلاع الأزمة بحوالي 140,000 قتيل، وهذا يمثل ارتفاعًا بنسبة 40% منذ ستة أشهر.

فداحة الأزمة الإنسانية

وقد أوضحت فاليري آموس للمجلس في الأسبوع الماضي مدى فداحة الأزمة الإنسانية. ودعت المجلس لاتخاذ إجراء عاجل لتسهيل دخول وكالات الإغاثة. واليوم استجاب المجلس لكل ذلك. واعرب السفير البريطاني لدى الامم المتحدة عن الأمل في أن يؤدي تبني القرار 2139 لاتخاذ إجراءات ملموسة على الأرض لإغاثة ملايين السوريين الذين بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

وقال إن القرار يطالب النظام السوري برفع الحصار عن المناطق المحاصرة، والتوقف عن إسقاط البراميل المتفجرة الفظيعة التي تصيب عشوائياً في المناطق المأهولة، والسماح للأمم المتحدة ولشركائها بإدخال المساعدات عبر الحدود.

الانصياع فوراً

واشار إلى أنّه يتعين على النظام السوري الانصياع فورًا لهذه المطالب. وإنني أعطي كمثال واحد، أكثر من مليون شخص من أكثر المحتاجين للمساعدة سوف يستفيدون فورًا من دخول مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود.

ونبّه السير ليال إلى أنّ مجلس الأمن سيستعرض الوضع الإنساني كل 30 يومًا. وكما يوضح هذا القرار، فإننا نعتزم اتخاذ المزيد من الإجراءات في حال تجاهل النظام المطالب المبينة في هذا القرار. وقال: رغم أن صدور هذا القرار يمثل خطوة هامة، فإننا نعلم بأن تحقيق نتيجة بالمسار السياسي هو الوحيد الكفيل بتوفير حل دائم للأزمة الإنسانية في سوريا.

وختم المندوب البريطاني قائلاً: ولسوف تكثف المملكة المتحدة دعمها، إلى جانب حلفائها، لعملية جنيف 2 بهدف التوصل لتسوية سياسية للصراع في سوريا. ويتوجب على المجتمع الدولي إبداء نفس روح الوحدة التي أبداها اليوم دعمًا لمفاوضات جنيف 2.