ليست هذه المرة الأولى التي يتكلّم فيها رجل دين إيراني عن قرب ظهور المهدي، فالأدبيات الشيعية لم تتوقف عن الكلام في هذا الأمر، منذ بداية الحرب السورية والتدخل الإيراني فيها، مباشرة أو عبر حزب الله، حتى تواتر أن المهدي سيظهر من حرستا، بريف دمشق، وما المشاركة الشيعية في هذه الحرب إلا تمهيد لهذا الظهور.


بيروت: قال أحمد جنتي، أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني: quot;تم التمهيد لظهور المهدي المنتظر، ويجب أن نستعد للامتثال لأوامرهquot;. وبحسب وكالة إيسنا، قال جنتي خلال اجتماع حكومي الاثنين: quot;المهدي لن يتخلى عن أصدقائه وأنصاره، ويجب أن ننتظر ظهورهquot;.

وتحدث عدد من المقربين من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في وقت سابق عن قرب ظهور المهدي، وضرورة التمهيد لاستقباله. ودعا محمد سعيدي، ممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري، للاستعداد محليًا وإقليميًا ودوليًا، quot;لأن موعد ظهور المهدي بات قريبًاquot;.

لكن ما هو الاستعداد لظهور المهدي، من وجهة النظر الإيرانية؟ إنه الدخول في المشروع الشيعي في المنطقة، من خلال أدوات إيرانية في لبنان والبحرين واليمن وباكستان، وغيرها من الدول، إلى جانب سوريا بالتأكيد، لأنها المسرح الحقيقي لظهور المهدي، الذي بشّر به جنتي.

حديث الإمام

ففي الصفحة 305 من كتاب غيبة النعماني، يرد حديث منقول عن الإمام علي يقول: quot;إذا اختلف الرمحان بالشام، لم تنجل إلا عن آية من آيات الله. قيل: وماهي يا أمير المؤمنين؟، فقال: رجفة بالشام، يهلك فيها أكثر من مئة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابًا على الكافرين، فإذا كان ذلك، فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة، والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليـابس، حتى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهديquot;.

وفي التفسير المتداول لهذا الحديث، قد يكون الرمحان النظام العلوي في سوريا والسلفية السنية المتصادمين اليوم، ينجلي عن صدامهما خسف أو ما شابه في حرستا، بريف دمشق. أما البراذين فصفة أحذية أهل المغرب. ولربما المقصود حرب وموت أكثر من مئة ألف يتم بعدها تدخل قوى خارجية تحتل سوريا، أو المقصود استقطاب السلفيين من أرجاء العالم العربي إلى سوريا، وخصوصًا من المغرب العربي، وهذا ما يحصل.

وأيًا يكن من الأمرين، ينتظر الشيعة بشارة المهدي من الشام... قريبًا!