اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعدد من الدول العربية موجة من السخرية بعد الإعلان عن توصل القوات المسلحة المصرية إلى علاج لمرض الايدز بمساعدة الكفتة!


القاهرة: quot;إحنا شعب إبن كفتةquot; بدلاً من quot;شعب إبن نكتةquot; وquot;لواء أركان طربquot; بدلاً من quot;لواء أركان حربquot;، وصولاً إلى شعار quot;إحنا اللي عملنا الإيدز طحينةquot; وquot;عاش عبدالعاطي كفتةquot; وغيرها من الشعارات والعبارات والكلمات الساخرة، إجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي في مصر وغيرها من الدول العربية خلال الأيام الماضية، في ما يمكن تسميته أعلى موجة تهكم وسخرية منذ قيام ما يسمى بثورات الربيع العربي، تفاعلاً مع ما تم الإعلان عنه في مصر قبل أيام عن توصل القوات المسلحة المصرية إلى علاج للإيدز، وأن للأمر علاقة بالكفتة.

عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ومن خلال البرامج التلفزيونية، وعلى رأسها برنامج البرنامج لباسم يوسف، وحتى في ما يتعلق بالواقع اليومي في مصر، وصلت موجة السخرية العاتية إلى أعلى مراحلها، وأصبح التهكم على أي شيء وكل شيء هو السمة الغالبة في مصر، خاصة أن حرية تبادل المعلومات أو ما يسمى بالاعلام الموازي عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والحرية الاعلامية غير المسبوقة التي تصل إلى حد الإنفلات، وكذلك كثرة المواقف المثيرة للسخرية تسبب في هذه الحالة.

مرسي والمانجا

ولكن هناك مواقف شهيرة كانت لها أصداء هائلة، أشهرها ما أعلنه الرئيس السابق محمد مرسي عن وصول مصر إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي من المانجا، مما تسبب في ردود أفعال ساخرة بصورة إهتزت معها صورة رئيس الجمهورية بشدة، وبلغت حدة التفاعل مع قصة الإكتفاء الذاتي من المانجا، إلى تأليف أغانٍ وتصوير كليبات تتهكم على إكتفاء مصر من المانجا، وكان المبرر في ذلك أن مصر لم تصل إلى ما هو أهم، وهو الإكتفاء الذاتي من القمح quot;رغيف الخبزquot;.

بيض الببلاوي

وفي عهد رئيس الوزراء المستقيل حازم الببلاوي تم الإعلان عن الإكتفاء من quot;البيضquot;، مما جعل السخرية تتواصل، وسط إتهامات من هذا الطرف أو ذاك بأن التهكم والتفاعل مع المواقف المختلفة له دافع سياسي، في إشارة إلى أن غالبية من تهكموا على تصريح الإكتفاء الذاتي من البيض ينتمون إلى تيار الإخوان، ويتعاطفون مع الرئيس المعزول محمد مرسي.

عبدالعاطي كفتة

وكان الموقف الأخير الذي تزامن مع إعلان القوات المسلحة المصرية عن التوصل إلى علاج للإيدز وفيروس quot;سيquot; الكبدي، بحضور الرئيس الموقت عدلي منصور، والمشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، هو أكثر المواقف التي فجرت موجات عاتية من السخرية والتهكم، خاصة بعد إعلان أحد كبار الضباط، وهو اللواء الدكتور إبراهيم عبد العاطي رئيس لجنة الأبحاث عن قيام الجهاز الذي إخترعته القوات المسلحة المصرية بأخذ فيروس الإيدز أو غيره من الفيروسات من جسم المريض ثم إعادة تقديمه له على شكل quot;اصبع كفتةquot; للقضاء على المرض نهائياً.

وإنفجر الفيس بوك وتويتر بالسخرية، وسط أنباء عن أن اللواء عبدالعاطي يعمل في الأساس في مجال العلاج بالأعشاب واستعانت القوات المسلحة المصرية به، كما خرجت الأوساط العلمية المصرية والعالمية لتشكك في الأمر برمته، على إعتبار أنه لم يأخذ منحى الأبحاث العلمية المعروفة.

سخرية تقتل الإنتماء

من جانبه، يعلق الدكتور يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي الشهير، على ظواهر التهكم والسخرية فيقول :quot;قد يقول البعض إن السخرية هي بديل البكاء والعويل أو حتى صورة أخرى لهما، ويعتقد أن السخرية أو البكاء مرحلة هامة في طريق التغيير، في حالة عدم التوقف عندها، الأغلب أن تكون السخرية موقفًا مجمِّداً، مثل هذه السخرية هي بمثابة بصقة كاوية، هذه السخرية القاسية الجارحة تكتفي بنفسها من موقف حكِمّي فوقي رافض، لا أكثرquot;.